12 مخططا صهيونيا تفشلها عودة النازحين إلى شمال غزة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عواصم- شكلت صور عودة عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، صدمة للصهاينة قادة ومستوطنين، وسجلت مشاهد العائدين إلى مناطقهم لحظة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وسلطت الضوء على أهمية حق العودة، وتمسك الفلسطيني بأرضه، مهما بلغت التضحيات.اضافة اعلان
وذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر من 376 ألف فلسطيني عادوا إلى شمال قطاع غزة بين صباح الاثنين وبعد ظهر الثلاثاء الماضيين.
واعتبرت صورة الحشود بمئات الآلاف من الفلسطينيين بأنها نهاية الحرب، في حين رأى عاموس هارئيل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس أن تلك الصورة حطمت أوهام النصر المطلق التي روج لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنصاره منذ أشهر.
تكريس خيار العودة
يرى القيادي في حركة حماس محمود مرداوي أن عودة النازحين بهذا الزخم والتدفق ترسل رسالة "أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، وأن الهجرة ليست خيارًا لا طوعيًا ولا بالإكراه، وأن هذا له دلالات واضحة على المستوى الجماعي، والفردي تعكس تمسك الفلسطينيين بحق العودة والتصاقهم بأرضهم وبوطنهم".
رد على تصريحات ترامب
من جهته، اعتبر القيادي في حركة فتح والخبير في الشؤون الصهيونية سفيان أبو زايدة أن عودة النازحين حملت في طياتها ردا عمليا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى ترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وإلى دول أخرى.
فكانت هذه العودة وبهذه الأعداد أكبر رسالة لترامب أن الشعب الفلسطيني عمليًا متشبث بأرضه ولن يرضى عنها بديلًا، لأن تجربة الشعب الفلسطيني كانت مريرة جدا في كل ما يتعلق بالنزوح، وقد جرب ذلك عام 48 وجرب ذلك عام 67 ولا يريد أن يخوض ذات التجربة عام 2025.
إفشال مخططات الاستيطان
أفشلت عودة النازحين المخطط الصهيوني الكبير بعودة الاستيطان إلى قطاع غزة، وحطمت آمال اليمين الصهيوني الذي كان يسيل لعابه من أجل استقرار المستوطنين شمال غزة.
انتصار الوعي الجمعي
عززت الصورة المتشابكة بالأعداد الكبيرة للنازحين- في مشهد العودة من الجنوب ومن الوسط إلى الشمال- وعي الفلسطيني بالتمسك بأرضه، حتى وإن تعرض لكل ما تعرض له من عملية ممنهجة ومن عمليات إبادة، مما يعد صورة مغايرة كليًا لما حدث عام 1948.
وتحدث المختص بالشؤون الصهيونية سليمان بشارات عما سماه العقل والذهن الفلسطيني- الذي كان يقوم على مبدأ الخروج وانتظار العودة فيما بعد إذا تحققت الظروف المناسبة- قائلا إن الفلسطيني اليوم "أصبح يمتلك عقلًا ووعيًا جمعيا يقوم على مبدأ مغاير، وعلى التمسك قبل البناء، حتى وإن لم تكن هناك إعادة إعمار، حتى وإن لم يكن هناك أفق سياسي مستقبلي".
ضرب مبدأ الإحلال
ويضيف بشارات أن جموع العائدين المتمسكين بالأرض ومبدأ العودة ضربت عصب ومفهوم فكر الدولة اليهودية الذي يقوم على مبدأ عملية الإحلال وطرد السكان والسيطرة على الأرض بالقوة "وهذا أيضًا واحد من المنهجيات التي يسعى الاحتلال لتنفيذها في مدينة القدس المحتلة وفي الضفة الغربية".
كسر معادلة التهجير
يقول المختص في الشؤون الصهيونية عزام أبو العدس إن عودة النازحين شكلت- في نظر الكثير من المحللين والمراقبين- حدثا تاريخيا بامتياز، وهو من الأيام التي سيذكرها التاريخ الفلسطيني طويلًا وذلك لأنها بكل بساطة كسرت معادلة استمرت منذ عام 1948 تعني أن انتصار الاحتلال الصهيوني يساوي تهجير الفلسطينيين، وبالتالي الاحتلال الصهيوني هو في جوهره احتلال استعماري، إحلالي، فوجود الكيان لا يمكن أن يقوم ويتمدد ويتوسع إلا في حالة طرد الفلسطينيين.
انهيار سردية التخلي عن الأرض
أفشلت عودة السكان إلى شمال غزة المخطط الصهيوني بإفراغه من سكانه، وفي المقابل انهارت سردية عملت عليها إسرائيل منذ 1948 بأن الفلسطيني يمكن أن يتخلى عن أرضه، إذا ما تحققت له ظروف الحياة وظروف معيشية أفضل من الظروف الحياتية. فعودة النازحين ضربت عصب واحد من أهم مرتكزات الاحتلال كما وصفها الخبير بشارات بانهيار السردية لصورة الفلسطيني الذي يمكن أن يتخلى عن أرضه، والتي سيطرت على العقلية العربية والإسلامية والعالمية، كل هذا تحطم. كما اهتز معه واحد من أهم المرتكزات المستقبلية للمشروع اليهودي بالضفة الغربية، وهو مبدأ الحسم الذي تبنى عليه الصهيونية الدينية خطتها في ضم وحسم الضفة الغربية.
تلاشي نظرية الردع بالدمار
قامت فكرة الاحتلال الأساسية على تغيير الجغرافيا والديمغرافيا في قطاع غزة، منذ بداية الحرب. لذا سعى إلى تدمير المناطق السكنية، بالقصف العشوائي والتدمير الممنهج للبيئة السكنية، بهدف اقتلاع الفلسطيني بشكل كامل، بهدف تحول قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة.
وكما يشير المحلل أبو العدس فإن الخطط الصهيونية كانت تقوم على إفراغ قطاع غزة لإيجاد حالة من الردع بالدمار، وهو المبدأ الذي كانت تكرره بكثرة الدعاية الصهيونية من خلال وسائل إعلامها، وهي تنسحب أيضًا على عموم الحالة الفلسطينية سواءً في الضفة أو الداخل المحتل أو في القدس.
إحباط خطة الجنرالات
كانت عودة النازحين إحدى أهم القضايا التي طرحت خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، وأبرزت تعقيدات عملية التفاوض، لكن وصولها إلى مرحلة التنفيذ كان تحولا مهما في الالتزام بتنفيذ الاتفاق، رغم بعض المعوقات التي وضعتها إسرائيل.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرار أن عودة النازحين أفشلت مشروع التهجير في الأساس كمبدأ، كما أفشلت خطة الجنرالات شمال قطاع غزة التي قامت على مبدأ دفع الناس للهجرة من خلال القصف والقتل والتدمير.
مخطط تقسيم القطاع
من جهته، يرى المحلل القرار أن الصعوبات الميدانية تجعل من وجود الأعداد الهائلة من النازحين معوقا جديا وكبيرا، أمام أي مخطط أمني أو عسكري إسرائيلي شمال قطاع لتقسيمه.
وبعد فشل خطة الجنرالات، فقد الاحتلال كل أدوات الضغط لفصل قطاع غزة إلى كانتونات منفصلة، شمالًا ووسطًا وجنوبًا، ومحور فيلادلفيا في الحدود المصرية الفلسطينية.
إفشال خيار عودة الحرب
يرجح المحللون أن الاحتلال سيواجه مشكلة كبيرة جداً سواء على مستوى المؤسسة العسكرية أو السياسية، لو حاولت العودة للحرب، خصوصا في مناطق شمال قطاع الذي رجع إليها مئات الآلاف من النازحين.
وقد اعتبر المحلل بشارات أن العالم الغربي أعطى الكيان الصهيوني كل المساحات لتنفيذ كل خططه ضد غزة، والآن ثبت فشل الاحتلال في قدرته على تحقيق ذلك، ولهذا ستكون هناك معارضة جدية في العودة إلى الحرب، وإن الذي يمكن فقط تنفيذه هو عمليات محددة مركزة باستخدام الطائرات ولكن دون إمكانية الدخول في مواجهة شاملة وواسعة.
وبهذا الصدد، يقول عاموس هارئيل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس إنه سيكون من الصعب على إسرائيل تجديد الحرب وإجلاء المدنيين مرة أخرى من المناطق التي ستغزوها، حتى لو انهار الاتفاق نهاية الأسابيع الستة من المرحلة الأولى.
كما يرى المحلل أبو العدس أن العودة إلى القتال مسألة معقدة جدًا، حيث عملت المقاومة على استعادة القدرات العسكرية والتجهيز للمواجهة مع الاحتلال حال عودة للقتال، كما أعدت الميدان لإمكانية عودة الحرب من خلال تجهيز الكمائن والعبوات والتشكيلات القتالية.
سيطرة الإحباط على الجمهور الصهيوني
تسيطر حالة من الإحباط الكبير على الشارع الصهيوني الذي يعتقد أن هذه الحرب انتهت، وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن 60 % من الشارع الإسرائيلي يريد إنهاء هذه الحرب.
لكن التساؤل الكبير الذي برز لدى الصهيوني بعد مشاهد عودة النازحين إلى شمال القطاع وظهور عناصر المقاومة: ماذا كنا نفعل في قطاع غزة خلال الـ15 شهرا؟.-(وكالات)
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق