مراقبون: العالم لن ينسى مواقف الملك بتسخير الإمكانات لوقف العدوان على غزة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان - أكد مراقبون أن الأردن، قيادة وشعباً، كان وما يزال وسيبقى الداعم الرئيس للقضية الفلسطينية، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابهم الوطني، وعاصمتها القدس الشرقية.اضافة اعلان
وأكدوا أن العالم لن ينسى مواقف وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني، بتسخير الإمكانات لوقف العدوان والقتل والدمار في غزة والضفة الغربية، وتشكيل موقف دولي داعم للفلسطينيين، مشددين على ان الأردن في كل محنة يتعرض لها الفلسطينيون، يكون السباق دوماً نحو نجدتهم في الظروف كافة، وبغض النظر عما تتعرض له كوادر مستشفياتنا الميدانية التي تؤمن الطبابة والعلاج للفلسطينيين، من أخطار.
وأضافوا أن قوافل المساعدات للأهل في غزة، تصل محملة بآلاف الأطنان من المواد الطبية والغذائية، وتصلهم على مدار الساعة منذ بداية الحرب وحتى لحظتنا هذه، فالأردن دوما سباق بتأمين أشقائه الفلسطينيين بالغداء والدواء، في وقت عجزت فيه دول كثيرة عن دعمهم، وبقيت معابرنا مفتوحة لمرور قوافل المساعدات إليهم دون توقف.
وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق د. محمد طالب عبيدات، قال ان "الأردن قيادة وشعباً كان دوماً الداعم الرئيس للقضية الفلسطينية، فهي قضيته المركزية الأولى، وما تزال المملكة تسعى لأن ينال الفلسطينيون حقوقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم على ترابهم الوطني، وعاصمتها القدس الشريف، وهذه الوقفة الأردنية، أصيلة ومشرّفة، تتناغم مع الموقفين الرسمي والشعبي، وغير جديدة على الأردني، لأنها راسخة في الوجدان الوطني، وثابتة منذ بدء الاحتلال الغاشم لفلسطين".
واضاف عبيدات، في الحرب الظالمة على غزة هاشم، ظلت مواقف الأردن متقدمة، وسخر أدواته السياسية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية والإنسانية لوقف هذه الحرب، واستمر بتقديم المساعدات للاهل هناك، وما يزال، وأرسل أكبر القوافل الإنسانية لغزة، وكان أول من كسر الحصار على القطاع جواً وبراً، وتقدم جلالة الملك عبدالله الثاني، أول الصفوف بنفسه في هذا المضمار، إبان القصف الهمجي على غزة، وكذلك سمو الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد وسمو الأميرة سلمى، وقدّم الأردن المستشفيات الميدانية، وأقام جسرا ممتدا من قوافل المساعدات، وكان دور القوات المسلحة الباسلة وسلاح الجو الملكي طليعياً بإيصال المساعدات، تحت القصف ونيران الاحتلال، وما يزالون على العهد مع اشقائهم في غزة والضفة".
وأكد عبيدات أن العالم لن ينسى مواقف جلالة الملك بتسخير كل الإمكانات لوقف العدوان والقتل والدمار في غزّة والضفة، وتشكيل موقف دولي داعم للفلسطينيين، مكرسا الأدوات الداعمة لذلك في كل المنابر الدولية بالأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية والقمم العربية والإسلامية، وعلاقاته الواسعة والمتوازنة مع دول العالم وقادتها، لدعم قضية فلسطين وشعبها الشقيق دوليا، وبحكمته وتوازن العلاقات التي أرساها جلالته، شكل في الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية والعالم، أدوات ضاغطة، تحقق وقف العدوان الغاشم والحرب الظالمة على أهلنا في غزة.
واضاف، كما أن جلالة الملكة رانيا العبدالله، كان لها موقف داعم وكبير عبر منصات ومحطات الإعلام العالمية، بالضغط لأجل وقف العدوان على غزة، وخاطبت الغرب بلغة مقنعة، أكدت فيها عدالة القضية الفلسطينية وازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع شعب يطالب بأبسط حقوقه، مفندة المزاعم التي تدعم الوحشية الصهيونية بحجة الدفاع عن النفس، ومعتبرة أنها غير مبررة وظالمة.
من جهته، بين العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد، ان مواقف الأردن تجاه غزة وفلسطين، هي مبدأ راسخ وثابت وقومي، وليست جديدة عليه، بل متجذرة عبر تاريخه منذ بدء الصراع العربي الاسرائيلي، وهي ليست منّة منه، اما التضحيات التي قدمها عبر ما خاضه من معارك دفاعا عن فلسطين، فتشهد عليها معارك القدس اللطرون وباب الواد والشيخ جراح، وما قدمه من شهداء هناك، مؤكدا أن وقفتنا في الأردن ليست فقط في السابع من أكتوبر، فبعده وقبله كما يفيد التاريخ، كانت وقفاتنا شامخة وقوية، تؤكد وفاءنا لأشقائنا في فلسطين.
واضاف ابو زيد، ان الجيش الأردني وكوادره الطبية المتمثلة بالمستشفيات العسكرية الميدانية المنتشرة في قطاع غزة والضفة، منذ ما قبل 7 أكتوبر 2023، وقفت مع الأشقاء في مواجهة الحرب الاسرائيلية العدوانية عليهم، وتضاعفت مهمتها منذ عدوان الاحتلال قبل سنة وأربعة أشهر، فعملت مستشفياتنا في ظروف صعبة وقاسية، وتعرض أبناء جيشنا من مرتبات هذه المستشفيات للخطورة، وأصيب بعضهم، وهم يعملون في قلب المعركة.
وأشار أبو زيد إلى أن جيشنا ضمد الجراح وداوى المرضى، واجرى آلاف العمليات الجراحية وسط أجواء مضطربة، فهو يحمل رسالة الأردن السامية في الوقوف الى جانب الاشقاء في أحلك الظروف واصعبها، وقد عملت ثلاثة مستشفيات في القطاع، كما أن الأردنيين لم يهدأوا ولم يتوقف عن مساندته للأشقاء وتعبيره عن غضبه ووقوفه مع أهلنا في غزة وفلسطين، بالمظاهرات التي عمت المملكة، بالإضافة لدعمه المادي والمعنوي ومساعداته التي لم تتوقف لأبناء القطاع.
ليس هذا حسب، فالأردن كان سباقا ومبادرا قبل كثير من المتفرجين على آلام الفلسطينيين في غزة والضفة، ومارس دوره الوطني والقومي، فعندما حوصر القطاع ومنع العدو من دخول الإمدادات، كان أول من اخترق الحصار لإيصال المساعدات عبر أجواء قطاع غزة الملتهبة، هو جلالة الملك شخصيا، قد حلق في هذه الأجواء الخطرة جدا، بطائرة أنزلت مساعدات إغاثية وطبية للأهل هناك، في حين أغلقت كل الأبواب والمنافذ البحرية والجوية في وجه عون أهلنا. لقد أوصل جلالة الملك شخصيا هذه الإمدادات، وتبعه في اليوم الثاني ولي العهد وعلى خطى جلالة الملك، أنزل بنفسه المساعدات لغزة، لقد قام الهاشميون بما لم يتمكن أو يتجرأ أحد سواهم من القيام به من أجل فلسطين، ليكونوا هم من بدأ بأول اختراق للحصار على غزة، ولم يسبق وأن قام أي رئيس أو حاكم لدولة، بتقديم ما قدموه. نعم، لم يحدث وأن سمعنا بقوة مثل هذا الموقف الفريد إلا في الأردن، وهذه المخاطرة كما يسميها بعضهم، بوجهة نظر القائد، مجرد عمل بسيط عبر عنه جلالة الملك وولي عهده شخصيا تجاه الأشقاء، وهذا اقل ما يمكن تقديمه.
وقال أبو زيد إن وزير الخارجية أيمن الصفدي، لم يتوقف للحظة طوال أايام الحرب وإلى اليوم، أكان بالاتصال مع نظرائه وسياسيي العالم، أو بالتجول في دول العالم، بتوجيهات من جلالة الملك، لشرح الموقف الأردني من رفضه للحرب على غزة، وقدم موقفنا ببراعة وشجاعة في المحافل وعلى المنابر الدولية والعربية والإسلامية، مؤكدا عدالة القضية الفلسطينية، ومطالبا بوقف الحرب فورا، ومبينا بشاعة وإجرام الاحتلال ضد العزل وقتله للأطفال والنساء وتهديم المنازل والمساجد والمستشفيات، فالأردن دوما في قلب الحدث، وسيبقى مع فلسطين، فالمصير مشترك، والأردن وفلسطين يتنفسان من رئة واحدة.
العميد المتقاعد محمد سليم السحيم، قال إن "موقف المملكة ثابت لم يتغير منذ حرب الـ1948، فقد قدم عددا كبيرا من شهداء الجيش العربي، وكان له دور فاعل في معارك 1967، وقدم فيها كوكبة من خيرة جنوده، الذين ارتقوا شهداء، وما تزال أضرحتهم تشهد على تضحياتهم لليوم في مدن وقرى الضفة.
واضاف السحيم، ان الأردن في كل محنة يتعرض لها الفلسطينيون، يكون السباق لنجدتهم، بغض النظر عن الخطورة التي تتعرض لها كوادر مستشفياتنا التي تؤمن الطبابة والعلاج للفلسطينيين، وإذا تطلب الأمر فإنه يجري نقل الإصابات الخطرة للجرحى في غزة إلى مستشفيات الخدمات الطبية في عمان، وما تزال هذه المستشفيات تقدم الخدمة المثلى للشعب الشقيق، والأردن لا ينتظر الشكر من أحد، ولا ينتظر تسجيل مواقف سياسية وهمية كغيره، بل إن وقوفه ثوابت وطنية، ترسخت منذ مائة عام، كيف لا وهو الراعي والوصي لخدمة وحماية المقدسات الإسلامية وعلى رأسها القدس الشريف.
واضاف، انه في أوج هجوم العدو الاسرائيلي على غزة، وتعذر دخول المساعدات الغذائية الى شمال القطاع، كان على الأردن التفكير بايصال المساعدات الى هناك، بغض النظر عن المخاطر التي سيتعرض لها، وكان الحل النهائي، خطة إنزال للمساعدات من المواد الغذائية بالمظلات، وفعلاً أنجدت هذه المساعدات الأهل بغزة، بايصال الغذاء اليهم، وقد اعتبر الأردن ذلك واجبا وطنيا، يتحتم عليه القيام به.
وقال سحيم، ان جلالة الملك وفي كل كلمة يلقيها في المحافل الدولية منذ تقلده لسلطاته الدستورية، لم تغب قضية وشعب فلسطين عن خطاباته وتصريحاته ومحادثاته وجولاته، وما يزال لليوم يدعو بإصرار وضرورة لوجود حل عادل شامل ينصف الفلسطينيين ويؤكد إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
واضاف إن قوافل المساعدات لغزة تصل بآلاف الأطنان، منذ بداية الحرب وحتى يومنا هذا، وكان الأردن سباقا بذلك عندما عجز الآخرون عنه، بل وأبقى معابره المؤدية اليهم مفتوحة لمرور قوافل المساعدات من دون توقف خلال أيام الحرب وحتى اللحظة.
وأشار السحيم إلى أنه لا أحد يستطيع إنكار الوقفة المشرفة للأردن مع الأشقاء في غزة وفلسطين، فالأردن عندما يدعم، يدعم شعبا شقيقا محتاجا، فهو الأقرب لفلسطين، وفلسطين قضيته المركزية، منطلقه في ذلك الإيمان المطلق، بأنه لا استقرار ولا أمن في المنطقة، إلا بإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
أستاذ الإعلام بجامعة البترا د. مخلد الحمايدة، قال إنه وعلى مر العقود، لعبت القوات المسلحة الأردنية دورًا أساسيًا بدعم الشعب الفلسطيني، مستندةً إلى توجيهات جلالة الملك باشتمالها على جهود الإغاثة والتنمية، ما عزز صمود الفلسطينيين وأسهم بحماية حقوقهم في مواجهة التحديات المستمرة.
وأضاف الحمايدة، أما الدور التاريخي للأردن بدعم أشقائه، فتجلى منذ العام 1948 بدعم الجيش الأردني للفلسطينيين في حرب 1948، إذ خاض معارك حاسمة لحماية القدس والضفة، ونجح الجيش الأردني بصد تقدم الاحتلال الى القدس، وحافظ بتصديه هذا على الهوية العربية لمدينة القدس وبقية المناطق المحيطة بها كذلك في حرب 1967، فبرغم الظروف الصعبة، واصل الجيش جهوده بالدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مجسدًا بذلك التزامه بحماية التراث الديني والوطني الفلسطيني، مشيرا الى أن الوصاية الهاشمية بدأت من العام 1924، حين تولت القيادة الهاشمية الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وضمن هذا الإطار، أصبحت القوات المسلحة الأردنية الحارس الأول للمقدسات، بدعم الأوقاف الإسلامية، وصيانة المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، ما يعكس إصرار القيادة على حماية الهوية الإسلامية والعربية لهذه المقدسات.
وأكد الحمايدة، أنه بتوجيهات ملكية مباشرة، أنشأ الجيش مستشفيات ميدانية في غزة، لمعالجة آلاف الفلسطينيين، ومنذ العام 2009 وهي تمثل رمزًا للدعم الإنساني الأردني، وتوفر الرعاية الطبية المجانية لسكان القطاع في ظل حرب قاسية ووحشية عليهم.
وبين أن القوات المسلحة الأردنية والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أطلقا قوافل إغاثية منتظمة في فترات الأزمات والحروب، مشيرا الى انه وفي خطوة نوعية، أطلقت القوات المسلحة برنامجًا لتركيب الأطراف الاصطناعية للمصابين في القطاع عن طريق عيادات متنقلة مجهزة بأحدث التقنيات، وساهمت بتدريب الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ما ساعد على بناء قدرات أمنية فلسطينية قوية، تسهم بمواجهة التحديات الأمنية.
أما في موضوع إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، فقال الحمايدة إنه بعد كل عدوان على غزة، شاركت القوات المسلحة بجهود إعادة الإعمار، وساعدت ببناء المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، ونظمت برامج تدريبية للشباب الفلسطيني، لتعزيز قدراتهم المهنية، مشيرا إلى أنه برغم الحصار على القطاع والانقسامات السياسية الفلسطينية، تواصل القوات المسلحة دورها التاريخي بدعم الفلسطينيين.
أما سياسيا، فقال الحمايدة، إن الأردن بقيادة جلالة الملك، مستمر بدفاعه عن القضية الفلسطينية في العالم، ويؤكد ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كشرط أساسي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق