هل صعبت ضربات الاحتلال فرص بناء منظومة عسكرية جديدة في سورية؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عواصم- مع سيطرة المعارضة السورية على كافة مفاصل الحياة في سورية عقب إسقاط نظام الأسد وهروبه إلى روسيا، نفذ الاحتلال الإسرائيل مئات الغارات الجوية، وصفت بأكبر عملية للاحتلال منذ تأسيسه، تسرى تساؤلات عن أثر تلك الضربات في بناء جيش ومنظومة عسكرية جديدة في سورية المحررة. اضافة اعلان
فقد أعلنت دولة الاحتلال أنها دمرات بغاراتها على أهداف ومواقع عسكرية، نحو 80 % من قدرات القوات البرية والبحرية والجوية لجيش النظام السابق، وتقدمت قواتها بريا في المنطقة العازلة بالجولان السوري المحتل لعدة كيلومترات.
وتقول دولة الاحتلال إنها دمرت مقدرات جيش النظام السوري حتى لا تستولي عليها قوات المعارضة المسلحة أو جهات أخرى، وتوغلت في الجولان لتعزيز حماية حدودها.
وتطرح تساؤلات عن فرص بناء جيش سوري جديد في المستقبل، والتحديات التي يمكن أن تواجه القيادة الجديدة في سورية بهذا الشأن، فيما يؤكد خبراء أن ذلك يحتاج لسنوات ولميزانيات ضخمة.
ويرى الخبير العسكري، إسماعيل أبو أيوب، أن ما قام به الاحتلال ضد مقدرات جيش النظام "هو عمل جبان"، يثبت أن كيان الاحتلال كان يعلم أن النظام السابق لم يكن ينوي استخدامها ضده،  ولم توجه الطائرات والصواريخ والسفن يوما نحو إسرائيل، وكان النظام يحميها.
وقال أبو أيوب إن "التحديات بالنسبة للقيادة الجديدة في سورية كبيرة جدا، وهي لا تستطيع أن تخوض حربا مع إسرائيل الآن، وإذا أرادت الدولة الوليدة بناء جيش تحتاج على أقل تقدير من 3 إلى 5 أعوام".
وذكرت مصادر إعلامية عبرية أن إعادة ترميم الجيش السوري قد تكلف عشرات أو مئات المليارات من الدولارات، وقد تمتد لجيل كامل.
وبعيد سقوط الأسد، الأحد الماضي، شن الاحتلال خلال 48 ساعة مئات الضربات من الجو والبحر، قالت إنها طالت "أغلبية مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سورية خشية من أن تستخدم ضدها يوما ما.
وكان الكيان احتل معظم هضبة الجولان السورية خلال حرب حزيران (يونيو) عام 1967. وبعد حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973، أقام منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت سيطرة الأمم المتحدة، عقب اتفاق لفض الاشتباك بين قوات الاحتلال والقوات السورية عام 1974. وضمت إسرائيل القسم المحتل من الجولان عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.
ومنذ اتفاق فض الاشتباك، لم تشهد جبهة الجولان أي تحرك عسكري من جانب سورية، والآن، يبدو أن قادة الاحتلال يخشون أن تكون الفوضى قد حلت في سورية أصلا، ويتصرفون وفقا لذلك.
وفي يوم سقوط الأسد، أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو، أن اتفاق 1974 لاغ، وأمر قواته بالسيطرة على المنطقة العازلة.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الضربات ضد أصول عسكرية سورية، مستهدفا خصوصا مخازن أسلحة ودفاعات جوية تابعة للبحرية السورية لإبعادها عن أيدي المقاتلين، كما قصف مواقع طائرات حربية ومروحيات عسكرية ومراكز البحوث العلمية التابعة لوزارة الدفاع، وسفن وقوارب عسكرية بميناء اللاذقية.
وأشار أبو أيوب إلى أن الخزينة السورية فارغة ولا نقد أجنبي فيها، وبالتالي فإن هذه المشكلة قد تعترض طريق بناء الجيش في المستقبل.
وقال رئيس الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، أول من أمس "لا توجد لدينا سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئا ولا عملة أجنبية لدينا".
وأضاف الخبير العسكري أبو أيوب أن الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والفوسفات مسيطر عليها من قبل جهات خارجية، وأن هناك معوقات كثيرة لبناء جيش جديد في سورية.
ولفت إلى أن الاحتلال مستمر باستهداف مقدرات القوات البرية والبحرية والجوية السورية، ويشمل ذلك الرادارات وأجهزة الإنذار المبكر ومراكز البحوث العلمية وغيرها من مستودعات الأسلحة.
من جانبه يؤكد الخبير العسكري، محسن المصطفى، أنه "من ناحية القدرة اللوجستية من الأكيد أنها تحتاج سنوات طويلة، فالدولة بحاجة لأموال طائلة لإعادة بناء القدرات العسكرية السورية عن جديد وبحاجة لدول تقبل بتزويد سورية بالأسلحة والعمل على استمرار تطوير هذه الأسلحة بشكل مستدام".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أول من أمس بأن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السابق في اللاذقية وطرطوس على الساحل السوري.
وقال المرصد ومقره لندن أن الطيران الحربي للاحتلال نفذ غارات جوية استهدفت ميناء اللاذقية، وضهر الزوبة في بانياس ومستودعات عسكرية للنظام السابق في ضهر صفرا بريف طرطوس".
وأضاف في بيان "يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي تدمير ما تبقى من ترسانة سورية العسكرية، لليوم الرابع على التوالي منذ سقوط النظام السابق".
وأوضح البيان أن الغارات الإسرائيلية استهدفت في طرطوس وريف اللاذقية "مواقع رادار ودفاع جوي".
وبحسب المرصد فقد "نفذ الاحتلال أكثر من 352 غارة جوية على 13 محافظة سورية" منذ فر الرئيس المخلوع بشار الأسد من سورية فجر الثامن من الشهر الحالي.
وأوضح المصطفى، أن "أغلب الأسلحة التي دمرها الاحتلال لم تكن لتصمد أمامها بأي حرب مقبلة، وهذه الأسلحة أغلب ما تكون خردة، فنظام الأسد لم يعمل على تطوير الجيش منذ سنوات طويلة حتى قبل بداية الثورة في عام 2011".
وقال إنه "في الواقع، لا تبدو أولوية بناء جيش واضحة لدى الحكومة الجديدة، فالأولوية اليوم هي لبسط الأمن وتقديم الخدمات، وإعادة فرض السيطرة على كامل الأراضي السورية، ولكن يمكن تفعيل مسار مواز لما سبق عبر خطوات أولية لإعادة بناء الجيش بهدوء، حاليا، وبحسب ما أفاد به قائد العمليات، أحمد الشرع، هو العمل على حل الأجهزة الأمنية أما الجيش السابق لم يتم الحديث عنه بشكل موسع وكل ما تم الحديث عنه هو في إطار الإيحاءات حول المؤسسة العسكرية".
وتابع "منذ عدة أيام تم منح عناصر الجيش في الخدمة الإلزامية عفوا عاما، بالتزامن مع منحهم بطاقات لعدم التعرض لهم حتى حين، ولم يتم الحديث عن مصير المتطوعين.
في حين أن الهيكلية الجديدة قد تخضع لمناقشات طويلة لإقرارها، خصوصاً أن الفصائل العسكرية تختلف تماما عن هيكلية جيش منظم، وسيظهر سؤال جوهري لاحقا، هل سيكون التوجه لبناء جيش احترافي قائم على المتطوعين؟، أم إعادة تفعيل الخدمة الإلزامية بطريقة مختلفة عما كانت عليه؟".
وشدد على أن "الأولويات مختلفة والتحديات جمة خصوصا أن نظام الأسد دمر البنية التحتية السورية بشكل شبه كامل، وأكمل الاحتلال تدمير البنية والقدرات العسكرية".-(وكالات)
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق