المحزن في الأمر أن حكومة الرئيس بايدن وهي في نهايتها تذكرت السودان من بعد حرب أهلية دامية منذ منتصف شهر أبريل 2023م بين قوات الجيش وفصائل الدعم السريع، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة؛ وبدل أن تساهم بقوة في خلق جبهة دولية لإنهاء النزاع المسلح ووقف الحرب الدائرة، وإعادة المدنيين إلى حياتهم الطبيعية، وفرض ذلك بدعم إقليمي، عمدت إلى تجريم الطرفين دون أن تفرق بين الظالم والمظلوم، الجيش النظامي والقوات المنشقة عنه، ولعمري فتلك سمة باتت واضحة في الاستراتيجية الأمريكية خلال الفترة السالفة التي تدير سياستها بازدواج مضطرب في المعايير.
على كل، يظل السودان مسؤولية أشقائه العرب، لا سيما الدول الكبرى المحيطة به وعلى رأسهم مصر والمملكة العربية السعودية، وأتصور بأنه قد آن الأوان لأن تتدخل الدولتان بخاصة لوقف النزيف الدامي، إنقاذا للسودان وأهله، وتعزيزا لأمن البحر الأحمر، ناهيك عن مساهمتها في وقف نهب الثروة السودانية، وحتما فاستقرار السودان سينعكس بشكل إيجابي على الدولتين بخاصة، ولا سيما مصر، وهي التي في أزمة خانقة حول حصص المياه في حوض النيل الناتج عن إشكالات سد النهضة الإثيوبي.
أشير إلى أن المنطقة داخلة في حالة من الانفراج، وهو ما أشرت إليه كتابة في عديد من المقالات السابقة، وعبر اللقاءات في بعض المحطات الإخبارية المتلفزة، وشاهد ذلك إعلان وقف العدوان على أهلنا في غزة، وبدء الانسحاب الإسرائيلي وفق الاتفاق المعلن، وهو ما يفرض وقف عمليات جماعة أنصار الله العسكرية في البحر الأحمر، وبالتالي ستعود الملاحة البحرية كما كانت.
وعليه، مهم أن تعود الدول المتشاطئة بقيادة المملكة العربية السعودية إلى إعادة تنشيط "مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن"، والذي تأسس عام 2020م، ويهدف إلى: تعزيز أمن الملاحة وحماية التجارة العالمية، والتعاون السياسي والاقتصادي بين أعضاء المجلس، وتعزيز الأمن إقليميا وعالميا، علاوة على التنسيق والتشاور حول الممر المائي.
0 تعليق