قال الكاتب الصحفي محمد الرز، إن التاريخ الحديث في المنطقة العربية يبرز حقائق عديدة، من أبرزها العلاقات الراسخة بين مصر ولبنان رسميًا وشعبيًا، مضيفًا أن زيارة وزير الخارجية بدر عبد العاطي إلى بيروت ولقائه الرئيس جوزيف عون وعدد من المسؤولين، تأتي استكمالًا لمسار تضامني طويل بدأ منذ استقلال لبنان عام 1943، حينما ضغطت حكومة النحاس باشا على فرنسا لسحب قواتها من الأراضي اللبنانية.
دور القاهرة الداعم للبنان
وأوضح الرز في تصريحات لـ"الدستور"، أن مصر كانت حاضرة بقوة خلال الأزمات الكبرى التي مرت بها لبنان، وصولًا إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة. حيث لعبت القاهرة دورًا محوريًا في رفض العدوان، والمطالبة بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من الجنوب، مع التأكيد على تنفيذ القرار 1701 بكافة بنوده.
توجيهات الرئيس السيسي وزيارة الوزير عبد العاطي
وأشار الرز إلى أن زيارة الوزير بدر عبد العاطي جاءت بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأكيدًا على تضامن مصر مع لبنان واحترامها لتطلعات الشعب اللبناني. وعبّر عن تقدير القاهرة للعهد اللبناني الجديد ونهجه الإصلاحي، الذي يرتكز على الالتزام باتفاق الطائف وتعزيز سيادة الدولة اللبنانية.
التكامل المصري اللبناني
وأكد الرز، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدد خلال استقباله الرئيس جوزيف عون سابقًا، عندما كان قائدًا للجيش اللبناني، على أهمية تغليب المصلحة الوطنية فوق المصالح الخاصة. وهو ما يتوافق مع رؤية الرئيس اللبناني الحالية لإعادة بناء لبنان دولةً واحدة قوية ومستقرة.
التنمية والتعاون المشترك
وأضاف الرز أن مصر بتجربتها التنموية الرائدة، تقدم نموذجًا يحتذى به لكل الدول العربية. مشيرًا إلى أن لبنان اليوم بحاجة ماسة للاستفادة من هذه التجربة، خاصة في مجالات إعادة الإعمار وتطوير المؤسسات، مشددا على أن استعداد مصر للمساهمة في تعزيز الجيش اللبناني ودعم إعادة الإعمار يعكس عمق العلاقات بين البلدين، مؤكدًا أهمية اللجنة المشتركة العليا بين مصر ولبنان كآلية لتفعيل التعاون المستقبلي.
0 تعليق