تحدثت الفنانة ماجدة عن ليلة مرعبة قضتها في أحد الفنادق، حيث حاول رجل قتلها، وذلك في حوار معها على صفحات مجلة الكواكب.
ليلة مرعبة
تقول الفنانة ماجدة: "ذهبت إلى بلد شقيق، أستمتع بما فيه من مناظر خلابة، وأنسي في ربوعه متاعب العمل، وأضواء البلاتوه، وصيحات المخرجين في الآذان، ونزلت في فندق تتوافر فيه كل وسائل الراحة والسكينة، وكان وسطه أرستقراطيا لأن الذين كانوا يترددون عليه من علية القوم هناك، ولهذا ضمن لي ذلك الفندق إجازة ممتعة.
تكمل: "كان للفندق حديقة سطح - روف جاردن- كنا نصعد إليها، أنا وأمي بعد أن نستيقظ من نومنا بعد الظهيرة، وكانت هذه الحديقة تطل على جبال شوامخ واشجار عالیات، فكان متعة أن نجلس فيها، وتزداد المتعة حين يقبل على المكان السائحون من كل أنحاء الأرض فأستمع إلى عشرين لغة في ليلة واحدة.
تكمل: “ثم حدث ذات ليلة أن سبقتني أمي في الصعود الى الروف جاردن، وخرجت أنا من حجرتي في الفندق قاصدة دورة المياه لأغسل وجهى، ربما كان الأمر لا يعدو أن يكون وهمًا مني، لكني رأيت رجلا من أحد أهالي البلدة يقف في الردهة من ناحية حجرتي، وقد وضع يديه في جيبيه، وهو يتكئ على الحائط”.
ومررت به دون اهتمام لوقفته، خصوصا أنني لم أره قبلا بين نزلاء الفندق، وما أن وصلت إلى صنبور المياه حتى نظرت للمرأة فوجدت صورته عليها، وكان قد استدار لينظر إلى ونظرت إليه بطريقة لا إرادية فوجدته يحملق في وجهي بعينين فيهما شيء غريب، أقل ما يقال عنه إنه يثير الرعب، ولكنى تمالكت نفسي وقلت إن الأمر لا يعدو أن يكون وهمًا منى، وما هذا الرجل الا من أهالي البلدة وقد سمع بوجودي في الفندق فجاء ليراني، شأنه في ذلك شأن سائر الفضوليين الذين يحبون نجوم السينما إلى حد مطاردتهم في الأماكن التي يقيمون فيها ولكني وجدت نفسي مرتبكة، مرتبكة إلى حد أنني لم أدر ماذا أفعل، وخشيت أن أغمض عيني وأنا أغسل وجهى بالماء فينتهز هو الفرصة ويهجم على.
الفنانة ماجدة
ولست أدري لماذا قفز هذا الخاطر إلى رأسي، خاطر أن الرجل قد يهجم على، ولكى أطرد الخاطر وأبدو طبيعية نظرت للرجل ثانية، فوجدته هناك في مكانه، بینی وبینه قرابة عشرة أمتار، وكان التعبير الذي في عينيه قد ازداد عتوا، بحيث تقلصت بعض عضلات وجهي ووجدتني أفكر في منظر مر بی قبل ذلك، منظر شاهدته في أحد الأفلام الاجنبية بين جوان كراوفورد وجاك بالانس في فيلم الرعب، كان يريد أن يقتلها، وهكذا كان ينظر اليها، بل إن الرجل الماثل أمام عيني، والذي أشاع الرعب في أوصالي، كثير الشبه بجاك بالانس، نفس القامة الفارعة القاسية، ونفس النظرات النارية المرعبة، ونفس الوجه المتميز الملامح فى شيء لا هو بالقبح ولا هو بالجمال وانما ينبئ أكثر ما ينبئ عن ملامح مجرم.
تواصل: "كل هذه الأفكار عبرت رأسي في ثوان واختلست لجاك بالانس نظرة ثالثة، فوجدته هناك، مرعبا مخيفا، وقررت أن أعود إلى الحجرة، وأغلق الباب ورائي حتى تعود أمي فتنقذني، أو أتحدث بالتليفون فيصعد إلى من ينقذني، وتمتمت بآية قرآنية وأنا أخطو أولى الخطوات في طريق العودة، وتفاديت النظر إلى العملاق، ولكني كنت مصممة على أن اقف لأتبسط معه في الحديث إن كان يريد التحدث إلى، فربما كنت مخطئة في فهم قصده، وربما لم يكن إلا صورة من محمود المليجي الشرير على الشاشة، الوديع كالحمل في قرارة نفسه وأمور حياته، وما كادت المسافة بيني وبينه تضيق لتصبح خطوتين، حتى وجدته يخرج يديه من جيبه ثم يمدهما نحو رقبتي.
رعب في الفندق
وتكمل: "وأردت أن أصرخ، ولكن صوتي احتبس، وحاولت أن أجرى فوجدت قدمي قد تسمرتا الى الأرض، أما هو فقد ازداد اقترابا منى، وصعدت يداه الى وجنتي، كانت أنامله ترتجف، وكان ابتعاد يديه من رقبتي مشجعا لي على الصراخ، صرخت صرخة حادة مدوية، والتهيت عيناه بنظراته الشريرة، وسقطت فوق الأرض مغشيا على، وحين أفقت كان نصف رواد الفندق يقفون حول فراشي، وكان هنالك صاحب الفندق ومدير البوليس، وبدأت الأسئلة:
هل رأيت الرجل قبل الآن؟
وهل تتهمين أحدا بإرساله إليك ليقتلك أو ليسرقك ؟
لا..
هل الرجل من بين رواد الفندق؟
لا..
هل تعرفينه إن شاهدته؟
أعرفه من بين مليون رجل
هل تعرفين أى طريق جرى فيه؟
- هل تعتقدين انه جاء ليقتلك أم ماذا؟
لا أعلم، واعتذر لى البوليس وصاحب الفندق عما حدث، قالا لي إن هذا الرجل لابد أن يكون مجنونا، لأنه لو كان عاقلا لما حاول أن يرتكب جريمة في وضح النهار، وفي فندق.
وتكمل: “ووضع مدير البوليس حراسة على الفندق، وأطلق رجاله يبحثون ويتحرون عن الرجل الذي أدليت بأوصافه ولكن الرعب الذى تملكني جعلني في قلق دائم، ولهذا غادرت البلدة في اليوم التالي مباشرة، بعد أن أمضيت فيها ليلة لم أذق فيها طعم النوم”.
0 تعليق