الطريقة الحامدية الشاذلية التى تحتفل بمولد مؤسسها الشيخ سلامة الراضى اليوم من أكبر الطرق الصوفية بمصر خلال الـ50 عامًا الأخيرة، نظرًا لتزايد أعداد المنضمين حديثًا لهذه الطريقة داخل مصر وخارجها، الأمر الذى جعل مريدى التصوف يتحدثون عن كرامات القطب الصوفى سيدى سلامة الراضى مؤسس الطريقة وخلفاءه ليلًا ونهارًا، وتعمل الطريقة الحامدية الشاذلية وشيخها الحالى الحسين سلامة الراضى على تعريف الشعب المصرى بالمنهج الإسلامى الصحيح من خلال الندوات والمجالس العلمية التى تنظمها الطريقة فى القاهرة وغيرها من المحافظات.
"الدستور" دخلت إلى مقر الطريقة الحامدية الشاذلية بمنطقة بولاق أبو العلا فوجدت مريدون الطريقة يذكرون الله ليلًا ونهارًا محبة فى طريق القوم وعمل بمقولة أن التصوف ذكرًا ومذاكرة، وتنفيذا لوصية الشيخ المؤسس سلامة الراضى لمريديه بالعمل والإجتهاد من أجل القرب من المولى سبحانه وتعالى.
وتحدث مريدى الطريقة الحامدية الشاذلية عن شيخهم لـ"الدستور" حيث أكدوا على أنهم عرفوا الإسلام الحقيقى على يد الشيخ العارف بالله سلامة الراضى وخلفاءه الكرام، الأمر الذى جعلهم يتمسكون بالطريقة ويبذلون قصارى جهدهم لتعريف الناس بهذه الطريقة التى تعمل على إصلاح الفرد المسلم وجعله إنسان صالح يخدم مجتمعه ووطنه.
نشر التصوف الصحيح وحارب الفكر الضال
وقال الشيخ الحسين سلامة الراضى شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية، إن الإمام سلامة الراضى رضى الله عنه وأرضاه نشر التصوف الإسلامى الصحيح وحارب الفكر الضال فى المجتمع المصرى خلال فترة توليه مشيخة الطريقة الحامدية الشاذلية فكان من علماء التصوف الكبار الذين كانوا يشار إليهم بالبنان، فكان صاحب رؤية صائبة فى الكثير من الأمور، مما جعل المريدين يلتفون حوله من كل مكان، وولد الشيخ سلامة الراضى في 16 رجب عام 1284هـ، الموافق 4 ديسمبر 1867م، ويعود نسبه إلى الإمامين الحسن والحسين، سبطي رسول الله، ونشأ في حي بولاق بالقاهرة، حيث حفظ القرآن الكريم وهو في سن التاسعة، وتعلم القراءة والكتابة.
وتابع: تقلد الإمام الراضي عدة مناصب في الدولة، حيث عُين في الخاصة الخديوية، وتولى رئاسة إدارة الزراعة بمصلحة الأملاك الأميرية حتى أُحيل إلى التقاعد عام 1932م. بعدها تفرغ للعلم والتصوف، وأسّس الطريقة الحامدية الشاذلية عام 1885م، لإحياء تعاليم التصوف السني المعتدل، ونشر القيم الروحية بين الناس.
وأضاف: في عام 1926م، حصلت الطريقة على اعتراف المجلس الصوفي الأعلى، لتصبح واحدة من الطرق الصوفية الرسمية في مصر، ومنذ ذلك الحين، واصلت الطريقة رسالتها الروحية والاجتماعية، حيث باتت احتفالات مولد الإمام مناسبة سنوية يستحضر فيها أتباع الطريقة معاني المحبة والإخلاص في العبادة، فضلًا عن التأكيد على أهمية التصوف كركيزة أساسية في الهوية الدينية المصرية، ونشأ فى بولاق، حيث تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم فى سن التاسعة، وعُيّن فى الخاصة الخديوية، ورئيسًا لإدارة الزراعة بمصلحة الأملاك الأميرية، وأُحيل إلى المعاش عام 1932 ميلاديًا واشتغل بالعلم والتصوف، فاجتمع بالكثير من أهل الولاية، خاصة الشيخ مرزوق المالكى.
وأوضح: عاش الشيخ سلامة طوال حياته صائمًا قائمًا ناسكًا، وكانت مجالسه مدرسة للتثقيف والتهذيب والإرشاد يسودها الحب والتآلف والتآخى، وكانت تزدحم بالمريدين والمحبين، لحرصهم على الاستماع لهديه، والنهل من علمه بقلوب واعية، وآذان وأفئدة مصغية. وعن مجاهداته، يقول فى كتاب له: «أعلم أنى ذكرت الله كثيرًا وكنت أصوم من السنة نحو 300 يوم، ولا أدع الوضوء، فكل أحيانى أكون على طهارة وكنت أصلى على النبى فى كل ليلة نحو ساعتين، ذلك فوق أننى كنت مريضًا، حتى صرت نحيفًا مصفر الوجه، وما كان يصادفنى من توبيخ وزجر عنيف ممن حولى كل هذا لم يثنِ من عزمِى على التوجه إلى الله».
وسلك الشيخ الراضى طريق التصوف، فتنوعت معارفه وأصبح ملمًا بجميع علومه فكان إمامًا للمحبين، واستقر على الطريقة الشاذلية. بدأ تلقين المريدين فى سن الـ 16، ودشن الطريقة الحامدية الشاذلية، فى عام 1885، فأحيا للناس سُنة الصوفية الماضية، وأذاق الناس والقاصدين والوافدين من عذب مبانى العرفان.
وتابع: أخذ الشيخ الراضى الطريقة الشاذلية عن سيدى على مرزوق المالكى فى سند متصل إلى الشيخ شمس الدين محمد الحنفى البكرى المعروف بالسلطان الحنفى، وإلى قاضى القضاة الشافعية ناصر الدين بن الميلق، إلى جده الشهاب أحمد بن الميلق، إلى سيدى ياقوت العرش عن سيدى أبى العباس المرسى عن سيدى أبى الحسن الشاذلى.
وتوفى الشيخ سلامة الراضى، ثالث يوم الأضحى يوم 31 يناير لعام 1939 ميلاديًا فى منتصف الساعة الخامسة من بعد الظهر، عن عمر ناهز 72 عامًا، ودفن فى أول فبراير بمسجده بشارع خط الرملة أمام بيته، فيكون مسجده أمام منزله ومقر مشيخة وسجادة الطريقة الحامدية الشاذلية.
القطب سلامة الراضى " أخلاق محمدية وصراحة فى الحق"
وتتحدث الطريقة الحامدية الشاذلية عن أخلاقه فتقول: كانت أخلاقه محمدية، حياء فى أدب، وصراحة فى حق، وعزَّةً فى تواضع، وكرمًا شاملًا، ومواساة للفقير، وإعانة للعانى، وعطاء ولا خشيةَ لفاقةٍ، ونجدة هاشمية للقاصد، وحلمًا مع غفران، ومسامحة مع ستر، وذكاء نادرًا مكينًا، كذلك كان مجلسه، مع المريدين بعد الخلو من أعمال وظيفته، روحانيًا، وكانت تربيته للمريدين كالغيث يهمى فتهتز الأرض بالنبات، وفى مجلسه تجد روحًا تحررت عن المادة تنطق فى كل فن وتفيدك من كل باب».
سيرة الإمام المؤسس ظهرت بالعديد من الكتب، منها كتاب د. عبدالحليم محمود، والكاتب المغربى الحاج محمد الكوهن فى كتاب «طبقات الشاذلية الكبرى»، كما نال الدكتور مايكل جلسنان رسالة الدكتوراه من جامعة أكسفورد فى سيكولوجية الأديان بعنوان الولاية والصوفية فى مصر الحديثة تناول الجزء الأكبر منها حياة الشيخ وطريقته، وكذلك من الكتب التى تناولت سيرة الإمام، كذلك كتاب «السيرة الحامدية» للكاتب سيف النصر محمد عشرى، وكان للكاتب الشيخ عبدالرحيم خطاب كتابان عن الإمام.
0 تعليق