حذر زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، رولف موتسنيش، من التأثير الهائل للرسوم الجمركية العقابية المحتملة التي قد تفرضها الحكومة الأمريكية الجديدة على الواردات الألمانية، مهددا باتخاذ تدابير مضادة من جانب الاتحاد الأوروبي في هذه الحالة.
وقال رئيس أكبر كتلة حزبية في البرلمان الاتحادي (بوندستاج) في تصريحات: "إذا تم فرض هذه الرسوم الجمركية، فإنها ستؤدي إلى خسارة وظائف في ألمانيا أيضا... بوجه عام، هذا من شأنه أن يعيد الاقتصاد العالمي إلى الوراء".
وحتى قبل حفل تنصيبه المقرر مساء اليوم الاثنين، هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مرارا بفرض رسوم جمركية على الواردات، وهو ما قد يؤثر أيضا على أوروبا. وقبل أيام قليلة، نقلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية عن دراسة أجراها معهد "بروجنوس" للبحوث الاقتصادية أن هناك 1 مليون وظيفة في ألمانيا تعتمد على الصادرات إلى الولايات المتحدة، وأن رسوم ترامب الجمركية قد تعرض 300 ألف وظيفة منها للخطر.
وقال موتسنيش: "الرسوم الجمركية بمثابة سم للاقتصاد الدولي، الذي لا يزال يتعافى من جائحة كورونا ويحاول التعامل مع التغيرات الجيو-اقتصادية"، مشيرا إلى أن الصين تشهد نموا ضعيفا، وتسعى بقوة إلى السوق الدولية، ومن المؤكد أنها سترد على الرسوم الجمركية العقابية.
وقال موتسنيش": "الاتحاد الأوروبي لديه أيضا مجموعة أدوات لتقديم الردود السليمة على ذلك"، مضيفا أن أوروبا خلال ردها "ستميز بشكل دقيق بين الأقوال والأفعال"، مؤكدا أنها مستعدة أيضا لخفض التصعيد، موضحا في الوقت نفسه أنه من الضروري "الرد برزانة على ما يتم تقريره في واشنطن".
ويرى موتسنيش أن المستشار الألماني المنتمي لنفس حزبه، أولاف شولتس، يضطلع أيضا بدور قيادي في الرد على قرارات ترامب، مضيفا أن المستشار باشر بالفعل هذا الدور من خلال انتقاداته الواضحة لمطالبات ترامب الإقليمية في جرينلاند وكندا وبنما. وأعرب موتسنيش عن قلقه بوجه عام إزاء "تصريحات ترامب المزعجة في بعض الأحيان ومطالبه المبالغ فيها".
وفي المقابل، لم يعترض موتسنيش على الاجتماع الذي يخطط له ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن حرب أوكرانيا، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة أن يظل شولتس أيضا على اتصال مع بوتين، وقال: "لا أريد أن أعتمد على ترامب فقط عندما يتعلق الأمر بالاتصال ببوتين. لا ينبغي لنا أن نعتمد على رأي أو مسار رجل تمت إدانته من قبل هيئة محلفين جنائية".
وكانت محكمة أمريكية قد أدانت ترامب في مايو/أيار الماضي في تهمة "شراء صمت". وقال موتسنيش: "هذه قضية ذات نوعية خاصة وتعزز حالة عدم الثقة الموجودة بالفعل".
0 تعليق