سفير البرازيل لـ"الوطن": خطط مستقبلية لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري والزراعي بين البحرين والبرازيل

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أجرى الحوار: رئيس التحرير

أكد أن المملكة بوابة استراتيجية لأسواق الخليج..

.

- العلاقات البحرينية البرازيلية.. 50 عاماً من التعاون الدبلوماسي الوطيد

.- نأمل تطبيق نظام التأشيرات الإلكترونية للبرازيل منتصف العام الجاري

.- نُقدّر جهود جلالة الملك في القمة العربية ونؤيد حلّ الدولتين لتحقيق السلام

.- البرازيل تُشيد بدور البحرين في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي

.- نعمل على تعزيز التعاون بمجالات الاقتصاد والاستثمار والثقافة بين البلدين

.- نشجّع طلاب البحرين على الدراسة في جامعاتنا وندعم التبادل الثقافي

.- الكثيرون يأتون للبحرين لفترة قصيرة ثم يقرّرون البقاء لفترة طويلة جداً

تحتفل مملكة البحرين وجمهورية البرازيل الاتحادية هذا العام، باليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي امتدت على مدار 50 عاماً من التعاون الوثيق والتطور المستمر في مختلف المجالات. وبمناسبة الذكرى السنوية الـ23 لاستقلال البرازيل، أجرت صحيفة "الوطن" لقاءً خاصاً مع سفير البرازيل لدى البحرين، أدريانو سيلفا بوتشي حيث أكد أنه "خلال العقود الخمسة الماضية، شهدت العلاقات تطوراً في المجالات الاقتصادية، والتجارية، والثقافية، والأمنية. ونعمل اليوم على توسيع آفاق التعاون، لاسيما في مجالات الزراعة، والأمن الغذائي، والتجارة، والاستثمار، والطاقة المتجددة".

وأكد سفير البرازيل أن "مملكة البحرين تُمثّل مركزاً مالياً ولوجستياً مهماً، وهي بوابة مثالية لدخول أسواق الخليج. ونحن بحاجة إلى النفط والأسمدة، ولدينا صناعات متطورة في مجالات الزراعة والمواد الغذائية، وأبحاث متقدّمة لزراعة القمح في المناخات الاستوائية، وهذا النوع من الأبحاث يمكن تطبيقه في البحرين لتعزيز الأمن الغذائي، ويفتح الباب أمام مزيد من التعاون التجاري والاستثماري". وقال: "إننا نعمل على تعزيز التعاون الأكاديمي بين البرازيل والبحرين، مع جعل البحرين جزءاً من نظام التأشيرات الإلكترونية للبرازيل، وبحلول منتصف العام، نأمل أن نتمكّن من تحقيق ذلك، مما سيجعل السفر بين البلدين أسهل، خاصة في الأعمال والسياحة".

وأضاف أن مملكة البحرين، بقيادة جلالة حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، تلعب دوراً بارزاً خلال رئاستها للقمة العربية، حيث قدّمت مبادرات مهمة لتعزيز الاستقرار في المنطقة ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل، وتواصل نهجها الدبلوماسي الهادئ، بتقديم حلول واقعية للنزاعات من خلال الحوار والمفاوضات. وهذه الجهود والمبادرات تتماشى مع رؤية البرازيل، التي تؤمن بأن الحلول المستدامة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال التعاون الدولي والالتزام بالقانون الدولي.

وهذه المحاور وغيرها، على المستويات السياسية والاجتماعية والإنسانية، تمّ التطرق إليها في اللقاء الصحفي الذي جمع رئيس تحرير "الوطن" عبدالله إلهامي مع سفير البرازيل لدى مملكة البحرين، خلال زيارته لمقر الصحيفة أمس. وهذا نص الحوار..

العلاقات البحرينية البرازيلية.. 50 عاماً من التعاون المثمر

الوطن: كيف تصفون العلاقات البحرينية البرازيلية بعد مرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية؟

- السفير بوتشي: العلاقات بين البحرين والبرازيل راسخة وقائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المستمر. وخلال العقود الخمسة الماضية، شهدت تطوراً ملحوظاً في المجالات الاقتصادية، التجارية، الثقافية، والأمنية.

واليوم، نعمل على توسيع آفاق التعاون، لاسيما في مجالات الزراعة، والأمن الغذائي، والتجارة، والاستثمار، والطاقة المتجددة، وغيرها.

البرازيليون في البحرين وقطاعات عملهم

الوطن: كم عدد الجالية البرازيلية في البحرين؟

- السفير: لدينا في البحرين مجتمع برازيلي صغير لكنه نشط، حيث يوجد أكثر من 300 برازيلي يعملون في مختلف القطاعات، من الطب إلى التكنولوجيا، وحتى الرياضة، حيث لدينا لاعبون برازيليون في كرة القدم يحترفون في أندية محلية.

"مدام" نموذج ناجح للشركات

الوطن: كم عدد الشركات البرازيلية في البحرين؟

- السفير: لدينا شركة برازيلية راسخة تعمل في البحرين "مدام"، وهي متخصّصة في إعادة التدوير الصناعي، وتلعب دوراً مهماً في إعادة التصدير. وهذه الشركة تُعدّ نموذجاً ناجحاً للتعاون الاقتصادي بين بلدينا.

العلاقات التجارية والاستثمارية

الوطن: ما هي أوجه التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين؟

- السفير: البحرين تُمثّل مركزاً مالياً ولوجستياً مهماً، وهي بوابة مثالية لدخول أسواق الخليج. ونحن بحاجة إلى النفط والأسمدة، ولدينا في المقابل صناعات متطورة في مجالات الزراعة والمواد الغذائية، وهذا يفتح الباب أمام مزيد من التعاون التجاري والاستثماري بين بلدينا.

التكنولوجيا الزراعية في البرازيل

الوطن: ما هي الخطط لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا الزراعية بين البحرين والبرازيل؟

- السفير: تمتلك البرازيل قطاعاً زراعياً متطوراً للغاية. ونحن قادرون على إنتاج الغذاء بما يكفي لإطعام أربعة إلى خمسة أضعاف عدد سكاننا. على سبيل المثال، كنا في الماضي مستوردين رئيسيين للقمح، ومع ذلك، وبفضل الأبحاث الزراعية، نجحنا في تطوير طرق زراعته في المناخات الاستوائية. وهذا النوع من الأبحاث يمكن تطبيقه في البحرين لتعزيز الأمن الغذائي.

13 مليون برازيلي من أصول عربية

الوطن: كم يُقدّر عدد الجالية العربية في البرازيل؟

- السفير: لدينا جالية عربية كبيرة في البرازيل، حيث يعيش أكثر من 13 مليون برازيلي من أصول عربية، معظمهم من لبنان وسوريا، لكن لدينا أيضاً أفراد من دول عربية أخرى. وبدأت الهجرة العربية إلى البرازيل منذ أكثر من قرن ونصف، وأصبحت جزءاً أساسياً من نسيج المجتمع البرازيلي.

التعاون التعليمي والثقافي

الوطن: ما هي خططكم لتعزيز التعاون الثقافي بين البحرين والبرازيل؟

- السفير: نعمل على تعزيز التعاون الأكاديمي بين البرازيل والبحرين، وهناك جهود لتشجيع المزيد من الطلاب البحرينيين على الدراسة في جامعاتنا. كما أن السينما البرازيلية تُعدّ وسيلة رائعة لنقل ثقافتنا إلى العالم، وهناك إمكانية لتعزيز التعاون في هذا المجال أيضاً.

التعاون الأمني والدفاعي

الوطن: ما هي مستجدات التعاون الأمني والدفاعي؟

- السفير: تلعب البرازيل دوراً مهماً في الجهود الدولية لتعزيز الأمن البحري. وفي أغسطس المقبل، ستتولى البرازيل قيادة "قوة المهام 151" لمكافحة القرصنة للمرة الرابعة، مما يعكس التزامنا بالمساهمة في الأمن والاستقرار العالميين. كما أن هناك اتفاقيات دفاعية قيد المراجعة لتعزيز التعاون العسكري بين البرازيل والبحرين.

موقف البرازيل من قضيتي فلسطين وسوريا

الوطن: ما هو موقف البرازيل من القضية الفلسطينية ومستجدات الأحداث في سوريا؟

- السفير: موقفنا واضح فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، فنحن ندعم حلّ الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة. كما نشعر بحزن شديد للخسائر البشرية في غزة ولبنان وإسرائيل، وقد نظّمنا عمليات إجلاء لمواطنينا المتضررين من النزاع.

وفيما يخصّ الأزمة السورية، نحن نرى أن الحلّ يجب أن يكون نابعاً من الشعب السوري نفسه، دون تدخلات خارجية. ونؤمن بأن مستقبل سوريا يجب أن يُحدّد من قِبل السوريين أنفسهم، وليس عبر قوى خارجية.

التعاون الاقتصادي بين البلدين

الوطن: وما هي أبرز ملامح التعاون الاقتصادي بين البحرين والبرازيل؟

- السفير: لدينا تعاون وثيق مع شركة ألبا، حيث يشغل أحد البرازيليين منصب المدير المالي للشركة، مما يعكس مدى التداخل الاقتصادي بين بلدينا. كما أن البرازيل تعتمد بشكل كبير على استيراد الألمنيوم البحريني، نظراً لجودته العالية واستخدامه في العديد من القطاعات الصناعية.

إلى جانب ذلك، هناك فرص كبيرة لتوسيع هذا التعاون ليشمل مجالات أخرى، مثل الصناعات التحويلية والمواد الخام. ونعمل على تعزيز هذا التعاون وجذب المزيد من الاستثمارات البرازيلية إلى البحرين، وخاصة في القطاعات التي يمكن أن تستفيد من الخبرة البرازيلية في التصنيع والتطوير الصناعي. إن البحرين لديها بنية تحتية صناعية متقدمة، والبرازيل تمتلك خبرة واسعة في مجالات المعادن والتعدين، وهذا التكامل يمكن أن يخلق فرصاً استثمارية جديدة تعود بالنفع على كلا البلدين.

زيارة أمين الغرفة التجارية البرازيلية

الوطن: كيف تقيّمون الزيارات المتبادلة المرتقبة بين الغرف التجارية في البلدين؟

- السفير البرازيلي: سوف يزور الأمين العام وأعضاء الغرفة التجارية العربية البرازيلية البحرين قريباً لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين. وتشمل الزيارة مناقشات حول التعاون في قطاعات مختلفة، وستكون هناك بعثات ومبادرات تبادل بين البلدين لتعزيز فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي. ومن المحتمل أيضاً أن يتمّ خلال هذه الزيارة توقيع مذكرة تفاهم مع الهيئة العامة للرياضة، وهو ما سيمهّد الطريق لمزيد من المشاريع المشتركة في هذا المجال. وهذه الزيارة جزء من جهود أوسع لتعزيز العلاقات العربية البرازيلية، حيث نعمل على تطوير المبادرات التي من شأنها تعزيز التعاون في مجالات متعدّدة.

وهناك أيضاً زيارة مرتقبة من جمعية البحرين إلى البرازيل، ربما في شهر مايو، وهي خطوة مهمة لتعزيز التعاون الثنائي. وستركّز هذه الزيارة على مجالات التعليم، التكنولوجيا، والصحة، حيث نسعى لتوسيع التعاون الأكاديمي والبحثي بين البلدين. كما نعمل الآن على تشجيع الجامعات البرازيلية على استقطاب المزيد من الطلاب البحرينيين، وتعزيز فرص التبادل الأكاديمي، مما سيُساهم في تطوير العلاقات الثقافية والتعليمية بين البرازيل والبحرين.

ويمكننا متابعة هذا التواصل لضمان تحقيق نتائج ملموسة في مختلف المجالات، والاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز الشراكة بين البلدين.

التطلعات المستقبلية للعلاقات الثنائية

الوطن: ما أبرز ملامح التطلعات المستقبلية للعلاقات بين البلدين؟

- السفير: نعمل على جعل البحرين جزءاً من نظام التأشيرات الإلكترونية للبرازيل، وبحلول منتصف العام، نأمل أن نتمكّن من تحقيق ذلك، مما سيجعل السفر بين البلدين أسهل، خاصة في الأعمال والسياحة. وإذا تمكّنا من إعفاء التأشيرات بين البلدين، فسيكون ذلك إنجازاً للعلاقات الثنائية.

هناك الكثير من الفرص التي يُمكن استغلالها بين البرازيل والبحرين، وعلينا الاستمرار في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، سواء التجارية، أو التعليمية، أو الثقافية.

دور جلالة الملك في القمة العربية

الوطن: كيف ترون دور جلالة الملك المعظّم في تعزيز مبادرات السلام والاستقرار في المنطقة؟

- السفير: لعبت البحرين، بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، دوراً بارزاً خلال رئاستها للقمة العربية، حيث قدّمت مبادرات مهمة لتعزيز الاستقرار في المنطقة ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل.

لقد أظهر جلالة الملك التزاماً واضحاً بتوفير مساحة للحوار البنّاء بين الأطراف المختلفة، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة. وكانت البحرين دائماً داعمة للحلول السلمية، وتؤمن بضرورة الوصول إلى تسوية سياسية عادلة للنزاعات القائمة، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.

ولاحظت خلال فترة عملي هنا أن البحرين تحت قيادة جلالة الملك المعظم تواصل نهجها الدبلوماسي الهادئ، وتسعى لتقديم حلول واقعية للنزاعات من خلال الحوار والمفاوضات. وهذه الجهود والمبادرات تتماشى مع رؤية البرازيل، التي تؤمن أيضاً بأن الحلول المستدامة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال التعاون الدولي والالتزام بالقانون الدولي.

وفيما يخصّ القضية الفلسطينية، تدعم البرازيل حلّ الدولتين وترى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، تعيش جنباً إلى جنب بسلام مع إسرائيل، هو السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع الطويل. ونأمل أن تسهم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها البحرين، في إطار القمة العربية، في تقريب وجهات النظر ودفع عملية السلام إلى الأمام.

وتتابع البرازيل أيضاً الجهود التي تقودها البحرين لتعزيز الاستقرار في المنطقة، وندعم أي مبادرات من شأنها أن تُسهم في تحقيق الأمن والتنمية للشعوب العربية. إن العمل الذي يقوم به جلالة الملك المعظّم من خلال القمة العربية يُعدّ خطوة مهمة نحو تعزيز الدبلوماسية الإقليمية، ونحن نؤمن بأن هذه الجهود سيكون لها تأثير إيجابي على مستقبل المنطقة.

تجربة في نصف الكرة الشرقي!

الوطن: ما هي انطباعاتك عن الحياة في البحرين؟

- السفير: لقد سبق لي زيارة خمس دول، وأقمت في خمس دول مختلفة أيضاً، لكن عندما تمّ تعييني في البحرين، فكّرت وقلت: "أنا بعيد جداً، ومختلف جداً عن أي مكان عملت فيه من قبل". كانت هذه أول مرة لي في نصف الكرة الشرقي، وكان ذلك تجربة جديدة تماماً بالنسبة لي. ما أدهشني حقاً هو حُسن الضيافة والتسامح الثقافي الذي وجدته هنا، فالبحرين، على الرغم من صغر حجمها، لديها مجتمع متنوع ومنفتح للغاية. عندما وصلت، قيل لي إن فترة الخدمة عادةً تكون عامين، لكنني لاحظت أن هناك أشخاصاً يقيمون هنا لعشر أو حتى عشرين عاماً، وهذا أمر مذهل. يبدو أن الكثيرين يأتون إلى البحرين بنيّة البقاء لفترة قصيرة، لكنهم في النهاية يقرّرون البقاء لفترة أطول مما توقّعوا.

ولاحظت أيضاً أن رجال الأعمال البرازيليين عندما يأتون إلى البحرين لأول مرة، يخطّطون لمواصلة رحلاتهم إلى دول أوروبية أخرى، لكنهم في كثير من الأحيان يقرّرون البقاء. إنهم يشعرون بالراحة، ويجدون بيئة عمل مواتية أكثر مما كانوا يتوقعون، حيث توفّر البحرين بيئة اجتماعية محببة وتجارية منظمة وجاذبة للاستثمار، مما يساعدهم على بناء علاقات أعمال ناجحة ومستدامة.

أحب "الهامور" والأطباق البحرية

الوطن: ما هي المأكولات البحرينية المفضلة لكم؟

- السفير: أحاول أن أجرب جميع أنواع الأطعمة هنا، ولكن بعد مرور عام من إقامتي، اكتشفت أنني أحب سمك الهامور بشكل خاص. وموقع سفارتنا مناسب جداً، حيث تقع في البرج المتحد، مباشرة أمام سوق السمك، مما يمنحني فرصة رائعة لتجربة جميع الأطباق البحرية المتوفرة. وأنا معجب جداً بمصايد الأسماك في البحرين، وأرى أن المنتجات البحرية هنا مميزة ومتنوعة، مما يعكس التراث البحري الغني للمملكة.

الوطن: كلمة أخيرة

- السفير: البحرين بلد مضياف ومركز استثماري مهم، وأنا متفائل جداً بمستقبل العلاقات بين بلدينا. وسنواصل العمل لتعزيز التعاون في جميع المجالات والاستفادة من الفرص المتاحة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق