عمان – ينظر جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الشباب باعتبارهم حاضر الوطن ومستقبله، لكونهم ثروة الأردن الحقيقية التي تحتاج إلى الدعم، سعيا للاستفادة من طاقاتهم وإبداعاتهم وصقل مهاراتهم، والمشاركة الفاعلة في مسيرة عطاء وإنجازات الدولة الأردنية، خصوصا وأن الرياضة الأردنية في جميع الألعاب الفردية والجماعية تجسد إرادة الشباب وسعيهم للمنافسة من أجل تحقيق نتائج متميزة تساهم برفع علم الأردن عاليا خفاقا في سماء المحافل الرياضية كافة.
ويؤكد جلالته في كتاب التكليف السامي اهتمامه بالرياضة والشباب من خلال قول جلالته لحكومة رئيس الوزراء جعفر حسان: "على الحكومة أن تنهض بمسؤولياتها تجاه شباب الوطن وشاباته، وأن تسخر طاقاتهم في البناء والتطوير، وأن تعمل على تعزيز دور المراكز الشبابية والريادية"، في مؤشر على أهمية هذا القطاع والاهتمام الملكي بتطوره بما يكفل حصد الانجازات واستثمار طاقات الشباب.اضافة اعلان
جلالة الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على الفائزين بمنافسات دورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس - (من المصدر)
وقال جلالة الملك في كتاب التكليف السامي: "لقد رفع النشامى علم الأردن عاليا في مختلف المحافل الدولية وكانوا مصدر فخر بما حققوه من إنجازات رياضية كبيرة، ما يستدعي من الحكومة رعايتهم وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لدعمهم والتوسع في توفير المنشآت الرياضية لخدمتهم بصورة مستدامة".
جلالة الملك ينعم على لاعب الجمباز أحمد أبو السعود بميدالية التفوق من الفئة الأولى - (أرشيفية)
ويرى المتابعون أنه يتوجب على الحكومة أن تنفذ توجيهات جلالة الملك على أرض الواقع من خلال دعم الاتحادات الرياضية بصورة حقيقية، والتي يتوجب أن تكون أولوية إستراتيجية للحكومة الحالية للاستثمار في قطاع الرياضة والشباب، خصوصا وأن جلالة الملك يحرص أيضا على الاهتمام بالشباب ودعم أفكارهم ومشاريعهم ومبادراتهم ومشاركتهم في صنع القرار ضمن مختلف الحوارات الوطنية، وهو ما يؤكد حقيقة الاهتمام بالشباب باعتبارهم من ثوابت النهج الملكي.
الصربي نيناد لالوفيتش يمنح جلالة الملك وسام الاتحاد الدولي للمصارعة - (أرشيفية)
الإرادة الملكية السامية بتشكيل المجلس الأعلى للشباب في العام 2001، ليكون الخلف القانوني والإداري لوزارة الشباب والرياضة، وفصل ملف الرياضة وإسناده إلى اللجنة الأولمبية بهدف إعطاء دور أكبر ومرونة أوسع للعمل الشبابي، وتطوير عملية رعاية الشباب وتنميتها، تبرهن عن نظرة مستقبلية واعية لأهمية هذا القطاع من قبل جلالته، وتحقيق الأهداف عبر تحديد رؤية مشتركة، وبما يوفر إطارا لتكامل الجهود من خلال المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص والتطوعي، والمنظمات الإقليمية والدولية.
وتركز المبادرات الملكية السامية على منح قطاعي الشباب والرياضة أولوية في الدعم والمشاريع، حيث شهدت الفترة بين العامين 2006-2023 تنفيذ حوالي 200 مشروع ومبادرة ملكية في القطاعين، من أبرزها إنشاء وتطوير 7 مجمعات رياضية و73 ملعبا خماسيا قانونيا و51 مركزا للشباب والشابات في جميع مناطق المملكة، و24 محطة معرفة تستهدف الشباب في المحافظات. وفي العام 2022 بدأ العمل وبدعم من المبادرات الملكية في تطوير وإنشاء 4 مدن رياضية.
ويوجد في المملكة اليوم خمس مدن شبابية ورياضية تضم 60 منشأة؛ منها مدينتان أُنشئتا في القرن الماضي وتم التحديث عليها خلال الربع الأول من القرن الحالي، ففي عام 1999 افتتحت مدينة الأمير محمد للشباب التي أقيمت على مساحة 141 دونما في الزرقاء، وفي عام 2003 تم تحويل مجمع مادبا الرياضي إلى "مدينة الأمير هاشم للشباب" على قطعة أرض تبلغ مساحتها 137 دونما، وفي عام 2006 أُنشئت مدينة الأمير حمزة للشباب في العقبة. وتضم هذه المدن مجموعة متنوعة من المنشآت والمرافق الرياضية (الملاعب والصالات الرياضية متعددة الأغراض والمسابح الأولمبية ومرافق للياقة البدنية والقاعات المختلفة للرياضة وعقد المؤتمرات) إلى جانب البدء في تحويل ثلاثة مجمعات رياضية إلى مدن رياضية وهي: مجمع الأمير الحسين بن عبد الله بالسلط، ومجمع جرش الرياضي ومجمع الكرك الرياضي.
وتتواصل عملية تأسيس الأندية الرياضية في عهد جلالة الملك، لما لها من أهمية كبيرة في تعزيز مشهد الرياضة الأردنية، لتكون حاضرة في المحافل الرياضية الدولية، فضلا عن المكارم الملكية في دعم الأندية الرياضية الثقافية الاجتماعية من خلال توفير الملاعب الرياضية والصالات التدريبية المجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات ووسائل النقل اللازمة.
ويقدم جلالته نموذجا طيبا للرياضيين عندما كان "أبو الحسين" يمارس سباقات السيارات، فسبقت وعلت روحه الرياضية العالية أي مكسب رياضي، ولم يترك قائد المسيرة أي فرصة لتقديم يد العون والمساعدة للرياضيين إلا واستغلها، لكي يمنح الرياضيين الثقة ويحفزهم على تحقيق النتائج الإيجابية، التي ترفع هامات الرياضيين الأردنيين في كل البطولات التي يشاركون فيها.
الملك يطمئن على تحضيرات رالي الأردن الدولي - (أرشيفية)
وللرياضة مكانة عالية عند جلالة الملك، الذي مارس أشكالا متعددة من الرياضات مثل كرة القدم والرجبي والسباحة والغطس والقفز بالمظلات وسباقات السيارات، وكان جلالته رئيسا لاتحاد كرة القدم لعدة سنوات حققت فيها الكرة الاردنية أول الإنجازات المتمثلة بذهبية الدورة الرياضية العربية الثامنة في بيروت العام 1997.
لقد لعبت الرياضة الأردنية دورا بارزا في نهضة الأردن وتطوره، وأضحت الإنجازات الرياضية نقطة مضيئة في المسيرة الأردنية التي يفتخر بها كل مواطن أردني، بعد أن وجدت الرياضة الأردنية كل أشكال الدعم من الرياضي الأول، فعمل جلالته على تشجيع الرياضيين والرياضيات وتكريمهم ماديا ومعنويا، ووقف خلف نجوم الرياضة الأردنية في الملاعب والصالات الرياضية، ليرفع جلالته من حماس اللاعبين ويحثهم على تحقيق الإنجاز، كما أوعز جلالته وبتوجيهاته الملكية السامية إلى الحكومات الأردنية المتعاقبة لدعم قطاعي الرياضة والشباب بما يرفع شأن رياضة الوطن ويجعلها قادرة على المنافسة وتحقيق النتائج الباهرة.
ويشكل إعلان الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، استضافة المملكة الأردنية الهاشمية، لفعاليات النسخة الثامنة عشرة من دورة الألعاب الرياضية العربية عام 2035، تأكيدا لدور الأردن في صناعة المستقبل الرياضي العربي، خصوصا وأن هذه التظاهرة تتطلب إنشاء مدينة رياضية جديدة باتت تعرف بـ"القرية الأولمبية"، ما يفتح الباب أمام فرص التمكين والاستثمار الرياضي الشبابي مستقبلا.
ويجسد وسام الاتحاد الدولي للمصارعة، الذي منحه رئيسه الصربي نيناد لالوفيتش إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، حقيقة الدعم الكبير الذي يقدمه جلالته لقطاع الرياضة بشكل عام. فخلال استقبال جلالة الملك لرئيس الاتحاد الدولي للمصارعة لالوفيتش، بالتزامن مع استضافة المملكة لفعاليات بطولة العالم للمصارعة تحت 20 عاما في آب "أغسطس" من العام 2023، منح رئيس الاتحاد الدولي، جلالة الملك، وسام الاتحاد الدولي للمصارعة - وهو أعلى وسام يمنح من الاتحاد الدولي لقادة الدول - تقديرا لجهود جلالته في دعم الرياضة وإيمانه بدورها في تقوية روابط التضامن والصداقة بين الدول.
وحصل الأردن على أول ميدالية له في دورة الألعاب الأولمبية بعهد جلالة الملك، والتي جاءت عن طريق البطل الأولمبي في رياضة التايكواندو أحمد أبو غوش، الذي فاز بالميدالية الذهبية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، كما فاز لاعب التايكواندو صالح الشرباتي بالميدالية الفضية وأحرز لاعب الكراتيه عبدالرحمن المصاطفة الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو 2020، وتقلد لاعب التايكواندو زيد مصطفى الميدالية الفضية في أولمبياد باريس 2024.
وشهدت كرة السلة الأردنية العديد من الإنجازات، وكان أبرزها التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة السلة ثلاث مرات، أعوام 2010 و2019 و2023، ومونديال الشباب 2025 في سويسرا، فيما كان جلالته ينعم بوسام التميز الذهبي من الفئة الأولى العام 2022 على لاعب المنتخب الوطني للجمباز أحمد أبو السعود، نظير تتويجه بالميدالية الفضية على جهاز "حصان المقابض" في بطولة العالم للجمباز.
وأنعم جلالة الملك عبدالله الثاني بميدالية اليوبيل الفضي على لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم والطاقمين الفني والإداري، وذلك تقديرا لجهود "النشامى" في الحصول على المركز الثاني ببطولة كأس أمم آسيا العام 2023، والتي استضافتها دولة قطر الشقيقة، معربا عن أمنياته بالتوفيق للمنتخب الوطني بالتأهل إلى كأس العالم 2026.
كما استقبل جلالته في قصر الحسينية، اللاعبين الأردنيين الذين حصلوا على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في منافسات دورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس 2024 وطوكيو 2020، لينعم عليهم بميدالية اليوبيل الفضي، معربا عن تقديره للإنجازات التي حققتها المنتخبات الوطنية في الألعاب الأولمبية والبارالمبية، ومؤكدا أنها مصدر فخر دائم للأردنيين، ومحفزا إياهم لتحقيق المزيد من الإنجازات.
ويتوجب على الحكومة تجسيد توجيهات جلالة الملك على أرض الواقع بصورة مثالية من أجل إثراء الرياضة الأردنية، بدلا من تقنين الدعم للجنة الأولمبية الذي سيفضي إلى تقليص حصة الاتحادات الرياضية ووضعها في مهب الريح وإلحاق ضرر فادح بقطاع يفترض أنه يحمل على عاتقه رعاية الشباب والرياضيين الأردنيين في مختلف البطولات على المستويات الدولية والقارية والعربية، كما يجب أن تسارع الحكومة إلى إيجاد حلول مستدامة وإنشاء صندوق لرعاية ودعم الرياضة لبلوغ العالمية.
كما يتوجب على الحكومة المسارعة في إنشاء المزيد من الملاعب والمنشآت الرياضية بشكل يتناسب مع أعداد المهتمين في ممارسة الرياضة بأنحاء الوطن كافة، إلى جانب الإيعاز للجهات ذات العلاقة من أمانة عمان والبلديات بإيلاء المزيد من الرعاية والاهتمام بالشباب من خلال وضع إستراتيجية واضحة لزيادة أعداد الملاعب والمرافق الرياضية، فضلا عن مساعدة الاتحادات في تحويل الأندية إلى شركات أو إيجاد شركات رائدة لرعاية الأندية، مع التأكيد على الحاجة الملحة إلى مراجعة قوانين الأندية بحثا عن تطوير الحركة الرياضية والشبابية، سعيا لخلق المحفزات ووضعها أمام الشركات، ومنها المتعلق في الإعفاءات الضريبية لدعم الرياضة والرياضيين.
0 تعليق