ديسمبر 12, 2024 5:26 م
السبيل
حتى اللحظة لم يعلن أي طرف في سوريا رفضه التعاون مع الحكومة الجديدة أو عدم رغبته في الاندماج بسوريا ما بعد آل الأسد وحكم حزب البعث، حتى قوات “قسد” الكردية في شمال شرق سوريا قررت رفع علم الثورة وبأنها جزء من سوريا الجديدة.
آخر من أعلنوا الولاء لسوريا الحالية كان حزب البعث الحاكم في سوريا منذ عام 1963 بعد أن قرر تعليق العمل والنشاط الحزبي بكافة أشكاله ومحاوره حتى إشعار آخر، وذلك في أعقاب سقوط النظام وهروب رئيسه بشار الأسد إلى روسيا.
الأمين العام المساعد للحزب إبراهيم الحديد، أعلن في بيان أن “حزب البعث الحاكم في سوريا يعلق عمله حتى إشعار آخر”، مطالباً بـ”إعادة كافة الرفاق المعارين والمندبين إلى ملاك وزاراتهم ومؤسساتهم ودوائرهم الأصلية وأن يضعوا أنفسهم تحت تصرف الجهات التي كانوا يعملون بها أصلا”.
معلنا أن الحزب سيسلم “كافة الآليات والمركبات والأسلحة التي كانت بحوزة الرفاق إلى وزارة الداخلية أو إلى أقرب وحدة أو مركز للشرطة تابع لوزارة الداخلية و تحرير ضبط رسمي بذلك، ووضع كافة أملاك وأموال الحزب تحت إشراف وزارة المالية ورقابة وزارة العدل، ويودع ريعها في مصرف سورية المركزي ليتم صرفها وفق القانون من الحكومة الحالية”.
كما أفاد بوضع “جامعة الشام الخاصة تحت إشراف وزارة التعليم العالي من الناحية العلمية والأكاديمية والتدريسية والإدارية بما في ذلك العاملون في الجامعة وكادرها الوظيفي والتدريسي والأكاديمي”.
وتمكن حزب البعث من الوصول إلى السلطة في سوريا عبر انقلاب عسكري في عام 1963. وفي عام 1970، استولى حافظ الأسد على السلطة من خلال انقلاب داخلي داخل الحزب.
مع وصول حافظ الأسد إلى الرئاسة، أسس عددا من الأجهزة الإستخباراتية (المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية وأمن الدولة والأمن السياسي) المرتبطة بمكتب الأمن القومي بحزب البعث مما أوجد نظاما بعثيا قويا معتمدا على القبضة الأمنية البعثية داخليا وسلسلة من التحالفات خارجيا.
وكانت مجزرة حماة في عام 1982 إحدى أبرز المحطات الدموية في تاريخ نظام حزب البعث؛ إذ فرضت القوات الخاصة بقيادة رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد آنذاك، حصارا على مدينة حماة بهدف قمع انتفاضة ضد النظام. وشن النظام حملة عسكرية شاملة استمرت 27 يوما، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وشملت القصف الجوي والمدفعي والإعدامات الجماعية.
ووفقا لتقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإنه بلغ عدد الضحايا المدنيين ما لا يقل عن 30 ألف شخص، بينما فقد الاتصال بنحو 17 ألف مدني اعتقلوا خلال المجزرة.
وعلى أثر معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة في الريف حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق. ودخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفر بشار الأسد إلى روسيا وسط اكتشاف معتقلات وزنازين كانت أشبه بمسالخ بشرية، ويتوقع أن تقوم عدة جهات قانونية برفع قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية وأمام محكمة العدل الدولية على الأسد وأركان نظامه.
0 تعليق