Local

-Leen Zayat

للعام الخامس على التوالي، احتلت دبي المركز الأول في مؤشر النظافة، وهو إنجاز رائع أعلن عنه مؤشر قوة المدن العالمية التابع لمعهد استراتيجيات المدن - مؤسسة موري ميموريال في اليابان. ولا يعزز هذا التقدير المرموق مكانة دبي على الساحة العالمية فحسب، بل ويبرز أيضاً التزامها الثابت بتعزيز البيئة الحضرية المستدامة. وتفوقت المدينة على ٤٧ مدينة عالمية أخرى، محققة الدرجة الكاملة في تقييم المؤشر لرضا النظافة الحضرية ضمن فئتها البيئية. ويؤكد هذا الإنجاز المتميز مكانة دبي كمعيار للمدن المستقبلية في جميع أنحاء العالم، التي تسعى إلى التميز في تقديم جودة حياة مثالية لسكانها وزوارها على حد سواء.

وأكد المهندس مروان بن غليطة، مدير عام بلدية دبي بالإنابة، أن الجهود المتضافرة والتفاني التي دفعت دبي إلى صدارة النظافة الحضرية العالمية، جاءت نتيجة لثقافة العمل الجماعي والرغبة الدؤوبة في التميز، بما يعكس رؤية قيادة دبي. وكانت استراتيجيات الإدارة المتكاملة التي تضم القطاعين العام والخاص محورية في الحفاظ على الحالة البكر للمدينة. وتتماشى هذه الجهود مع استراتيجية دبي المتكاملة لإدارة النفايات ٢٠٤١، والتي تهدف إلى تقليل إنتاج النفايات بنسبة ١٨٪ وتحقيق تحويل ١٠٠٪ من النفايات من مكبات النفايات بحلول عام الهدف. وتجسد الاستراتيجية نهجًا شاملاً لإدارة النفايات، مما يضمن نظافة المدينة وجاذبيتها الجمالية.

وكان التميز التشغيلي لخدمات التنظيف التي تقدمها بلدية دبي عاملاً أساسياً في هذا الإنجاز. حيث توظف البلدية فريقاً يضم أكثر من ٣٢٠٠ متخصص في التنظيف، بما في ذلك المهندسين والمشرفين، الذين يعملون بلا كلل للحفاظ على نظافة دبي. وتشكل جهودهم جزءاً من عملية أكبر ومتواصلة تنطوي على تعاون الحكومة والقطاع الخاص ومشاركة المجتمع. ويعرض أسطول البلدية المتطور، الذي يضم ٨٥٥ مركبة وماكينة تنظيف، أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والكفاءة التشغيلية. ويشكل هذا الأسطول الحديث حجر الزاوية في التزام دبي بالحفاظ على جمالها واستدامتها.

وتعمل أنظمة النظافة والاستدامة في دبي على مدار الساعة، لضمان بقاء المدينة نظيفة طوال العام. ويتسع نطاق هذه العمليات ليشمل الطرق الرئيسية والطرق السريعة والمناطق السكنية وحتى المناطق الصحراوية والصناعية. كما تشرف البلدية على نظافة قنوات المياه والجداول، وتدير التخلص من النفايات الخطرة والطبية. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم البلدية خدمات إلكترونية لراحة المجتمع، مثل التخلص من الأثاث المنزلي وإزالة المركبات المهملة. وتجسد هذه الجهود الشاملة نهج دبي المتكامل في إدارة البيئة والنظافة الحضرية.

وفي كلمته، أكد المهندس مروان بن غليطة على أهمية العمل الجماعي والإيمان الجماعي برؤية دبي، وقال: "إن تحقيق الريادة والتميز يتطلب الإيمان بفرق العمل وقدراتها، ومواصلة بذل المزيد من الجهد، ومع مرور الوقت يتحول هذا الجهد إلى أسلوب عمل، لن يرضى أحد بأقل من الريادة والمركز الأول، واليوم أصبحت دبي المدينة التي تؤمن بفرق عملها، ووضعت معاييرها لتكون النموذج القادم لمدن المستقبل". وأضاف: "إن هذا التوجه نحو التميز والريادة متأصل بعمق في نهج دبي في إدارة وتطوير المدن".

إن المكانة التي تبوأتها دبي على رأس قائمة المدن النظيفة والمستدامة بيئياً على مدى خمس سنوات متتالية تشكل شهادة على ريادتها العالمية. وتستمر استراتيجيات المدينة المبتكرة وجهودها التعاونية في وضع معايير التميز الحضري على مستوى العالم، مما يعد بحياة مستدامة وعالية الجودة لسكانها وزوارها على حد سواء.