لم تدخر دولة الإمارات جهدا في مد يد العون والوقوف إلى جانب اليمنيين في الرخاء والشدة، حيث تعد الأدوار الإماراتية الكبيرة ليست وليدة اللحظة، لكنها تأتي امتدادا للأدوار التاريخية العملاقة التي لعبتها دولة الإمارات تجاه اليمن، وفي مختلف المراحل السياسية.
◄كيف وقفت الإمارات بجانب اليمن؟
على الأرض وفي المعركة العسكرية، سجل الإماراتيون إلى جانب أشقائهم اليمنيين والسعوديين وقوات التحالف ككل حضورا تاريخيا في 8 ملاحم ميدانية والتي كان لها الفضل في هزيمة مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي.
حيث كانت تحرير عدن بعملية "السهم الذهبي" التي تُوجت بانتصار ساحق في يوليو 2015 عقب مشاركة قوات برية إماراتية إلى جانب المقاومة الجنوبية ضمن قوات التحالف، وسقط إثر ذلك أول شهيد عربي وهو عبدالعزيز الكعبي الذي روت دماؤه أرض "اليمن السعيد".
ولم تمض على تحرير عدن سوى أيام، حتى انتقلت المعركة إلى قاعدة العند العسكرية وهي أكبر قاعدة يمنية التي لفظت الحوثي في أغسطس من العام نفسه بعد اقتحامها من عدة محاور قتالية، مما أسفر عن انهيار التحصينات القتالية للمليشيات الانقلابية.
ومن الجنوب إلى الشرق، حضر الإماراتيون في معركة تحرير مأرب في أكتوبر 2015 بقيادة العميد الركن علي سيف الكعبي الذي سطر هناك مع أسود سبأ، ملحمة فريدة في حماية "عرش بلقيس" من المد الإيراني ووكلائه الحوثيين.
وفي الشهر نفسه، حضر الإماراتيون -أيضا- ضمن قوات التحالف للقتال بضراوة على محور باب المندب وتأمين الممر المائي العالمي من قبضة الحوثيين في رمية خاطفة حملت توقيع "الرمح الذهبي".
أما عام 2016، فكان محط أنظار العالم، بعد أن نجحت قوات التحالف في تحرير مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت في أبريل 2016 من تنظيم القاعدة الإرهابي، ومنع التنظيم من تشييد إمارة عالمية لإدارة هجماته بالداخل والخارج.
وقاد الإماراتيون ومعهم قوات سعودية وسودانية ضمن التحالف العربي معركة تحرير المخا في فبراير 2017 والتوغل في الساحل الغربي وصولا إلى الخوخة في ديسمبر من العام ذاته.
وأطلقت قوات التحالف العربي في يونيو 2018، معركة تحرير الحديدة لحماية الملاحة الدولية من إرهاب الحوثي وهي عملية عرقلها الغرب والمجتمع الدولي بقوة حينها، مما جعل الحوثيين يتخذونها لاحقا قاعدة عسكرية متقدمة لمهاجمة سفن الشحن.
وكانت آخر الملاحم لقوات التحالف وتحديدا لدولة الإمارات هي معركة "إعصار الجنوب" وتحرير شبوة في يناير 2022، والتي نجحت في إنقاذ مأرب من السقوط العسكري وحصنت المحافظات المحررة وهاجم على إثرها الحوثيون المنشآت المدنية في أبوظبي.
وعلى جبهة المساعدات الإنسانية، شارك الإماراتيون بفاعلية ضمن قوات التحالف العربي، سواء بالإغاثة الطارئة التي رافقت المسار العسكري أو عبر الاستجابة العاجلة عبر وكالات الأمم المتحدة.
كما دعمت دولة الإمارات، المؤسسات اليمنية، وقدمت مشاريع تنموية فارقة مثل محطات الطاقة الشمسية في عدن والمخا وشبوة، بالإضافة لتعبيد الطرقات الحيوية كطريق الكدحة في تعز، وكذا تشييد المطارات وترميمها كمطاري الريان والمخا.
كذلك قدمت دولة الإمارات وديعة مليارية للبنك المركزي اليمني إلى جانب السعودية، بهدف إنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار وتخفيف حدة الحرب الحوثية.
وبلغة الأرقام، فقد بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن نحو 22.97 مليار درهم خلال عامي 2015 و2021، وارتفع الإجمالي إلى مبلغ يزيد على هذا الرقم بكثير مع تواصل المساعدات الإماراتية لليمن في جميع المجالات خلال عامي 2022 و2023 و2024 وحتى اليوم.
0 تعليق