كشفت نتائج استطلاع للرأي في ألمانيا حدوث ارتفاع طفيف في شعبية حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي وحزب "البديل من أجل ألمانيا" على وقع الخلاف الحاد حول سياسة الهجرة، بينما لم يتمكن الاتحاد المسيحي من كسب تأييد المزيد من الناخبين وإن بقي رغم ذلك على رأس قائمة أقوى الأحزاب في ألمانيا.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد "إينزا" لصالح صحيفة "بيلد" أن الاتحاد المسيحي يحظى بتأييد 30% من الناخبين الألمان، وهي نفس النسبة التي حصل عليها في استطلاع الأسبوع الماضي.
وحل بعده في المركز الثاني حزب البديل بـ 22% ثم الحزب الاشتراكي في المركز الثالث بـ 17% بزيادة بمقدار نقطة مئوية لكل منهما.
وكان المعهد أجرى الاستطلاع يومي أمس الجمعة وأول أمس الخميس.
يشار إلى أن الاتحاد المسيحي تمكن يوم الأربعاء الماضي من تمرير خطته المكونة من خمس نقاط لتشديد سياسة الهجرة، وجاء تمرير هذه الخطة داخل البرلمان بمساعدة حزب البديل.
وكان الاتحاد المسيحي أعد هذه الخطة كرد فعل على هجوم الطعن القاتل الذي وقع في مدينة أشافنبورج جنوبي ألمانيا؛ وأسفر هذا الهجوم الذي نفذه لاجئ أفغاني يعاني اضطرابات نفسية عن مقتل شخصين أحدهما طفل من أصل مغربي عمره عامان.
في المقابل، فشل مشروع قانون له توجه مشابه أمس الجمعة، لأن 12 نائبًا من الاتحاد المسيحي امتنعوا عن التصويت، حسبما أفاد البرلمان الألماني.
الحزب الاشتراكي
واتسم ردّ فعل كل من حزب الخضر والحزب الاشتراكي بالغضب حيال التعاون التصويتي بين الاتحاد المسيحي، وشهدت العديد من المدن الألمانية مظاهرات بمشاركة عشرات آلاف الأشخاص.
وأظهرت نتائج الاستطلاع عدم حدوث تغيير في شعبية حزب الخضر الذي جاء في المركز الرابع بـ 12%، بينما تراجعت شعبية حزب "تحالف سارا فاجنكنشت" إلى 6% (بانخفاض نقطة مئوية واحدة). أما الحزب الديمقراطي الحر ، وحزب اليسار فحصل كل منهما على 4% ما يعني أنهما لن يتمكنا من دخول البرلمان في حال حصلا على هذه النسبة فعليا في الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. وأجرى المعهد الاستطلاع الذي وصفه بأنه تمثيلي على عينة من 1203 شخص، مع هامش خطأ يبلغ 9ر2 نقطة مئوية على أقصى تقدير.
ولا يزال من غير المعروف بعد مدى تأثير ما حدث خلال التصويت في البرلمان على تشكيل الحكومة المقبلة.
وأظهر الاستطلاع أن من الممكن تشكيل ائتلاف يجمع بين الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي، وفي المقابل أظهر الاستطلاع أن تشكيل ائتلاف يجمع بين الاتحاد المسيحي وحزب الخضر، لن يجد أغلبية تؤيده.
وتكتنف استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات حالة من الغموض بوجه عام، إذ إن هناك عوامل تجعل الأمور أكثر تعقيدا لمؤسسات استطلاعات الرأي، ومن بين هذه العوامل التراجع عن الارتباط بحزب ما وإرجاء وقت اتخاذ القرار الانتخابي حتى وقت قصير قبل الانتخابات، مما يجعل من الصعب على معاهد استطلاع الرأي تقدير البيانات المجمعة بشكل صحيح.وتعكس استطلاعات الرأي بشكل أساسي صورة الرأي فقط وقت إجراء الاستطلاع، ومن ثم لا تمثل توقعا لنتائج الانتخابات.
0 تعليق