هل يجب إلزام الأطباء باستشارة الذكاء الاصطناعي

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أظهرت دراسة لكليتي الطب في جامعة هارفارد وجامعة ستانفورد العريقتين على نموذج الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي o1» في الوضع التجريبي «بريفيو 01» من شركة «أوبن إيه آي» تفوقه على الأطباء في تشخيص الحالات الطبية المعقدة، وحصل على درجات عالية في 78 من أصل 80 حالة، بينما حقق الأطباء المتمرسون درجات عالية في 28 حالة، والأطباء المتدربون حصلوا على الدرجات العالية في 16 حالة فقط، وفي دراسة أخرى على روبوت الدردشة «أرتيكيوليت ميديكال إنتيليجانس إكسبلورر» (AMIE) رصدت قدرته على إجراء مقابلات الفحص والتشخيص الطبي وتبيّن تفوقه على الأطباء بل والمفارقة الأكبر أنه حقق نتيجة في تفهم مشاعر المرضى أفضل من التي للأطباء، حيث تفوق على الأطباء في 24 معيارًا من 26 معيارًا لجودة المحادثة ضمنها إظهار التعاطف والاحترام، وفي دراسة أخرى شملت مقارنة أداء 50 طبيبًا مع روبوت الدردشة «شات جي بي تي» تبيّن أن شات جي بي تي تفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض، حيث حقق درجة 90 %، بينما الأطباء الذين استعانوا به حققوا 76%، والأطباء الذين شخَّصوا الحالات بدونه 74%، وانتشرت أيضًا بالصحافة العالمية قصص لأناس عجز الأطباء عن تشخيص حالاتهم الطبية أو لا يملكون التكلفة الفلكية للعلاج الطبي وعندما قدموا الأشعة والتحاليل والأعراض للذكاء الاصطناعي شخص مرضهم بشكل صحيح، وبناء على مثل هذه الدراسات التي تظهر تفوقًا جذريًا للذكاء الاصطناعي في تشخيص الحالات الطبية لا بد أن يطرح السؤال إن كان من حق المريض أن يُفرض على الأطباء عرض تشخيصهم على الذكاء الاصطناعي، بحيث يصبح من الإجراءات الروتينية كالتحاليل والأشعة، وهذا لن يعني إحلال الذكاء الاصطناعي مكان الطبيب إنما جعله أداة مساندة ومساعدة على التشخيص الطبي بخاصة في الحالات المعقدة، وهذا سينقذ الكثير من الأرواح وسيوفر الكثير من التكاليف الناتجة عن التشخيص الطبي الخاطئ ومضاعفاته، وبالطبع ككل جديد ستكون هناك ردة فعل ربما غير مرحبة بفرض استشارة الذكاء الاصطناعي على الأطباء لكنه مع التعود سيصبح مثل الأشعة والتحاليل مجرد أداة إضافية تساعد على التشخيص الدقيق بخاصة في مرحلة التدريب الطبي، حيث أظهرت الدراسة ضعفًا خطيرًا في قدرة الأطباء المتدربين على التشخيص الصحيح في الحالات المعقدة، وربما حتى يغني عن الحاجة للعلاج في الخارج وتكاليفها الباهظة بما أنه يوفر قدرة على التشخيص أفضل من الأطباء الغربيين المتمرسين، ومثل هذه الدراسات هامة للرد على التيار الرائج للتخويف من الذكاء الاصطناعي واعتباره يمثل تهديدًا خطيرًا للبشرية والذي تبناه حتى بعض رواد تطوير الذكاء الاصطناعي، بينما كل الدراسات على أوجه توظيف الذكاء الاصطناعي أظهرت أنه أفضل أداة مساعدة للبشر، وأنه يتفوق على البشر من كل وجه، وأي أخطار له لا تتعدى تخوفات البشر من أن يصبح أكثر ذكاء منهم بشكل يخرجه عن سيطرتهم ويتم استبدال البشر في كل المجالات بالذكاء الاصطناعي، ومن يراجع تاريخ كل أنواع التكنولوجيا يجد أن جميعها قوبلت في البداية بتيار تخويفي مماثل يخوف الجمهور من خطرها ولو انصاع البشر لهذا التيار لما كانت هناك حتى كهرباء، ولذا الأفضل بدل الحديث عن الأخطار المحتملة للذكاء الاصطناعي التركيز على دراسة أوجه نفع الذكاء الاصطناعي، وعاجلاً أم آجلاً سيصبح الذكاء الاصطناعي هو الفاعل الرئيسي في كل المجالات بخاصة الطب والتعليم والصناعة ومن يحاول مقاومة التيار سيضيع على نفسه فرص وإمكانيات الذكاء الاصطناعي اللامتناهية ولن يستطيع أن يوقف تقدمه، فالجني قد خرج من القمقم ولا يمكن إعادته إليه مجدداً.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق