كلاكيت أول وثاني مرة..
يشارك صحفيو وكُتّاب «الدستور» معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، بعدد من الأعمال الإبداعية ما بين الرواية والسيرة الغيرية، منها إلى تلك الأعمال التي يمكن وصفها باستعادة التاريخ، وتقديمه بصورة مغايرة ومن أكثر من وجه كما هو الحال في كتابات الكاتب الصحفي محمد فراج، الذي قدّم من قبل كتابه الأول ريحة الورق ليأتي كتابه الثاني تحت عنوان "سطو الوجع"، يأخذنا عبره إلى قراءة عميقة يرصد فيها لحظات لاتنسي من حياة مبدعين مروا من هنا، وتقدم لنا الكاتبة الصحفية أماني على رحلة في سيرة “سلطان المداحين الشيخ أحمد التوني من قلب جنوب مصر إلى باريس"، ويشارك الكاتب الصحفي والروائي إيهاب مصطفى بكتابة الثامن الذي يحمل عنوان ”أيام الحرب والعطش"، ليبحث في تفاصيل سيرة ووقائع أيام لا تنسي من سيرة كبار الكتاب الذين شاركوا حرب أكتوبر، ويأخذنا الكاتب الصحفي الروائي محمد كامل ليرصد عبر روايته "صوت أصم" تفاصيل سيرة حياة "ذوي الهمم" ويقدم جوانب لم تطرقها الرواية العربية عن واقع حياة تلك الفئة، ويقدم الكاتب الصحفي والروائي أحمد عاشور روايته الأولى، والتي جاءت في مجال أدب الجريمة.
وفي التقرير التالي تعرف على التفاصيل الكاملة:
أماني علي “سلطان المداحين.. أحمد التوني ” من قلب الصعيد إلى باريس
قالت الكاتبة الصحفية والباحثة في الفن الشعبي أماني علي، حول أجواء وكواليس كتابها "سلطان المداحين": “عندما ركبت القطار متجهة إلى محافظة أسيوط قاصدة قرية الحواتكة، كنت أدرك أنني في بداية رحلة مختلفة، لكنني لم أكن أتوقع أن أجد نفسي أمام حالة متفردة من الصفاء الإنساني والفني، حالة اسمها الشيخ أحمد التوني، لم يكن التوني مجرد منشد صوفي، بل كان رمزًا يحمل في صوته وحضوره تجربة إنسانية عميقة تستحق أن تُروى”.
وأشارت «علي» في تصريحات لـ الدستور، إلى أن في الحواتكة، وجدت نفسي بين أهله وأصدقائه، استمعت إلى قصص مليئة بالحب والوفاء، وعايشت أثره الكبير في قلوب من عرفوه، رأيت كيف كان التسامح والعفوية عنوانًا لشخصيته، وكيف استطاع أن يخلق حالة من الارتباط الحقيقي بينه وبين الناس، كانوا يتحدثون عنه كأنه جزء من حياتهم اليومية، وكنت أشعر أنني أتعرف على إنسان نادر، استطاع ببساطته أن يكون قريبًا من الجميع.
وتابعت حديثها قائلة: “أما الكتابة عن الذكر والإنشاد، فقد كانت متعة خاصة، تجربة جعلتني أغوص في عالم روحاني لا يشبه أي شيء آخر، كان الذكر بالنسبة لي أكثر من طقس ديني، كان حالة تهذب الروح وتنقيها، وكلما تعمقت في حياة الشيخ التوني ومسيرته، زاد إعجابي بقدرته على تحويل الإنشاد إلى رسالة حب وسلام تصل إلى كل قلب”.
وأكدت أماني علي، أن "سلطان المداحين" هو أكثر من مجرد سيرة ذاتية، إنه رحلة لاستكشاف أثر الصوت والكلمة في خلق حالة من الإلهام والسكينة، ونافذة تطل على عالم شخصية استثنائية أحبها الناس لصدقها وبساطتها، آمل أن يجد القارئ في صفحاته ما شعر به كل من عرف أو استمع إلى الشيخ أحمد التوني، مضيفة: “حالة من الصفاء والمحبة التي بقيت نابضة في الذاكرة والروح لشخص استطاع أن يترك بصمة لا تُنسى في عالم الإنشاد الديني”.
نبذة: سلطان المداحين
لم يكن الشيخ أحمد التوني مجرد منشد عادي، بل كان حالة فريدة في عالم الإنشاد الصوفي، عاش الكلمة والنغمة بصدق نادر وصل مباشرة إلى قلوب مستمعيه، بدأت رحلته بحفظ القرآن الكريم، مما صقل موهبته الصوتية وأتقن علم التجويد دون معلم، ليصبح رمزًا للإنشاد في محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
تميز بحنجرته الفريدة التي مكنته من الإنشاد بعدة مقامات صوتية لساعات طويلة دون انقطاع، وأضفى بحضوره روحًا مميزة على كل مولد شارك فيه، حتى أن غيابه كان يهدد بإلغاء الاحتفالات.
امتدت شهرته إلى خارج حدود مصر، حيث جاب موالد الصعيد والدلتا، وبلغت ذروتها عندما غنى في الفاتيكان، مؤديًا رسالة الحب والسلام، جامعًا بين الشرق والغرب بصوته الرخيم الذي تجاوز الحدود، ترك الشيخ أحمد التوني إرثًا خالدًا في قلوب عشاق الفن الصوفي، وصوتًا يذكرنا دائمًا بأن الفن الصادق هو منحة إلهية تفيض بالروحانية والسلام.
محمد جلال: "سطو الوجع " يرصد اللحظات الإنسانية الأكثر قسوة في حياة المبدعين
بينما قال الكاتب الصحفي والباحث في تاريخ الفن محمد جلال فراج: "هذا الكتاب ليس اجترارا للأوجاع ولا استعذابا للدموع ولا استهدافا للتراجيديا، لكنه محاولة، فقط محاولة لرصد لحظات حياتية ومفارقات إنسانية شابتها القسوة وغلفتها الأحزان في حياة مبدعين مروا من هنا، بعد أن كانوا قبل قليل قد ملأوا الفضاء العام بهجة، وأضافوا للرصيد القومي كثيرا من السعادة، حتى ظن الناس أن حياة هؤلاء منزوعة الألم، ولا تعرف الكروب طريقهم وتخطئهم دائما سهام الزمن الغادرة، وهو تصور تنفيه تلك السطور لكن ليس علي طريقة "بوستات" التشفي أو لملمة الريتشات على شبكة الإنترنت المدججة بالأكاذيب، بل هي سطور صادقة خرجت طازجة من رحم أوجاعهم.
وتابع فراج لـ الدستور، أن دروب الحياة كثيرة ومتشابكة متخمة بالتعرجات القاسية تارة واللينة تارة أخرى، عاشها أبطال هذا الكتاب بحلوها ومرها، ورصدت الصحافة الورقية الحلو وسجلت المر أيضا تسجيلا دقيقا ملئ بالتفاصيل ومشبع باللقطات الإنسانية الملهمة التي تحتاج إلى عين "راصدة" لا عين "خاطفة" والفرق كبير بين العينين لأن الثانية تلتقم المشهد العام المنشور دون وضعه في سياقه الزمني والإنساني، وتدور به مهللة عبر صفحات السوشيال ميديا مع وضع عناوين رنانة تخطف القلوب وتجلب الشير وتستقطب الباحثين القدامي عن "مقاطع البلوتوث الساخنة".
وأشار جلال، إلى أن تلك السطور هي محاولتي الثانية في “التقليب” بعين "راصدة" داخل أوراق قديمة لاستقراء حكايات مختبئة قد تكون لفتت انتباه أحد أو لم تلفت، حكايات تستحق أن تُحكى بتصرف لا يخل بسياقها، كما لا يحملها مالا تحتمل وتلك مهمة ليست هيئة، فالغوص داخل الأرشيف الصحفي لابد أن يحكمه منطق الشغف والفضول الحميد المدروس والإيمان التام أن كل كلمة كتبت بالتأكيد لها قيمة في وقت ما، حتى لو بدا عكس ذلك، وأحيانا يصادفك خبر قديم ضحل المعلومات قليل الكلمات لا تظهر عليه أي أمارات للأهمية، وأغلب الظن أنه كتب حينها على عجل لإكمال صفحة داخل الجريدة أو المجلة قبل الذهاب للمطبعة، ثم تمر شهور وسنين وبينما تنقب وراء حكاية إنسانية لبطل جديد تكتشف أن ذلك الخبر البائس الفقير الذي أهملته في السابق هو في الحقيقة قطعة البازل المتبقية لتكتمل حكايتك وتزداد بهاءا.. وتلك هي متعة الاكتشاف لو تعلمون.
إيهاب مصطفى: "أيام الحرب والعطش" توثيق لسيرة كتاب شاركوا في حرب أكتوبر
بدوره قال الكاتب الصحفي إيهاب مصطفى مؤلف كتاب “أيام الحرب والعطش”: “أجريت العديد من الحوارات مع أدباء حاربوا في أكتوبر وخرجوا منها ليرووا تجاربهم في كتب وروايات، وفزت عن هذه الحوارات بجائزة نقابة الصحفيين، فقررت تنقيحها وزيادتها ونشرها في كتاب يحكي كل هذه التجارب”.
وتابع لـ الدستور: “حاولت في الكتاب أن أجعل القارئ يعيش هذه الأجواء، وكتب الأدباء أيامهم بالتفصيل في حرب أكتوبر، وهناك الكثير من الصور لهم تحكي كثيرا عن هذه الأيام الجميلة التي انتصر فيها المصريون وألحقوا بالكيان الصهيوني هزيمة نكراء سيتذكرونها جيلا بعد جيل”.
الكتاب يصدر عن دار تشكيل وسيكون متوفرا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته السادسة والخمسين والتي تأتي في الفترة من 23 من شهر يناير وحتى 5 من شهر فبراير المقبل.
ويعد هذا الكتاب رقم 8 في مسيرة الكاتب الصحفي والروائي إيهاب مصطفى وهم كالآتي: "كما يليق بمجنون"مجوعة قصصية، "اسمها زينب"مجموعة قصصية، "صك الغفران" رواية،" مقام الشيخ أمين "رواية، وكتاب " العراب.. صفحات من دفتر أحمد خالد توفيق"، كتاب "وداع الكبار"، وكتاب " أيام العطش والحرب".
محمد كامل: رواية «صوت أصم» دعوة لتمكين ذوي الهمم
صدر حديثًأ عن دار حابي للنشر رواية "صوت أصم" للكاتب الزميل محمد كامل، تمهيدًا للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 بدورته السادسة والخمسين.
وقال “كامل” في تصريحات لـ“الدستور”، إن رواية "صوت أصم " أشبه ما يكون بعمل سينمائي، حيث نجد أن الصمت ليس فقط غيابًا للصوت، بل هو حضورٌ متعدد الأبعاد، يحمل بين طياته قصة كفاح وصراع ونجاح.
وأوضح: من خلال شخصيات الرواية، استعرضتُ الصعوبات التي يواجهها الأشخاص ذوو الهمم، وكيف يتعاملون مع العزلة، والتمييز، وصعوبة التواصل في عالمٍ يسوده الصوت، لكن، على الرغم من تلك التحديات، إذ تكشف الرواية عن القوة الداخلية التي يمتلكها هؤلاء الأفراد، وقدرتهم على تجاوز المعوقات وخلق مسارات جديدة للتواصل والتفاعل مع من حولهم.
وتابع: "أطمح من خلال هذه الرواية إلى تغيير التصورات المجتمعية السائدة عن الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، وتحفيز الجميع على النظر إليهم باعتبارهم أفرادًا قادرين على الإبداع، والابتكار، والمشاركة الفعّالة في المجتمع، حيث أؤمن أن هذه القصة ستكون دعوة للتفكير العميق في كيفية تمكين هؤلاء الأشخاص من خلال التعليم، والتكنولوجيا، والدعم النفسي والاجتماعي، بما يضمن لهم حياة كريمة، مليئة بالفرص والآمال".
واستطرد، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أولى ذوي الهمم اهتمامًا خاصًا، حيث أطلق عدة مبادرات ومشروعات تنموية لتوفير بيئة داعمة لهم، أبرزها مبادرة «قادرون باختلاف» التي أصبحت نموذجًا يحتذى به في تمكين ذوي الهمم ودعم مواهبهم وقدراتهم.
وأتم "كامل": أتمنى أن تساهم "صوت أصم" في فتح نقاشات بنّاءة حول حقوق ذوي الهمم وتعزيز الوعي المجتمعي تجاههم، وفي الوقت ذاته أن تُلهِم القراء لاكتشاف الجمال الموجود في "الصمت"، والقوة الموجودة في الصوت غير المسموع.
أحمد عاشور رواية "الوحدة 93"
قال الكاتب الصحفي والروائي أحمد عاشور: "دفعني لكتابة رواية" الوحدة 93 “ حبي القديم المتجدد لأدب الجريمة، والذي تمثل في قراءت مسبقة لـ قصص كونان دويل وآجاثا كريستي، والتي تم فيها استخدام بعض القضايا الحقيقة في نسج قصص بوليسية بشكل شيق”.
وتابع حديثه لـ الدستور: “أما عن روايتي الوحدة 93 تدور حول مكتب تحقيق فيدرالي يتكون من المحقق أمجد، الذي لا يعرف اليأس طريقًا إليه، يتميز ببديهة حادة وقدرة فائقة على تحليل أدق التفاصيل، برفقته مساعده وصديقه هشام، الذي يعلم جيدا كيف يستخرج المعلومات من المتهم، الدكتورة ندى خبيرة التحليل النفسي التي تضيف لمسة من الذكاء النفسي إلى التحقيقات، ومعهم الخبير التقني وضابط الأمن حسام، الذي يستغل أحدث التقنيات لكشف الحقائق الخفية”.
وختم "عاشور"، بأن كل قصة تقدم لغزًا جديدًا ومسرح جريمة مختلف، من اختفاء لوحة في معرض فني، إلى جريمة قتل في قطار سريع، وأسرار عميقة في مكتبة هادئة، يتشابك الأكشن والغموض، ولا يمكن التنبؤ بمن هو الجاني حتى اللحظة الأخيرة، ويكشف الفريق الحقيقة بحذر، في عالم حيث لا شيء يبدو كما هو، وتتحول الحقائق إلى خيوط متشابكة تتطلب عقولًا حادة وقلوبًا شجاعة.
0 تعليق