الرياضة في السعودية ليست نشاطًا ترفيهيًّا، بل أحد المحركات الرئيسية لرؤية 2030، حيث يعكس تأسيس الهيئة العليا هذا التوجه، وهي في تصوري أداة إستراتيجية ومعيار20 لضمان استضافة بطولة عالمية تليق بالمملكة، والدعم الكبير الذي يقدمه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان للرياضة كان حجر الأساس لهذه الرؤية، حيث يرى القطاع الرياضي عنصرًا حيويًّا يعزز جودة الحياة ويوفر فرصًا للشباب.
تمكين الشباب جزء لا يتجزأ من هذا المشروع، فالهيئة العليا، من خلال خططها وبرامجها، ستفتح المجال للشباب السعودي ليكونوا جزءًا من قصة النجاح، واستضافة كأس العالم 2034 ليست مجرد مناسبة رياضية، بل فرصة لإبراز مهارات وقدرات الكوادر الوطنية في تنظيم وإدارة الأحداث العالمية، حيث تدرك المملكة أهمية الشباب كونهم محركًا للتغيير والتطور، وهي فرصة لإعداد جيل قادم من القادة الرياضيين.
إرث المملكة الرياضي ليس غريبًا على المشهد العالمي، حيث شاركنا في كأس العالم ست مرات (بدءًا من 1994)، والتتويج بثلاثة ألقاب في كأس آسيا، واستضافة بطولات دولية كبرى مثل كأس العالم للأندية، وجميعها أمثلة على قدرة السعودية على المنافسة والتنظيم، وفي تصوري أن الهيئة العليا ستعمل في البناء على هذا الإرث وتعزيزه من خلال تقديم بطولة تترك إرثًا مستدامًا على المستوى الرياضي والاقتصادي.
البنية التحتية هي أحد المحاور الرئيسية لنجاح أي بطولة، وستعمل الهيئة العليا على تطوير منشآت رياضية بمعايير عالمية، مع التركيز على الاستدامة، والملاعب التي ستقوم بإنشائها أو تحديثها ستكون متعددة الاستخدامات، مما يضمن تحقيق فائدة طويلة الأمد، وليس ذاك فحسب، حيث ستسهم هذه المنشآت في تحسين جودة الحياة للمجتمع السعودي من خلال توفير مرافق حديثة تلبي احتياجات الرياضة والترفيه.
إلى جانب ذلك، تأتي الاستضافة فرصةً لتعزيز السياحة والثقافة، وهو دور ستقوم من خلاله الهيئة بإبراز التنوع الثقافي والحضاري للسعودية، من خلال تقديم فعاليات مصاحبة للبطولة تُبرز التراث الغني والضيافة الأصيلة للمملكة، وكأس العالم نافذة ثمينة جدًّا، وفرصة لتعريف العالم بالسعودية بوصفها وجهة رياضية وسياحية وثقافية، مما يعزز من قوتها الناعمة ومكانتها الدولية.
الاستدامة أيضًا ركيزة أساسية في رؤية الهيئة، وتسعى المملكة من خلال استخدام الطاقة النظيفة وتصميم منشآت صديقة للبيئة إلى تنظيم بطولة مسؤولة بيئيًّا تعكس التزامها بالتنمية المستدامة، فضلًا عن خلق فرص عمل جديدة، وتعزز اقتصادنا المحلي، مما يجعلها مشروعًا متكاملًا يعود بالنفع على الجميع.
في نهاية المطاف، كأس العالم 2034 ليس فقط مباريات على المستطيل الأخضر، بل هناك أحداث تفوقها خارج ملاعب كرة القدم، لذا فإن استضافتنا ستُثمر بمشيئة الله في تقديم نموذج رياضي وتنظيمي جديد يعكس رؤية السعودية 2030، وفق إستراتيجية الهيئة العليا الوطنية التي ستسعى لتحقيق التميز في كل المجالات.
0 تعليق