المقاومة الأمنية في غزة بعد الحرب.. مواجهة الاختراقات وتعزيز الاستخبارات

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل – خاص

مع انتهاء المعركة الأخيرة في غزة؛ يبدأ فصل جديد في المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حيث تسعى الأخيرة إلى استغلال أي ثغرات أمنية لزرع عملاء أو اختراق بنية المقاومة.

هذه المحاولات ليست جديدة، لكنها تتخذ أشكالًا أكثر تعقيدًا بعد كل حرب، مما يستدعي تطوير الأدوات الأمنية والاستخباراتية للمقاومة لمواجهتها بفعالية.

ويشير رئيس حركة حماس الراحل الشهيد يحيى السنوار، إلى خطورة هذه المعركة بقوله في أحد خطاباته: “حرب العقول بيننا وبين الاحتلال لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية، ونحن نعمل على تطوير أدواتنا الأمنية بشكل مستمر”.

تكثيف محاولات الاختراق بعد الحرب

بعد أي مواجهة عسكرية واسعة؛ تسعى استخبارات الاحتلال إلى استثمار حالة عدم الاستقرار في القطاع، سواء عبر تجنيد عملاء جدد أو تنشيط خلايا نائمة. ويتم ذلك من خلال:

  • الاستغلال الإنساني: استخدام الحاجة للمساعدات الطبية والمالية كوسيلة للابتزاز والتجنيد.
  • الاختراق التقني: محاولة زرع برمجيات تجسس عبر تطبيقات التواصل والهواتف الذكية.
  • توظيف العملاء المزدوجين: تقديم عملاء على أنهم منشقون عن الاحتلال لإيهام المقاومة بمصداقيتهم.

كيف يمكن للمقاومة تطوير قدراتها الأمنية؟

لضمان تحصين الجبهة الداخلية، تحتاج المقاومة إلى تبني استراتيجيات أمنية متطورة، من بينها:

1- تعزيز الأمن الداخلي، من خلال:

  • تنفيذ عمليات تدقيق موسعة على الأفراد الذين يعملون في الدوائر الحساسة داخل المقاومة.
  • فرض إجراءات أمنية أكثر صرامة في التعامل مع أي شخص لديه اتصال سابق بأجهزة الاحتلال.
  • تفعيل “الدوائر الأمنية المغلقة” التي تضمن عدم وصول المعلومات إلا للمستويات المعنية فقط.

2- مواجهة الحرب الإلكترونية، عبر:

  • تطوير تقنيات مضادة لرصد برمجيات التجسس وتحديد مصادرها.
  • إنشاء شبكات اتصال آمنة بعيدة عن مراقبة الاحتلال.
  • تدريب الأفراد على استخدام وسائل اتصال مشفرة يصعب اختراقها.

3- استثمار الخبرات الأمنية، وذلك من خلال:

  • الاستفادة من خبرات الأجهزة الأمنية الحليفة للمقاومة، خاصة في مجال مكافحة التجسس.
  • الاستفادة من تجارب الحركات التحررية العالمية التي نجحت في تحييد العملاء.
  • تفعيل وحدات استخباراتية متخصصة في تحليل الأنماط غير الطبيعية التي قد تشير إلى نشاط تجسسي.

4- التحصين الفكري والتعبوي، بـ:

  • نشر الوعي بين أبناء المجتمع حول أساليب التجنيد الحديثة التي يستخدمها الاحتلال.
  • تعزيز التربية الأمنية داخل المجتمع المقاوم، بحيث يصبح كشف العملاء مهمة جماعية.
  • إعداد برامج تأهيل نفسي لمواجهة أساليب الاحتلال في إسقاط الأفراد عبر الضغوط المختلفة.

لقد أثبتت المقاومة أنها متيقظة للمعركة الأمنية دوماً، وبذلك شهد أعداؤها، فهذا عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية – أمان، يقول في أحد لقاءاته، إن “حماس وحزب الله لديهما منظومات أمنية متطورة، ويصعب اختراقها بسهولة. غزة لم تعد ساحة مفتوحة كما في الماضي”.

إن معركة الأمن لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية، بل قد تكون أكثر تعقيدًا وتأثيرًا على المدى البعيد. لذلك، فإن نجاح المقاومة في تحصين نفسها استخباراتيًا وأمنيًا سيكون عاملاً رئيسيًا في قدرتها على مواصلة المواجهة مع الاحتلال ومنع أي اختراق قد يؤثر على بنيتها التنظيمية أو خططها الاستراتيجية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق