قال الكاتب الصحفي محمد المسلمي، إنه في مشهدٍ يعكسُ روحَ مصرَ الأصيلة، وقفت الجماهير المصرية كالجبال الراسيات أمام معبر رفح، تُعلنُ للعالم أجمع رفضها القاطع لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من أرضهم. هذا الاحتشاد الشعبي، الذي جاء تلقائيًا دون توجيهٍ من أحد، يُجسِّدُ الإرثَ التاريخي لمصر كقلبٍ نابضٍ للعروبة وحاضنةٍ للقضايا العادلة.
وأضاف المسلمي، خلال حواره عبر الراديو 9090، أنه لم تكن هذه الحشود مجرد تجمُّعٍ عابر، بل كانت رسالةً قويةً من شعبٍ يعرفُ معنى التضامن والإنسانية. المصريون، الذين عانوا هم أنفسهم من ويلات التهجير والاحتلال، يرفضون أن تُكرَّرَ هذه المأساة على حدودهم، معقبا:"المصريون خلف قائدهم.. وتهجير الفلسطينيين خط أحمر".
وذكر محمد المسلمي أنه في خضمِّ هذه الأجواء، جاءت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعكسَ حكمةَ القيادة المصرية وثباتَها، فقد أكد الرئيس أن مصر لن تسمح بأي تهجيرٍ قسري للفلسطينيين، وأنها ستظلُّ داعمةً لحقوقهم المشروعة، هذه التصريحات لم تكن مجرد كلمات، بل كانت بمثابة إعلانٍ واضحٍ عن موقفٍ ثابتٍ يُحسبُ لمصر في المحافل الدولية.
وأضاف أن المشهد لم يخلُ من تعقيداتٍ إقليميةٍ ودولية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موقفًا مغايرًا، داعيًا إلى ما وصفه بـ "إعادة رسم الخرائط" في المنطقة. هذا الموقف، الذي يُعتبرُ استفزازًا للشعوب العربية، لم يجد صدىً في مصر، بل زاد من إصرار الشعب والقيادة على الوقوف في وجه أي محاولات لفرض إرادة خارجية.
0 تعليق