ظاهرة الغش في موسم الامتحانات، تظل من أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام في مصر، حيث تتكرر مشاهد تداول الأسئلة والإجابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يثير القلق بين الطلاب وأولياء الأمور، ورغم الجهود المبذولة من وزارة التربية والتعليم لمكافحة هذه الظاهرة، إلا أن استمرار الغش وعدم فاعلية الإجراءات المتخذة يثير تساؤلات حول مدى اهتمام الوزارة بهذا الملف.
الغش في موسم الامتحانات
في هذا السياق، أكد عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية في جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، أن استمرار ظاهرة الغش والتداول في امتحانات الثانوية العامة يعكس فشل وزارة التربية والتعليم في معالجة هذه المشكلة بشكل فعال.
وأشار حجازي إلى أن هذا استمرار السلوك السلبي يشير إلى تساهل واضح من الوزارة في التعامل مع هذه الظاهرة، خصوصًا مع تزايد مشاهد الغش التي يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يثير القلق بين الطلاب وأولياء الأمور بشأن نزاهة الامتحانات.
وتابع حجازي، أن مشكلات الامتحانات لا تقتصر فقط على الغش والتداول، بل تمتد أيضًا إلى مشكلات تنظيمية وإدارية، حيث تم تداول شكاوى من أولياء الأمور بشأن تأخر وصول الامتحانات إلى بعض اللجان، مما يعكس ضعفًا في الإجراءات الإدارية المتعلقة بتوزيع الامتحانات، وأكد أن استمرار هذه المشكلات يوضح عدم اهتمام الوزارة بتنظيم الامتحانات، مما يثير تساؤلات حول فعالية الإجراءات المتخذة لمكافحة هذه الظواهر.
وأضاف حجازي، أن الوزارة في الوقت الذي تجري فيه حوارًا مجتمعيًا حول الثانوية العامة، كان من الأولى بها أن تركز جهودها بالكامل على متابعة وتنظيم وتأمين الامتحانات، وأكد أن الاعتماد على الإجراءات التنظيمية والإدارية وحدها لم يعد كافيًا لمواجهة ظاهرة الغش، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات جذرية وشاملة لمعالجة هذه المشكلة بشكل حاسم.
وعلق الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول"، إن استمرار ظاهرة الغش والتداول خلال امتحانات الثانوية العامة يعد مؤشرًا على وجود خلل واضح في الإجراءات التنظيمية التي تتبعها وزارة التربية والتعليم، وأوضح أن هذه الظاهرة التي يتم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي تشير إلى غياب الرقابة الفعالة من قبل الجهات المختصة، وهو ما يزيد من قلق الطلاب وأولياء الأمور بشأن نزاهة الامتحانات.
وأضاف الدكتور عبد العزيز، أن هذه المشكلة تعكس ضعفًا في الجهود المبذولة لمكافحة الغش، مشيرًا إلى أن الوزارة لم تتخذ خطوات جادة لمنع هذه الممارسات السلبية، وأكد أن اعتماد الوزارة على الإجراءات التنظيمية فقط لمكافحة الغش قد لا يكون كافيًا، وأنه من الضروري تعزيز الرقابة على اللجان الامتحانية وتطوير وسائل تكنولوجية متقدمة للكشف عن الغش في وقت مبكر.
وأشار الدكتور عبد العزيز، أيضًا إلى أن الغش لا يعد مشكلة فردية، بل هو سلوك جماعي يتطلب معالجة شاملة من قبل كافة الجهات المعنية، كما أكد أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل مباشر على مستوى التعليم في مصر، حيث يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير عادلة وتدهور في جودة التعليم.
في السياق ذاته، لفت الدكتور عبد العزيز إلى أن المشكلات التنظيمية التي ظهرت في الأيام الأولى للامتحانات، مثل تأخر وصول الأسئلة لبعض اللجان، تساهم في زيادة القلق لدى الطلاب، واعتبر أن هذه الأخطاء الإدارية تشير إلى ضرورة إعادة النظر في آليات التنسيق والإشراف على سير الامتحانات.
وشدد الخبير التربوي، على ضرورة أن تتحمل الوزارة مسؤولياتها بشكل كامل في تحسين نظام الامتحانات، وتنفيذ حلول فعالة تضمن نزاهتها وسلامتها، مما يساهم في الحفاظ على مصداقية التعليم في مصر.
بينما أكدت الدكتورة بثينة رمضان، الخبيرة التربوية، في تصريحاتها لموقع “كشكول”، أن صفحات الغش على مواقع التواصل الاجتماعي تشكل تهديدًا خطيرًا للمنظومة التعليمية في مصر، وأشارت إلى أن هذه الصفحات تشجع الطلاب على التواطؤ مع الغش بدلًا من الاعتماد على جهودهم الذاتية، مما يؤثر على مستوى التعليم ويضعف من قدرة الطلاب على التحصيل العلمي.
أوضحت رمضان، أن وزارة التربية والتعليم مطالبة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة ظاهرة الغش عبر الإنترنت، وأضافت أنه يجب على الوزارة تعزيز الرقابة على الامتحانات باستخدام تقنيات حديثة تساهم في تقليل فرص الغش، مثل استخدام كاميرات المراقبة الإلكترونية وتطوير برامج فحص لتحديد الطلاب الذين يروجون لهذه الصفحات.
شددت رمضان، على ضرورة أن يكون هناك دور تربوي فعال داخل المدارس لتعزيز القيم الأخلاقية بين الطلاب، مثل الصدق والنزاهة، وأكدت أن الطلاب بحاجة إلى أن يتعلموا أن النجاح لا يأتي إلا من خلال الجهد الشخصي وليس عبر الطرق غير المشروعة مثل الغش.
وقالت الدكتورة بثينة رمضان، إن الغش في الامتحانات لا يضر فقط بالعملية التعليمية بل له تأثيرات سلبية على مستقبل الطلاب في سوق العمل، وأشارت إلى أن سوق العمل يتطلب مهارات حقيقية ومعرفة مهنية، والغش لا يتيح للطلاب تطوير هذه المهارات، مما يعيق فرصهم في الحصول على وظائف جيدة في المستقبل.
0 تعليق