تهجير الفلسطينيين

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 30/يناير/2025 - 09:16 م 1/30/2025 9:16:26 PM

كلمة التهجير تدل على فعل يرتبط بالنقل أو الطرد أو الإزاحة، وتستخدم أكثر للإشارة الى فكرة الإبعاد القسري عن الموطن أو المكان الذي فيه إقامة هادئة الى مكان آخر. باستخدام العنف. 
تعتبر فكرة التهجير إحدى الأركان الأساسية للمشروع الاستيطاني الكبير الذي قامت عليه دولة إسرائيل، وهي إحدى نتاج الفكر الصهيوني، التي تقوم على طرد الفلسطينيين من أرضهم، وإحلال اليهود بدلا منهم.  
تعتبر فكرة التهجير من الأفكار الراسخة في الفكر الصهيوني، من خلال الكتابات المبكرة لكبار الكتاب الصهاينة مثل القس البريطاني ألكسندر كيث والذي ردد شعار " فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وكان قد قام بزيارة لفلسطين العثمانية عام 1839 وقام بتأليف كتاب عام 1844 يصف فيه اليهود بأنهم “تائهون في العالم” وشعب بلا دولة”، ويرى بأن لديهم “دولة بلا شعب”..
ظهر هذا الفكر لأول مرة في مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897 حيث جرى تعميمه وتأصيله، ونال زخما سياسيًا وإعلاميًا هامًا في أوروبا، وتم ترويجه في مختلف دول العالم فيما بعد. 
تلقف الفكرة الكتاب الصهاينة الكبار. ثيودور هرتزل وحاييم وايزمان، والذين قاما بجهود كبيرة من أجل تبني هذه الفكرة وتنفيذها. ونتيجة مباشرة لجهودهم، ومشاركتهم في الحرب العالمية الثانية مع دول الحلفاء، وألحاحهم على الحكومة البريطانية أن ظهرت بوادر التنفيذ من خلال الاعتراف البريطاني بأن اليهود هم أمة لها الحق في السيادة على أرضها الخاصة، وحيزّ ترابي خاص بها، وهو ما يعرف بوعد بلفور، الذي أعلنه وزير الخارجية البريطاني في نوفمبر 1917، وكانت تلك هي الخطوة الأولى لتأسيس إسرائيل. 
بدأت عملية التهجير تسير على قدم وساق، وكانت تقوم بها عصابات الهاجانا اليهودية. كانت هذه العصابات التي تسكن المستوطنات القريبة من القرى الفلسطينية، وتقوم بهدم المنازل والمستودعات والمواشي واقتلاع الأشجار، وإزالة القرى كلها، وبعدها يتم تغيير اسم القرية إلى اسم عبري جديد، بالإضافة إلى إحاطتها بجدار عسكري وحمايتها من قبل العصابات الصهيونية لمنع عودة سكانها إليها. 
تمت هذه العمليات بشكل مبطّن أمام الاستعمار البريطاني حتى عام 1936، حيث اشتعلت ثورات العرب، مما اجبر حكومة الاستعمار البريطانية للخوف من غضب المنطقة العربية بأسرها. لوجود مصالح لها في معظم لبلاد العربية.
ومع ذلك، لم تقتصر عصابات المستوطنين حملاتها الإرهابية على الفلسطينيين وأراضيهم من 1936 حتى 1947، بل شملت أيضًا حملات تحريضية إرهابية ضد مراكز حكومية بريطانية، بهدف طردهم والاستيلاء الكامل على أرض فلسطين.
وتمت إزالة مئات القرى الفلسطينية في الأراضي التي احتلتها عام 1948. وصودرت أراضيها.
استمرت إسرائيل في القيام بعمليات الطرد الجماعية للفلسطينيين حتى عام 1959 عندما تدخلت الأمم المتحدة. 
وبذات بعد ذلك تهيئة الفكر لمشكلة اكتظاظ السكان العرب في غزة، والخوف من الانفجار السكاني وتأثيره على اسرائيل، وظلت تقوم بهجمات مختلفة من آن لآخر لتدمير البنى التحتية لغزة لجعلها منطقة لا تصلح للسكن، وكان آخر تلك العمليات هو ما قامت به هي عملية تهجير قسري أمر بها الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2023 لجميع أراضي قطاه غزة، للإخلاء إلى الجنوب. وفقًا للأمم المتحدة، أعطى الجيش الإسرائيلي مهلة 24 ساعة للإخلاء، في حين لم يحدد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي موعدًا نهائيًا وقال إن الجيش الإسرائيلي يفهم أن الإخلاء "سيستغرق بعض الوقت". جاء هذا الأمر بعد قيام حركة حماس وعدد من فصائل المقاومة الفلسطينية بمهاجمة إسرائيل فيما عرف بعملية طوفان الأقصى، والهجوم على بعض المستوطنات المجاورة للقطاع وعدد من المواقع الأخرى، ازاء ذلك قام الجيش بإجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال غزة، الأمر الذي يوصف بأنه جريمة ضد الإنسانية وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي. 
وكان الجيش الإسرائيلي يطلب من الفلسطينيين النازحين في قطاع غزة الاتجاه الى المعبر الحدودي المصري في رفح.

وفور ظهور نوايا إسرائيل في إجبار الفلسطينيين على النزوح، قام الرئيس السيسي بفضح هذا المخطط، وأعلن مع الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن رفضه لهذا المخطط. 
في كل لقاءاته وتصريحاته وخطبه، يؤكد الرئيس السيسي، على خطورة تهجير الفلسطينيين، باعتبار أن هذا الأمر يشكل خرقا للأمن القومي المصري والمنطقة العربية كلها. 
وقد شكلت حشود الفلسطينيين في شارع صلاح الدين في غزة ما يعد رفضا لفكرة التهجير، وأعلن الفلسطينيون أنهم يرفضون مبدأ التهجير وأصروا على العوة الى أماكنهم التي نزحوا منها. رغم استحالة الحياة في تلك الأماكن، بعد تجريدها من المرافق الحيوية بفعل العدوان على كل قطاع غزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق