دراسة: تعديلات بسيطة على دوام العمل قد يشفيك من أعراض الأرق - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تشعر بالتعب في العمل بعد قضاء ليلة غير مريحة، لكن ماذا لو كانت وظيفتك السبب في تعطيل نومك؟

يواجه الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلّب الحد الأدنى من الحركة، ويمثلون 80% من القوى العاملة الحالية في الولايات المتحدة، خطرًا أعلى بكثير للإصابة بالأرق، بحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة علم نفس الصحة المهنية، في 7 يناير/ كانون الثاني.

وقالت الدكتورة كلير سميث، مؤلفة الدراسة الرئيسية، والأستاذة المساعدة بعلم النفس في جامعة جنوب فلوريدا: "نحن نعلم بالفعل أنّ النوم هو أقرب ما يكون إلى الرصاصة السحرية لإنتاجية الموظفين ورفاهيتهم، ومع ذلك فإن الطريقة التي غير بها تصميم وظيفة العمل تعرّض صحة النوم للخطر".

كيف يؤثر تصميم الوظيفة على نومك؟

حلّل البحث بيانات أكثر من ألف عامل على مدى 10 سنوات من دراسة "Midlife in the United States" الوطنية في أمريكا، وبحث في كيفية تأثير تصميم الوظيفة على أنماط نوم الموظفين. 

يتضمن تصميم الوظيفة كما حدّدته الدراسة، عناصر مثل مقدار التكنولوجيا المستخدمة في العمل، ومستويات النشاط البدني، وجداول العمل للموظفين، لا سيما خلال النهار.

أبلغ المشاركون عن عادات نومهم في بداية الدراسة (بين 2004 و2006)، ومجددًا بعد عشر سنوات (من 2013 إلى 2017) باستخدام ستة مؤشرات لصحة النوم: مدة النوم، وانتظامه، وأعراض الأرق، وعادات القيلولة، والتعب أثناء النهار، والوقت المستغرق للنوم.

لتتبع التغيّرات في أنماط النوم على مدى 10 سنوات، حدّدت الدراسة ثلاث فئات مختلفة من صحة النوم:

الأشخاص الذين ينامون جيدًا الأشخاص الذين يعانون من الأرق الأشخاص الذين يعوضون عن نومهم

الأشخاص الذين ينامون جيدًا هم من يلتزمون بأنماط نوم مثالية تشمل دورات نوم منتظمة، مع مستويات منخفضة من التعب أثناء النهار.

الأشخاص الذين يعانون من الأرق يختبرون دورات نوم قصيرة، ومستويات أعلى من التعب أثناء النهار.

والأشخاص الذين يعوضون عن نومهم يعتمدون غالبًا على القيلولة أو النوم الإضافي في عطلة نهاية الأسبوع للتعويض عن أنماط النوم غير المنتظمة.

كان الموظفون الذين يعملون وفق جداول زمنية غير تقليدية، خصوصًا من يعملون خلال ساعات الليل، أكثر عرضة بنسبة 66% للوقوع في فئة  الذين يعوضون عن نومهم بسبب نوبات عملهم المسائية.

لاحظت سميث أنّ الموظفين الذين يقومون بأعمال مكتبية  يتم تصنيفهم بشكل متكرر بين مجموعات الأشخاص الذين ينامون بشكل جيد أو الأشخاص الذين يعانون من الأرق، في حين أن العمال الكادحين أكثر عرضة لأن يكونوا ضمن فئة الذين يعوضون عن نومهم  بسبب جداول عملهم المرهقة.

الموظفون الذين يعانون من أنماط نوم سيئة بسبب تصميم وظائفهم معرضون أيضًا لخطر التعامل مع هذه العادات لسنوات. 

وعانى 90% من الأشخاص الذين ينامون ويعانون من الأرق من أعراض مستمرة لمدة تصل إلى 10 سنوات بعد ذلك.

ويواجه الأشخاص الذين يعانون من الأرق أيضًا خطرًا أكبر بنسبة تتراوح بين 72% و188% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والاكتئاب، والضعف، وفقًا لدراسة أخرى شاركت سميث بتأليفها.

وعلّق الدكتور لويس ف. بوينيفر، مدير برنامج طب النوم السلوكي بقسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة جونز هوبكنز، بأنّ حجم العيّنة الكبير والتقنية الإحصائية للدراسة التي تسمح بتتبع أنماط نوم المتطوعين على مدى فترة زمنية كبيرة، يجعل البحث قيماً جدًا.

وبخلاف دراسات النوم الأخرى التي تميل إلى التركيز على كمية النوم أو جودته، لفتت سميث إلى أنّ هذا البحث أخذ بالاعتبار العديد من العوامل التي يمكن أن توفر فهماً أعمق لمشاكل النوم الشائعة.

وأوضحت سميث أنّه "باستخدام هذا النهج، نتمكن من الوصول إلى مجموعة كاملة جديدة من الأشخاص (الذين يعوضون عن نومهم) يعانون من مشاكل في النوم يتم تجاهلها عادةً".

وفيما توقع الباحثون أن يؤدي الاستخدام المكثف للكمبيوتر إلى أثر سلبي على صحة النوم، إلا أنهم وجدوا ارتباطًا ضئيلًا بين العاملين.

ففي حين يُعتبر هذا الأمر مفاجئًا، بما أنّ الأجهزة معروفة بإصدار ضوء يمكن أن يعطّل النوم، قالت سميث إنّ الزيادة في استخدام التكنولوجيا قد يعوّض هذه الآثار السلبية من خلال زيادة كفاءة الموظفين، وفي النهاية حماية صحتهم أثناء النوم.

كيف تحسّن نومك؟

مشاكل النوم
يمكن أن تساعد التغييرات الصغيرة في روتينك اليومي على تحسين أنماط النوم السيئة، منهها عدم استخدام أجهزتك قبل ساعتين من الخلود إلى النوم.Credit: demaerre/iStockphoto/Getty Images

تعترف سميث بأنّ تغيير المهن حتى تتماشى بشكل أفضل مع احتياجات النوم أمر غير واقعي بالنسبة لمعظم الناس. 

ولكن إذا كان الأمر متاحًا، توصي بإجراء تعديلات صغيرة على يوم العمل حتى يتماشى بشكل أفضل مع الاحتياجات الشخصية، لمعالجة مشاكل النوم.

بالنسبة للعمال الذين يجلسون لفترات طويلة، يمكن أن تشمل هذه التعديلات فترات راحة قصيرة طوال اليوم للتحرّك. 

قالت سميث إنّ فترات النشاط البدني السريعة مثل المشي لفترة وجيزة في المكتب قد تساعدك على الشعور بمزيد من التعب عند وقت النوم.

وللتأكد من عدم نسيانك أخذ فترات راحة، ينصح بوينيفر الأشخاص بوضع منبّه كل ساعة على هواتفهم كتذكير بالحركة. وأضاف أنّ صعود السلالم عوض المصعد، من إحدى الأساليب البسيطة الأخرى لإضافة المزيد من النشاط البدني إلى يومك.

وبحسب سميث، إذا سمحت وظيفتك بذلك، فإن وضع حدود ثابتة لساعات العمل سيحد من العمل حتى وقت متأخر من الليل من تعطيل ساعتك البيولوجية، ما قد يؤدي إلى الاعتماد على تعويض النوم.

ويوصي بوينيفر بفصل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر قبل ساعتين من موعد النوم لتجنب الاضطرابات ووضعها للشحن خارج غرفة نومك.

إذا لم يكن تجنب الشاشات خيارًا، يقترح بوينبفر استخدام مرشح الضوء الأزرق على جهازك لتقليل التأثير على نومك.

بالنسبة لأولئك الذين يعملون في نوبة الليل، قال سميث إن الموظفين قد يجدون الراحة من خلال استخدام التعرض للضوء لإعادة ضبط إيقاعاتهم اليومية.

في النهاية، ينصح بوينيفر الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم بعدم فقدان الأمل إذا وجدوا أنفسهم محاصرين في عادات نوم سيئة.

وقال: "أريد أن أرسل رسالة إيجابية مفادها أنه يمكنك التغيير. حتى مع التغييرات السلوكية البسيطة، يمكن أن تؤدي إلى تغيير كبير إذا كنت مثابرًا".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق