في عالم مليء بالضغوطات اليومية، نادراً ما نجد وقتًا للضحك، أو الاستمتاع بالحياة. لكن هناك مهارة قد تكون أكثر قيمة مما نتخيل وهي مهارة فن «الضحك على أنفسنا»، قد يبدو الأمر ضربًا من ضروب الجنون، ولكن عندما نتعلم أن نضحك على أخطائنا، أو مواقفنا المحرجة العابرة والطائشة، ونحكيها للأصدقاء والمقربين منّا، ونخرج من جلباب المثالية المرهقة التي يطلبها الآخرون، وتتطلبها الحياة الجادة؛ فإننا نمنح أنفسنا فرصة للتخفيف من الأعباء اليومية التي تخطفنا من أن نعيش ونتنفس.

وهذا الأمر حتمًا سيكون له تأثيره الإيجابي في حياتنا الشخصية والاجتماعية وصحتنا النفسية؛ فالضحك يساهم على تقليل التوتر والقلق، وتحسين المزاج، وزيادة الطاقة، وصناعة بيئة أكثر إيجابية في حياتنا؛ أيضًا القدرة على السخرية من أنفسنا تساعدنا على التعامل الذكي مع الأخطاء بشكل إيجابي، مما يجعلنا نتنحى دومًا بأنفسنا عن جلد ذواتنا، بل وتجعلنا أكثر تصالحًا لحياة ألطف، ومن جهة أخرى يسهم بدوره في تجنب الشعور بالخجل، وتحويل الأخطاء إلى فرص للتعلم والنمو.

وهو أيضًا يصنع لنا وسيلة مرنة للتواصل الاجتماعي؛ حيث يشعر الآخر معنا بأن الحياة سهلة ليّنة ويمكن للأشياء الصعبة أن تمر بلا تذكرة!

«فن الضحك على أنفسنا» هو مهارة حيوية في الحياة تمنحنا المرونة النفسية، وتساعدنا على التعامل مع تحديات الحياة بحكمة وسهولة؛ فعندما نتعلم الضحك على أخطائنا ومواقفنا ومشاركتها محيطنا سنصبح أكثر قدرة ومعرفة على كيفية التغلب على الضغوط، والتفاعل مع الآخرين بروح مرحة.

ختامًا..

الحياة قصيرة جدًا كلمح البصر، فلمَ لا نضحك على أنفسنا ونحتفل بكل لحظة فيها، حتى لو كانت مليئة بالأخطاء؟!