هدنة تأخرت كثيرًا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رسميًا، أعلنت مصر والولايات المتحدة وقطر عن توصل طرفى النزاع فى غزة إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة إلى الهدوء المستدام، بما يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار بين الطرفين. وتوقع البيان المشترك الصادر عن الوسطاء الثلاثة، مساء أمس الأول، الأربعاء، أن يبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من بعد غدٍ، الأحد، أى قبل ٢٤ ساعة من عودة الرئيس السابق، والمنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.

الاتفاق، الذى توصل إليه الطرفان، يتضمن ثلاث مراحل، الأولى مدتها ٤٢ يومًا، وسيتم خلالها وقف إطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم فى قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقى العلاج، وتكثيف الإدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع فى جميع أنحاء القطاع، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدنى والوقود، ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.

فى الاتصال التليفونى، الذى تلقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى من نظيره الأمريكى جو بايدن، مساء الثلاثاء الماضى تناول الرئيسان آخر مستجدات المفاوضات وجهود الوساطة المكثفة التى تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر. ومع ترحيبه، مساء الأربعاء، بالتوصل إلى هذا الاتفاق، بعد جهود مضنية، على مدار أكثر من سنة، أكد الرئيس السيسى أهمية الإسراع فى إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، دون أى عراقيل، لمواجهة الوضع الإنسانى الكارثى الراهن، إلى أن يتم تحقيق السلام المستدام من خلال حل الدولتين. كما أكد الرئيس، مجددًا، أن مصر ستظل دائمًا وفية لعهدها، داعمة للسلام العادل، وشريكًا مخلصًا فى تحقيقه، ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

تناول الرئيس الاتفاق، أيضًا، وأعرب عن ترحيبه به، مرة أخرى، مع نظيره الإماراتى الشيخ محمد بن زايد، الذى أشاد بالجهود المصرية الدءوبة على مدار السنة الماضية لحماية أهالى قطاع غزة، وفى إطار الوساطة للتوصل إلى الاتفاق. كما شدد الرئيسان، خلال لقائهما أمس، فى أبوظبى، على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية ودون عراقيل، مؤكدين على ضرورة مواصلة المساعى الحثيثة لتطبيق حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد للسلام المستدام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.

المهم هو أن الوسطاء الثلاثة أكدوا، فى بيانهم المشترك، أن سياستهم، كضامنين لهذا الاتفاق، هى التأكيد على أن جميع مراحله الثلاث سيتم تنفيذها بشكل كامل من قبل الطرفين. وعليه، أوضح الوسطاء أنهم سيعملون بشكل مشترك لضمان تنفيذ الأطراف التزاماتهم فى الاتفاق والاستمرار الكامل للمراحل الثلاث، لافتين إلى أنهم سيعملون، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول المانحة والشركاء من جميع أنحاء العالم، لدعم الزيادة السريعة والمستدامة للمساعدات الإنسانية بموجب الشروط المنصوص عليها فى الاتفاق.

اللافت هو أن إسرائيل كثّفت غاراتها على القطاع، بعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق. وبينما كانت مناطق متفرقة فى قطاع غزة تحتفل بقرب نهاية ١٥ شهرًا من الحرب، نقلت «وكالة الأنباء الفرنسية» عن المتحدث باسم الدفاع المدنى، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى قتلت، منذ لحظة الإعلان عن الاتفاق، ٧٣ شهيدًا، بينهم ٢٠ طفلًا و٢٥ امرأة، إضافة إلى أكثر من ٢٣٠ إصابة. وإلى أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ، يوم الأحد، لا نتوقع أن تتوقف آلة القتل الإسرائيلية، التى قتلت عشرات آلاف الفلسطينيين ودمّرت معظم أنحاء قطاع غزة وأجبرت معظم سكانه البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة على النزوح.

أخيرًا، وبالإضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة، قال تقرير للأمم المتحدة إن الفقر الذى كان منتشرًا على نطاق واسع فى قطاع غزة قبل الحرب، صار اليوم يطال جميع سكان القطاع تقريبًا، وأشار إلى أن الوصول إلى مستوى ما قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ لن يتحقق قبل سنة ٢٠٤٠ على الأقل. كما أظهرت بيانات أقمار اصطناعية، نشرتها المنظمة الدولية، فى ديسمبر الماضى، أن أكثر من ١٧٠ ألف مبنى هى ٦٩٪ من إجمالى مبانى القطاع، تهدمت أو سوِّيت بالأرض. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق