يناير 20, 2025 3:02 م
كاتب المقال : مهند أبو فلاح
تعتبر النظرة الإيجابية المتفائلة إلى كثير من المسائل والقضايا من أهم مزايا الشخصية الواقعية التي تدرك جيدا أن الأمور لا تجري دائما حسب ما تشتهيه النفس وتتمنى لاعتبارات متعددة على تماس مباشر مع الظروف الموضوعية التي نحيا بها، وهذه هي طبيعة الدنيا التي نعيشها يوميا بأدق تفاصيلها، وهذا الكلام يسري مفعوله بشكل ما أو بآخر على وقف إطلاق النار في غزة العزة والصمود.
لقد تعرض قطاعنا الحبيب إلى عدوان صهيوني غاشم غير مسبوق في التاريخ لجهة حجم القوة النارية الهائلة المستخدمة فيه على مدار 471 يوما، وخاض اهلنا هناك ملحمة بطولية في الذود عن حياض هذه الأمة، مسطرين أروع الأمثلة في التضحية والفداء على نحو غير مسبوق، وقدموا عشرات الآلاف من الشهداء، ناهيك عن أكثر من 100 الف جريح في معركة غير متكافئة اطلاقا بين الحق المشروع لشعبنا العربي الفلسطيني الحر الأبي، والدويلة العبرية المسخ المدعومة من قوى الشر والبغي والعدوان في جميع أنحاء هذه المعمورة .
اختلال موازين القوى بين الطرفين الفلسطيني المقاوم والصهيوني المجرم لصالح هذا الأخير ألقى بظلاله القاتمة السوداء على معادلة التفاوض بين الطرفين، لكن التضحيات الهائلة الجسيمة التي قدمها أبناء شعبنا الحر الأبي على مدار خمسة عشر شهرا لم تذهب سدى؛ فقد توقف العدوان الإجرامي على جماهيرنا الصابرة المحتسبة، وأثمرت المحادثات الماراثونية عن إطلاق سراح أعداد لا بأس بها من أسرانا البواسل، وقد تفتح الآفاق مستقبلا لانتفاضة جديدة عارمة في ضفتنا الغربية المحتلة إذا ما اكتملت الصفقة فصولا على نحو يأذن ببزوغ فجر التحرير على كامل ربوع فلسطين بعد شلال الدماء النقية الطاهرة التي سالت على ارضنا العربية المغتصبة في غزة هاشم نبراس الثائرين التائقين للحرية في سائرة أنحاء الكرة الأرضية .
0 تعليق