قوبل طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) برفض واسع النطاق بين الشعب الألماني.

وبحسب استطلاع أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، فإن 4% فقط من الألمان يعتقدون أن مثل هذه الزيادة الحادة في الاستثمار العسكري أمر صحيح.

ومع ذلك، يرى 41% من المشاركين في الاستطلاع أن نسبة "2% على الأقل" من الناتج المحلي الإجمالي التي قدرها الناتو في السابق للنفقات الدفاعية تعتبر قليلة للغاية.

ومن بين 2078 شخصا شملهم الاستطلاع خلال الفترة بين 10 و14 يناير، أيد 28% زيادة نسبة الإنفاق الدفاعي إلى 3% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، وأيد 9% إنفاقا دفاعيا بنسبة 4% على الأقل. ويرى 4% فقط من الذين شملهم الاستطلاع أنه ينبغي إنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي أو أكثر على الدفاع. ويؤيد 30% هدف حلف شمال الأطلسي الحالي البالغ 2%. ويعتقد 12% أن ألمانيا ينبغي أن تنفق أقل من 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

وحددت دول حلف شمال الأطلسي لنفسها هدف إنفاق سنوي متواصل بنسبة 2% على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع خلال قمة الناتو التي عقدت عام 2023 في ليتوانيا. ويعتبر هذا الاتفاق توسيعا لهدف الإنفاق الذي تم الاتفاق عليه عام 2014، والذي كان ينص رسميا على أن يعمل جميع الشركاء في الحلف على إنفاق ما يصل إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. وفي ذلك الوقت، كان إنفاق جميع الدول الأعضاء في الناتو - باستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا واليونان - أقل من هذا المستوى، بل إن بعضها - مثل ألمانيا - كانت أقل منه بكثير. وقد تغير هذا الآن بسبب التهديد المتزايد بشكل كبير من روسيا.

ووفقا لأحدث إحصائيات حلف شمال الأطلسي في يونيو/حزيران 2024، فإن ثماني دول فقط من بين الدول الـ32 الأعضاء في الحلف تقل نسبة إنفاقها الدفاعي على 2% من الناتج المحلي الإجمالي. وبلغ إنفاق ألمانيا على الدفاع العام الماضي 2%.

وبحسب البيانات، فإن إنفاق ألمانيا نسبة 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع يعني من الناحية الرياضية البحتة إنفاقا دفاعيا يتجاوز بكثير مئتي مليار يورو في عام 2025، وذلك على خلفية توقعات الحكومة الألمانية في الخريف بأن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي 4400 مليار يورو عام 2025.

وقد التزم الحزب الاشتراكي الديمقراطي والتحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الحر بالهدف الحالي لحلف شمال الأطلسي في برامجهم الانتخابية. واقترح مرشح حزب الخضر لمنصب المستشار روبرت هابيك نسبة 3%، كما اقترح زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري ماركوس زودر نسبة تزيد عن 3%.