ثلاثة حلول لحكم غزة أقلها سوءا حكم السلطة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

البروفيسور بوعز جولاني  22/1/2025

لئن كان أحد ما بحاجة لتذكير بما هو مرتقب إذا ما أنهينا الحرب من دون تقويض حكم حماس، فقد جاءت الصور من ميدان السرايا في غزة لتجسد جيدا هذا السيناريو. مئات (المقاومين) المسلحين ببزاتهم اندفعوا على مركبات جديدة، يحيط بهم آلاف الأشخاص الذين يهتفون "حط السيف فوق السيف، كلنا محمد ضيف".اضافة اعلان
في مقال نشرته على هذه الصفحة في 27/5/2024 دعوات لإقامة تحالف دول في المنطقة لها مصالح متوازية معنا بقيادة الولايات المتحدة. تحالف كهذا مناسب لأن يحل محل حكم حماس في غزة لليوم التالي للحرب، ويحكم في المكان على مدى نحو عقد (الفترة المطلوبة للإعمار). لم أكن الوحيد الذي اقترحت مثل هذا الحل أو ما يشبهه. لأسفي، السنة الماضية أثبتت بأن هذا الحل ليس واقعيا. 
التقينا مع ثلاثة حلول محتملة – كلها سيئة. الأول الذي سيأتي كخيار القصور إذا ما أنهينا الحرب من دون تقويض حكم حماس، يعد بعودة سريعة إلى الوضع الذي كنا فيه قبل الحرب. تحت غطاء إعمار عشرات آلاف المباني التي دمرت، ستنقل إلى غزة كميات هائلة من الإسمنت والحديد وقسم كبير منها سيستخدم لبناء الأنفاق، مصانع سلاح تحت أرضية وما شابه.
الثاني، حكم عسكري إسرائيلي، الحل الذي سبق أن جربناه على مدى سنين في غزة وفي الضفة. هذا سيكون كارثة على اقتصادنا الذي سيضطر إلى أن يمول المواطنين هناك، كارثة لسياستنا الخارجية التي ستصطدم بمقاومة دولية جارفة للخطوة وفوق كل ذلك، كارثة بمنظومتنا القيمية التي تنبع من حكم بلا جدوى على شعب آخر.
الثالث، إلقاء المسؤولية على السلطة الفلسطينية – كيان سلطوي فاسد، لا يحظى بدعم جماهيري واسع في المناطق التي يعمل فيها ويعتمد أساسا على رماح "أجهزته الأمنية". هذا كيان يدفع كل شهر الملايين لعائلات الشهداء، يحرض ضد إسرائيل في المحكمة الدولية وفي الأمم المتحدة ويشجع جهاز تعليم يخلد الكراهية لليهود بعامة وللإسرائيليين خاصة.
معظم زعماء الائتلاف والمعارضة قالوا: "إن وقف إطلاق النار سيئ، ومع ذلك يؤيدونه لأنه أهون الشرور. هذا هو الوضع أيضا بالنسبة للحكم في غزة في اليوم التالي: السلطة الفلسطينية، على كل مساوئها هي حل أنجح من كل الإمكانيات السيئة الأخرى".
إن خليطا يتشكل من بضعة عناصر سيسمح بتحسين هذا الحل. عمر أبو مازن وحالته الصحية يلزمان باستبداله قريبا. الآلية في غزة تخلق إمكانية لروافع ضغط تؤدي إلى تغييرات ما (كوقف الدفعات لعائلات الشهداء). وبالطبع دخول ترامب إلى البيت الأبيض. كان هو من قلص دعم الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية. هو وطاقمه عادا وقالا منذ انتخابه أنه لن يسمح لحماس بمواصلة الحكم في القطاع. إذا ما أجدنا العمل بتعاون مع الإدارة الوافدة، فسيكون هناك مجال للأمل في أن نرى صيغة جديدة من السلطة الفلسطينية، تأخذ المسؤولية عن غزة، تقيم تنسيقا أمنيا مع إسرائيل وتمتنع عن التحريض ضدنا في المنصات الدولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق