اللحوم الحمراء قد ترتبط بالخرف المبكر أيضًا..هذا ما كشفته دراسة - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أن التقليل من استهلاك اللحوم الحمراء قد يتمتع بالعديد من التأثيرات الإيجابية لقلبك، والبيئة، وربما صحتك الإدراكية، على المدى الطويل.

وذكرت الدراسة التي نُشرت في مجلة Neurology، أن الأشخاص الذين تناولوا ربع حصة وأكثر من اللحوم الحمراء المصنعة، كانت نسبة إصابتهم بالخرف أعلى بـ13٪، بالمقارنة مع الأشخاص الذين تناولوا أقل من عُشر حصة يوميًا.

عادةً ما تكون حصة اللحوم الحمراء حوالي 3 أونصات، وتتألّف إمّا من شريحتَي لحم مقدد، أو 1.5 شريحة من البولونيا، أو قطعة واحدة من الهوت الدوغ، وفق ما ورد في بيان صحفي حول الدراسة.

كما وجد الباحثون أنّ تناول وجبة إضافية يومية من اللحوم الحمراء المصنّعة كمعدّل وسطي ​​كان مرتبطًا بتسارع شيخوخة الدماغ لمدة سنة وستة أشهر.

تعتمد أساليب الدراسة على الملاحظة، ما يعني أنّ الباحثين لا يستطيعون الجزم بأنّ اللحوم الحمراء المصنّعة تُسبّب الخرف، بل وجد هؤلاء أنّ هناك ارتباطًا بين العنصرين. لكنّ أحد مؤلفي الدراسة،  الدكتور دانييل وانغ، وهو أستاذ مساعد في قسم التغذية بكلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، قال إن التحقيق في الصلة سيستمر.

وأفاد وانغ في بيان صحفي أنّ "الدراسات الكبيرة طويلة المدى ضرورية للتحقق من حالات مثل الخرف، ويمكن أن تتطوّر على مدى عقود من الزمن. نحن نواصل تجميع هذه القصة لفهم الآليات التي تسبب الخرف والتدهور المعرفي".

لحوم حمراء
أظهرت دراسة جديدة أن الحصول على البروتين من نباتات مثل الفاصوليا، والبقوليات، والمكسرات، عوضًا عن اللحوم الحمراء قد يساعد على حماية صحتك المعرفية.Credit: JUAN MABROMATA/AFP via Getty Images

لماذا يؤثر اللحم الذي تتناوله على دماغك؟

لم تتم دراسة العلاقة بين اللحوم الحمراء والصحة الإدراكية على نحو شامل، لكن الباحثين وجدوا ارتباطات بنتائج صحية أخرى عديدة، ضمنًا أمراض القلب، والأيض، والسرطانات، والوفاة المبكرة، وفقًا لما قاله الدكتور مينغيانغ سونغ، الأستاذ المشارك في علم الأوبئة السريرية والتغذية بكلية هارفارد تي إتش تشان، غير المشارك في البحث الجديد.

قال سونغ لـCNN: "تُظهر اللحوم الحمراء المصنعة تحديدًا، ارتباطًا أقوى بسبب محتواها العالي من الملح، والحديد الهيمي، والمواد المضافة الضارة المستخدمة في المعالجة".

وأضاف أن "الاستجابة الالتهابية والاضطرابات الأيضية (مثل مقاومة الإنسولين) المرتبطة باستهلاك اللحوم الحمراء العالية قد تلعب دورًا أيضًا".

لهذه الدراسة، حلّل الباحثون بيانات تعود لأكثر من 133 ألف شخص بمتوسط ​​عمر 49 عامًا، من دراسة صحة الممرضات، ودراسة متابعة المهنيين الصحيين. وتضمنت البيانات معلومات صحية مفصلة تم مسحها على مدى فترة طويلة من الزمن، شملت الأنظمة الغذائية للمشاركين، وتم تحديثها كل عامين إلى أربعة أعوام.

تم تشخيص أكثر من 11000 مشارك في الدراسة بالخرف في غضون مدة زمنية مدتها 43 عامًا.

تتواجد نظريات حول سبب احتمال أن تًشكل اللحوم الحمراء خطرًا محددا على الصحة الإدراكية، إذ قال سونغ إن اللحوم الحمراء تحتوي على كمية عالية من الدهون المشبعة، وتنتج مركّبًا عضويًا مرتبطًا بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يتسبّب الإثنان معًا بإتلاف الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى تفاقم التدهور المعرفي.

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، يوهان لي، وهو مساعد بحث بقسم تشانينغ للطب الشبكي في مستشفى بريغهام والنساء ببوسطن، أن اللحوم الحمراء المصنعة تحتوي أيضًا على مستويات أعلى من المواد مثل النتريت، ومركبات N-nitroso، والصوديوم، التي تشكل مخاطر إضافية على التدهور المعرفي.

ويُعتبر النتريت من المكونات التي تُستخدم غالبًا في معالجة اللحوم، وقد ارتبطت بمخاوف صحية، كما توجد مركبات N-nitroso أيضًا في اللحوم المعالجة، وقد ارتبطت بالسرطان.

ولفت وانغ في بيان صحفي إلى أنّ هذه الدراسة الأخيرة مهمة للتأكيد على كيفية تأثير الطعام الذي تتناوله على طريقة تقدم دماغك في العمر.

وأضاف: "تميل الإرشادات الغذائية إلى التركيز على تقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري، في حين تأخذ الصحة الإدراكية حيزًا أقل، رغم ارتباطها بهذه الأمراض. نأمل أن تشجع نتائجنا على زيادة الأبحاث في العلاقة بين النظام الغذائي وصحة الدماغ".

الحدّ من تناول اللحوم الحمراء

أشارت الدراسة إلى أن تقليل كمية اللحوم الحمراء التي تتناولها، يمكن أن يكون جزءًا مهمًا من رعاية صحتك على المدى الطويل، حيث وجدت أن استبدال اللحوم الحمراء بمصادر البروتين النباتي مثل المكسرات والبقوليات ارتبط  بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 19٪، و1.37 عامًا أقل من الشيخوخة الإدراكية.

يوصي المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان بالحد من تناول اللحوم الحمراء إلى ثلاث حصص في الأسبوع،  وتناول القليل فقط من اللحوم الحمراء المصنّعة.

وكان سونغ قد كتب في مقال سابق لـCNN أنّ إجراء تغييرات معيّنة قد يساعد صحتك، إلا أن الجودة العامة لنظامك الغذائي هي الأولوية الرئيسية.

ونصح باتباع النظام الغذائي المتوسطي، لافتًا إلى أنه أسلوب حياة أكثر من كونه نظامًا غذائيًا مقيدًا، حيث يركز على تناول الفاكهة، والخضار، والحبوب، وزيت الزيتون، والمكسرات، والبذور، وقطعة من السمك من حين لآخر، مع التركيز أيضًا على التواصل الاجتماعي، والنشاط البدني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق