من حسنات السياسة الخارجية الأمريكية لترامب أنه قرّر من اليوم الأول بتوجيه جميع السفارات والعاملين الدبلوماسيين بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تفرض أي أيدلوجية على أي دولة، ولن تحدد علاقتها وفقاً لتلك الأيدلوجيات، ومن تلك الأيدلوجيات التي حاولت أمريكا فرضها بدعم الشواذ باعتبارهم أقليات والديمقراطية تقتضي تقديم الدعم الدبلوماسي لهم!!بوصول ترامب انتهى العصر الذهبي للشذوذ الجنسي في أمريكا، وعادت الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت راعية ذلك العصر الشاذ عالمياً إلى فطرتها الطبيعية، فألغى ترامب منذ يومه الأول تجنيد المتحوّلين جنسياً في الخدمة العسكرية وأعلن أنه ليس هناك من خلق بشري إلا ذكر وأنثى.وأصدر منذ اليوم قراراً يحمل اسم «الدفاع عن المرأة من التطرّف الأيديولوجي بين الجنسين وإعادة الحقيقة البيولوجية إلى الحكومة الفيدرالية»، على أن الولايات المتحدة تعترف رسمياً بجنسين فقط: الذكر والأنثى.ووفقاً للقرار، يجب على جميع موظفي الحكومة الذين يعملون بصفة رسمية استخدام مصطلح «الجنس» بدلاً من «النوع الاجتماعي» في السياسات والوثائق. كما يؤكد القرار على أن الوثائق الرسمية، مثل جوازات السفر، ينبغي أن تعتمد على الجنس المسجل عند الولادة، الذي يُعتبر «التصنيف البيولوجي الثابت للفرد»، ويجب أن يكون إما ذكراً أو أنثى.كما أمر الرئيس ترامب بمنح جميع موظفي الحكومة الأمريكية الذين يعملون في برامج التنوع والمساواة والشمول، إجازة إدارية فورية مدفوعة الأجر، قبل إغلاق المكاتب والبرامج المعنية.ماذا يعني هذا القرار بالنسبة لنا؟يعني نهاية عصر الابتزاز السياسي لفرض الشذوذ من خلال العلاقات الدبلوماسية، يعني انتهاء عهد حاول فيه الديمقراطيون أن يفرضوا على العالم شذوذهم ويربطونه بتقييم الدول حضارياً، فالدولة التي تسير وفق هواهم لها أفضلية ونظامها مقرّب وله أفضلية في التعامل، وفي الصفقات، وحتى في بروتوكلات استقباله وتعلية مقامه، والعكس يُعتبر متخلّفاً وغير متحضّر وقمعياً.كانت قواهم الناعمة مسخّرة لخدمة نشر الشذوذ وجعله من أولويات القبول السياسي، فهو السؤال الأول لمقدّمي البرامج لأي مسؤول من دولة عربية أو إسلامية في أي مناسبة رياضية أو فنية أو أي تجمّع دولي، دائماً ما تسمع مقدّمي برامجهم ومذيعيهم يسألون هل تقبلون «بالمثليين» في بلدكم؟ كمحاولة لإحراجهم وإظهارهم مظهر المتخلّف، وجعلوا من تلك المسألة أولوية يقيّم نظام الدولة من خلال درجة قبوله وتسامحه معها.بتولّي ترامب انتهى العصر الذهبي لفرض الشواذ على العالم، بالرغم من أن الشعوب والأنظمة كانت تُعلن رفضها لهذه الأفكار الشاذة، إلا أن حالة التهديد والابتزاز كانت موجودة ومحاولات فرضها مستمرة من خلال أكثر من طريق، حتى وصلت إلى الأطفال في حضانتهم ومدارسهم، وفي هواتفهم، وفي تلفزيوناتهم وسينماتهم، كلّما أغلقنا باباً دخلوا من نافذة، وكل ذلك كان يجري بدعم وتمويل من الإدارة الأمريكية السابقة.سيظلّ هذا الخُبث موجوداً في تلك الوسائل، إنما الفرق أن الإدارات الأمريكية كانت تدعمه وتربطه بالمواقف السياسية. اليوم انتهى الدعم الرسمي الأمريكي لتلك الفئة الشاذة، وأُغلقت مؤسسات ودوائر كانت تستنزف من الميزانية العامة أموالاً مسخّرة لخدمة الشذوذ ونشره، بل وفرضه على الجميع.
0 تعليق