"احتجاج يونس شلبى على سيد زيان".. حكاية عجيبة لمسرحية زقاق المدق

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في كتابه الصادر عن دار صفصافة للنشر والتوزيع، تحت عنوان "الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة"، للكاتب حسن الزوام، يتناول فيه سيرة الفنان الكبير فاروق فلوكس، وتحدث في فصل منه عن قصة مسرحية زقاق المدق والعثرات الكثيرة التي قابلتها.

فاروق فلوكس

يقول فاروق فلوكس:" قررت فرقة "الفنانين المتحدين" إنتاج مسرحية عن إحدى روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ، وتقرر تقديم مسرحية "زقاق المدق"، واختير لإخراجها المخرج فهمي الخولي، وبدأت بروفات المسرحية لفترة وجيزة في القاهرة، ثم انتقلت الفرقة بكامل هيئتها إلى الإسكندرية حيث كنا نجري البروفات على مسرح لونابارك، في هذه المسرحية حصلت مواقف عديدة كنت شريكًا في تفاصيلها لكوني من قدامى الفرقة.

ويتابع: "الزميل محمد أبو العينين كنت قد رشحته لدور القائد الإنجليزي الذي كانت ملامحه تشبه الأجانب بحمرة وبياض الوجه، كان قد قدم دور قائد إنجليزي في مسلسل "دموع في عيون وقحة" اعتذر لظروف خاصة، وهنا ذكرت المخرج فهمي الخولي بالممثل السكندري يوسف صليب الذي يسكن في المنشية الصغيرة في عمارة "دبة"، وافق المخرج وجاء ولعب الدور وتم تقديمه باسم يوسف دواود.

مسرحية زقاق المدق

ثم حدث صدام شديد بين يونس شلبي والمخرج فهمي الخولي بسبب إصرار يونس أن دور سيد زيان أهم منه في المسرحية، وأن النص يخدم زيان أكثر منه، ليدرك المنتج سمير خفاجي أن استمرار العمل بهذه العلاقة المتوترة لن يخرج المسرحية إلى النور، لم يكن أمامه سوى أمر من اثنين، إما أن يرحل المخرج أو يرحل يونس شلبي.

ويواصل:" تصاعدت الأزمة ولجأ المخرج فهمي الخولي إلى نقابة المهن التمثيلية، حضر النقيب وقتها الفنان الكبير حمدي غيث، وتقرر أن يعطي سمير خفاجي للمخرج كل مستحقاته وتنتهي العلاقة بينهما في هذا العمل وقد كان.

أصبحت الرواية بدون مخرج، لم يكن هناك بديل أفضل من حسن عبد السلام لأنه محترف ويستطيع الإنجاز من ناحية، ومن ناحية أخرى لا يمانع من استكمال عمل بدأه زميل آخر، تحركت أنا وسمير خفاجي بسيارته الخاصة من الإسكندرية إلى القاهرة، وعدنا بعد الاتفاق معه على أن يلحق بنا لبدء العمل.

ويكمل:" جاء المخرج، وبدأت جلسات القراءة من البداية، أعاد حسن عبد السلام إخراج الرواية من جديد وطلب بعض التعديلات على النص المسرحي، وترتيب المشاهد من المؤلف بهجت قمر، من أبرز سمات المخرج حسن عبد السلام هو انحيازه للنجم في العمل الذي يخرجه، كان يرى في هذا الوقت أن سيد زيان سيكون نجم الشباك، علاوة على تشابك مصالحه مع الثلاثي سيد زيان وإبراهيم سعفان وعبد الرحمن شوقي في شركة إنتاج أسسوها".

ويستطرد:" في آخر مشهد في بروفات الرواية، وقف يونس شلبي منفعلًا وقال لحسن عبد السلام: "أنا مش هعمل الرواية دي، أنت بتركب سيد زيان عليا"، وفوجئنا بالمنتج سمير خفاجي ينفعل ويصفع يونس شلبي على وجهه، اشتعل الموقف من جديد، ولجأ يونس إلى نقيب المهن التمثيلية الذي جاء مرة أخرى إلى الإسكندرية لحل الأزمة التي انتهت بتسوية يحصل فيها يونس شلبي على قيمة تعاقده لمدة شهرين، وكان يحصل على أربعين ألف جنيهًا في الشهر، فدفع سمير خفاجي ثمانين ألف وانتهت القضية".

يونس شلبي

ويواصل: "رحل يونس شلبي وأصبح لزامًا البحث عن شخصية تؤدي دوره، وهنا كان المطلوب شخص لديه قدرة رهيبة على الحفظ للدخول في العمل سريعًا، كانت تلك ميزة كبيرة عند الفنان صلاح السعدني إلى جانب قدراته الفنية العالية، فتم التواصل معه وقام بأداء الدور".

ويكمل: "في هذه الفترة، كان سمير خفاجي يستأجر شقة في الإسكندرية، كان يقيم معه المؤلف بهجت قمر، وتشاء الأقدار أن يتعرض قمر إلى حروق بسبب ماس كهربائي في الحمام، ونهرع جميعا لإنقاذه، فننقله بداية إلى المستشفى الميري ثم إلى مستشفى خاص".

تحسنت حالة بهجت قمر، وقدمنا المسرحية التى استنزفت أموال سمير خفاجي؛ لأن الفرقة بالكامل كان تقيم في الإسكندرية ويحصل أعضاؤها على بدلات سفر.

سيد زيان

ويشير فاروق فلوكس إلى أن العروض انتهت على مسرح لونابارك بنجاح، ويكمل: "عدنا إلى القاهرة والعرض على مسرح الجلاء ولاقت نجاحًا جماهيريًّا، فقرر سمير خفاجي أن يقوم بتصوير المسرحية للتليفزيون لتعويض جزء من نفقاته، واتفق بالفعل مع المخرج حسين كمال لإخراجها للتليفزيون، حضر حسين كمال والمصورون في إحدى ليالي العرض لتصوير المسرحية، لكن بطلة العرض معالي زايد قالت إنها مريضة ولا تريد التصوير وأنها ستنتهي من عرض السواريه وتذهب إلى المستشفى فتم إلغاء التصوير".

وأوضح: "قبرت هذه المسرحية بعدم تصويرها للتليفزيون، ندمت معالي زايد كثيرًا لأن هذه المسرحية كانت ستعرض كلما جاء ذكر أديب نوبل نجيب محفوظ، حاولت كثيرًا إقناع سمير خفاجي بإعادة عرضها لتصويرها لكنه رفض".

ويختتم: "ما زلت أنا الوحيد الذي يمتلك النص الأصلي الكامل لهذه الرواية المسرحية التي قدمت فيها شخصية الدكتور "بوشي" طبيب الأسنان المحتال، خلال هذا الدور، كنت أصفع أحد الممثلين الشباب على المقهى أثناء محاولة خلع ضرسه، ولفت الشاب نظري ألا أضربه بقوة، وتشاء الأقدار أن يصبح هذا الشاب فيما بعد الشاعر الكبير عوض بدوي الذي كتب أغاني عدة لكبار المطربين، وقدم شخصية صلاح سالم في فيلم "ناصر 56"، وقابلني بعد سنوات طويلة وذكرني بالموقف فاعتذرت له بشدة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق