إذا شعرت يومًا بالغضب أو الإحباط بعد لحظات من الشعور بالسعادة أو الابتهاج، فقد تكون اختبرت تغيرًا مفاجئًا في المزاج. هذه التغيرات العاطفية المفاجئة قد تبدو غامضة أو غير مبررة، لكنها في الواقع شائعة ويمكن أن تكون ناجمة عن عدة عوامل.
تغيرات المزاج الدرامية والمفاجئة قد تُربك الشخص وتجعله يشعر بعدم الاتزان. ومع ذلك، فإن التعرف إلى الأسباب المحتملة يمكن أن يساعد على التعامل مع هذه الحالة وفهم ما يحدث بشكل أفضل.
ما الذي يسبب التغيرات المزاجية؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التغيرات الحادة في المزاج. تتضمن هذه الأسباب حالات صحية معروفة أو عوامل تتعلق بنمط الحياة. وفقًا لدورية Healthline المعنية بالصحة، تشمل الأسباب الشائعة:1. متلازمة ما قبل الحيض (PMS)
تعتبر متلازمة ما قبل الحيض واحدة من أبرز الأسباب وراء التغيرات المزاجية لدى النساء. تصيب هذه المتلازمة النساء عادةً قبل أسبوع إلى أسبوعين من بداية الدورة الشهرية. تترافق هذه الحالة مع أعراض عديدة مثل التعب، تغير الشهية، الاكتئاب، الانتفاخ، وغيرها.
تشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 90% من النساء يعانين أعراضًا مشابهة لمتلازمة ما قبل الحيض بدرجات متفاوتة. ومن اللافت أن شدة هذه الأعراض قد تختلف من شهر لآخر وقد تزداد أو تتحسن مع التقدم في العمر.
يرجح الباحثون أن التقلبات الهرمونية، وبالتحديد هرمون الإستروجين، هي السبب الرئيس لهذه التغيرات. إذ يرتفع مستوى الإستروجين وينخفض بشكل ملحوظ خلال الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى تقلبات في المزاج والسلوك.
2. اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي (PMDD)
هذا الاضطراب يُعدّ أكثر حدة من متلازمة ما قبل الحيض، وهو حالة نادرة تؤثر في نحو 5% من النساء في سن الإنجاب. تتضمن أعراضه تقلبات حادة في المزاج، اكتئابًا شديدًا، وأعراضًا أخرى أكثر حدة.
عادةً ما يتطلب اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي علاجات أكثر شمولية، حيث إن تغييرات نمط الحياة وحدها قد لا تكون كافية. لذلك، تلجأ العديد من النساء إلى دمج الأدوية مع أساليب مثل إدارة الإجهاد أو تعديل النظام الغذائي للحصول على راحة من الأعراض.
3. التوتر والضغوط النفسية
يُعد التوتر واحدًا من أكثر العوامل المؤثرة في الحالة النفسية. يؤثر التوتر والقلق المستمر في صحة الجسم والعقل بطرق متعددة، قد تكون أبرزها التغيرات المزاجية الحادة.
يمكن أن تؤدي المشكلات اليومية، مثل ضغوط العمل أو التحديات العائلية، إلى الإحباط والقلق، مما ينعكس سلبًا على استقرار المزاج. إذا لم يُعالج التوتر بشكل مناسب، فقد يؤدي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد.
4. الاضطرابات النفسية
تؤثر بعض الاضطرابات النفسية بشكل مباشر في استقرار الحالة المزاجية. من بين هذه الاضطرابات: الاكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
يتطلب التعامل مع هذه الحالات استشارة طبية للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، حيث يمكن أن تسهم العلاجات الفعالة في تحسين المزاج بشكل كبير.
5. اختلال التوازن الهرموني
بالإضافة إلى دور هرمون الإستروجين في التغيرات المزاجية المرتبطة بالدورة الشهرية، يمكن أن تلعب هرمونات أخرى دورًا مؤثرًا. على سبيل المثال، قصور الغدة الدرقية يُعد من الحالات الشائعة التي تؤثر في المزاج نتيجة نقص إنتاج الهرمونات الضرورية.
6. مراحل الحياة المختلفة
مرحلة البلوغ: تُعد فترة البلوغ من أكثر المراحل التي تتسم بالتغيرات العاطفية والجسدية. قد تواجه الفتيات خلالها تقلبات مزاجية شديدة بسبب التغيرات الهرمونية والجسدية.اضافة اعلان
سن اليأس: مع انخفاض مستويات الإستروجين عند انقطاع الطمث، تواجه العديد من النساء أعراضًا مثل التغيرات المزاجية، الهبات الساخنة، والأرق.
الحمل: تشهد النساء الحوامل تغيرات هرمونية وجسدية وعاطفية تؤثر بشكل كبير في المزاج.
كيفية علاج التغيرات المزاجية الحادة
1. ممارسة الرياضة بانتظام
تُعد الرياضة من أفضل الطرق لتحسين المزاج. عند ممارسة الرياضة، يفرز الجسم هرمونات مثل الإندورفين التي تساعد على الشعور بالسعادة وتخفيف التوتر.
2. تقليل الكافيين والسكر
تناول الكافيين أو الأطعمة الغنية بالسكر قد يؤدي إلى تقلبات في المزاج نتيجة تأثيرها في مستويات الطاقة والسكر في الدم. لذلك، يُفضل تقليل استهلاك هذه العناصر.
3. تناول مكملات الكالسيوم
تشير الدراسات إلى أن مكملات الكالسيوم قد تخفف أعراض التقلبات المزاجية المرتبطة بـ PMS.
4. إدارة التوتر
يساعد التأمل، التنفس العميق، أو جلسات العلاج النفسي في تخفيف التوتر وتحقيق استقرار أفضل في المزاج.
5. تحسين النوم
النوم الجيد يساهم في تحسين الحالة النفسية. احرصي على الحصول على 7-8 ساعات من النوم يوميًا.
0 تعليق