ما خفي أعظم .. يكشف أسراراً من طوفان الأقصى

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت قناة الجزيرة في تحقيق جديد ضمن برنامج “ما خفي أعظم” بعنوان “الطوفان”، تفاصيل غير مسبوقة عن معركة “طوفان الأقصى”، التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ضد فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتضمن التحقيق الذي قدمه الإعلامي تامر المسحال مشاهد نادرة، ومقابلات حصرية، ووثائق سرية أميط عنها اللثام لأول مرة.

مشاهد حصرية ودور القيادات الميدانية

وعرض التحقيق مشاهد تُكشف لأول مرة للقائد المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار ورئيس أركان كتائب القسام محمد الضيف، حيث وثقت اللقطات مشاركة السنوار في المعارك جنوب قطاع غزة وقيادته لعدد من العمليات العسكرية، كما عرضت مشاهد من داخل غرفة قيادة المجلس العسكري لكتائب القسام، التي أشرفت على التخطيط لمعركة “طوفان الأقصى”.

وكشفت المشاهد وثيقة خطية حددت توقيت بدء العملية، في دليل على التحضير الدقيق للعملية التي شكلت أكبر هجوم فلسطيني على الاحتلال منذ عقود.

اختراق استخباراتي لوحدة 8200

في مقابلة حصرية مع عز الدين الحداد، عضو المجلس العسكري العام للقسام وقائد لواء غزة، كشف التحقيق عن نجاح ركن الاستخبارات في كتائب القسام في اختراق خوادم وحدة 8200 الإسرائيلية، والاستيلاء على وثائق سرية بالغة الأهمية.

وأوضح الحداد أن هذه الوثائق تضمنت خططًا إسرائيلية لشن حرب جوية مباغتة على قطاع غزة قبل أيام من “طوفان الأقصى”، بهدف تدمير جميع فصائل المقاومة قبل تنفيذ هجوم بري واسع.

وأضاف الحداد أن الاحتلال عرض على المقاومة تسهيلات مادية مقابل الانفصال عن المسجد الأقصى والضفة الغربية، إلا أن المقاومة اختارت الرد عسكريًا.

تفاصيل العملية 

أكدت كتائب القسام عبر التحقيق أن العملية جاءت كرد على محاولات الاحتلال فرض واقع سياسي جديد في غزة، مشددة على أن “قيادة الاحتلال المستقوية بأمريكا والغرب لن يكون أمامها خيار إلا الرضوخ لمطالبنا العادلة في نهاية مراحل التفاوض” بحسب ما صرح به عز الدين الحداد.

وكشف الحداد أن قيادة الجهاز العسكري دخلت منذ الأول من أكتوبر 2023 في حالة انعقاد دائم للتصديق على الخطط، وضع اللمسات النهائية، وضبط توقيتات التنفيذ بدقة.

وأوضح الحداد أن الساعات الـ24 التي سبقت ساعة الصفر شهدت ربط غرف القيادة والسيطرة بغرفة العمليات المركزية المشرفة على التنفيذ، مع بدء حشد القوات المخصصة للهجوم، وتجهيز أسلحة الدعم القتالي حتى الساعة 6:30 صباحاً يوم السابع من أكتوبر.
 

و شرح الحداد كيف تم تنسيق عملية الهجوم بدقة، حيث تزامنت الضربات الصاروخية، استخدام الطائرات المسيّرة والشراعية، وتدخل الوحدات البحرية، مع اقتحام الآلاف من نخبة مشاة القسام للجدار الفاصل بعد انهياره على يد وحدات الهندسة، في مشهد مهيب مستلهمين قوله تعالى: “ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون”.
  

وأكد الحداد نجاح كتائب القسام في إسقاط فرقة غزة خلال ساعات قليلة، مشيراً إلى أن الاحتلال فشل في الحصول على أي معلومات مسبقة عن العملية رغم ضخامتها، كما لم تعمل دفاعاته بفعالية.

وأشاد الحداد بشجاعة مقاتلي القسام وأخلاقياتهم العالية في الميدان، مؤكداً أنهم أثبتوا براعتهم في المواجهة وتحملهم المسؤولية في جميع مراحل العملية.

خطة خداع وتضليل

وأكد عضو المجلس العسكري لكتائب القسام، عز الدين الحداد، أن معركة “طوفان الأقصى” جاءت نتيجة تخطيط استراتيجي محكم شمل تفعيل خطة خداع وتضليل للعدو، حيث تم تمويه الاحتلال بأن المقاومة قد ابتلعت طُعم التسهيلات، في حين كان الإعداد للقتال مستمرًا على قدم وساق. وأشار إلى أن الهدف الرئيس للعملية كان مهاجمة فرقة غزة وتدمير مواقعها وقواعدها، بالإضافة إلى أسر أكبر عدد ممكن من الجنود الإسرائيليين لتحرير أسرى الشعب الفلسطيني.

وأوضح الحداد أن التخطيط للعملية تم بحذر شديد، حيث تم إبقاء توقيت ساعة الصفر في دائرة ضيقة لضمان نجاح الهجوم. كما أثنى على دور محور المقاومة، مشيدًا بالمقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية، إضافة إلى دور الجمهورية الإسلامية في إيران، وكل الدول والحركات التي دعمت معركة غزة.

وأشار إلى أن كتائب القسام تمكنت من تأمين عملية أسر الجنود الإسرائيليين بعيدًا عن أعين العدو، مع الالتزام بتوجيهات الإسلام في معاملة الأسرى، في وقت كان الاحتلال يقتل جنوده منذ اللحظات الأولى للمعركة. كما شدد على أن الاحتلال بعد الهزيمة الاستخبارية المذلة بدأ في انتقام وحشي من الشعب الفلسطيني، بدعم من الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية.

وتحدث الحداد عن معركة الدفاع عن الأرض، حيث تم تجهيز الكمائن والأنفاق وحقول الألغام لملاقاة العدو، مؤكدًا أن المقاومة ألحقت به خسائر ضخمة. وأضاف أن من أبرز معالم الفشل التي عانى منها الاحتلال كانت الاستقالات المتوالية والاعترافات بالإخفاق، مشيرًا إلى أن هذا الجدل سيتصاعد مع تقدم التحقيقات.

كما وأكد الحداد أن شعب غزة هو سر نجاح عملية “طوفان الأقصى”، وأنه سجل ببطولاته في صفحات التاريخ أنه شعب لا يقبل الظلم، مقدمًا تضحيات كبيرة من أجل دينه ووطنه.

نتائج العملية وتأثيرها

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفذت كتائب القسام هجومًا مفاجئًا استهدف قواعد وثكنات ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل مئات الجنود والضباط الإسرائيليين وأسر أكثر من 240 شخصًا.

وشكل الهجوم ضربة صادمة للاحتلال، وفتحت جبهة جديدة في الصراع. ومنذ بدء الحرب، تشير الأرقام إلى مقتل 850 من الجنود والضباط الإسرائيليين وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن العدد الحقيقي للخسائر أكبر من ذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق