الجسر الجوي.. رسالة تضامن لا تتوقف لإهلنا في غزة - فيديو

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عمان - كان صباحا دافئا عندما حلق في سماء الأردن سرب من الطائرات المروحية، لا يحمل معه المساعدات الإنسانية فقط، بل رسالة تضامن وعطاء لا ينقطعان إلى الأشقاء في غزة. 
المشهد بدأ من قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية وكان مهيبًا، حيث اصطفت 16 مروحية عسكرية، محملة بأطنان من المساعدات، تستعد للإقلاع نحو غزة، وتنتظرها هناك عيون أرهقها الحصار وأجساد أنهكها الألم.
وعلى متن هذه الرحلات، تتجسد معاني الإنسانية والتكاتف، إذ حملت الطائرات 20 طنًا من المساعدات الإغاثية والطبية العاجلة، لتضاف إلى ما تم إرساله منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني، ليصل إجمالي الدعم إلى 60 طنًا، وهي جهود جبارة تقودها المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبمشاركة عدد من الدول الشقيقة والصديقة، في محاولة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين في القطاع المنكوب.
كان المطار العسكري خلية نحل لا يهدأ لأن الوقت هو العدو الأكبر للغزيين حاليا، حيث يقوم العاملون من نسور سلاح الجو بتحضير المساعدات دون توقف، يصفون الصناديق التي تحوي أدوية أساسية لعلاج الجرحى والمصابين، فمع استمرار الحصار ونقص الإمدادات، تصبح السرعة في إيصال المساعدات أمرًا حاسمًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاجات الطبية والمواد الغذائية القابلة للتلف، ولهذا السبب، اختار الأردن استخدام المروحيات العسكرية، التي تتميز بسرعة الحركة وقدرتها على الوصول إلى المناطق الأكثر احتياجًا في زمن قياسي.
أما في داخل غزة، فكان يتردد صدى أصوات المروحيات القادمة من الأفق، وتتوجه أنظار الأطفال والمرضى نحو السماء، لعلها تحمل لهم بعض الأمل. 
وفي إحدى المستشفيات، تقف ممرضة بجوار طفل صغير يعاني من سوء التغذية، تبتسم رغم الإرهاق وهي تقول: "نعلم أن هناك من لم ينسَنا، كل شحنة تصل تعني المزيد من الحياة".
وبحسب الخطة الموضوعة، فإن الجسر الجوي الإنساني سيستمر لمدة 8 أيام متتالية، بمعدل 16 رحلة يوميًا، لتوفير كل ما يمكن من المساعدات الضرورية، في ظل أوضاع إنسانية صعبة تعيشها غزة. 
ومع كل طائرة تقلع، تتجدد رسالة الأردن للعالم، بأن الوقوف إلى جانب الأشقاء واجب لا تحده الحدود، وأن الإنسانية لا تعرف المستحيل.
وهذا الجسر الجوي ليس مجرد عملية لوجستية، بل هو رسالة حياة تُكتب في سماء غزة، بأن هناك من يؤمن بأن العطاء قادر على مواجهة المحن، وأن التضامن الإنساني يمكنه أن يكون طوق نجاة لمن يحتاجه، وبينما تواصل الطائرات رحلاتها، يبقى الأمل حاضرًا في قلوب أهل غزة، بأن الأيام المقبلة ستحمل لهم المزيد من الدعم، وربما، مستقبلاً أكثر إشراقًا.
وهكذا، تستمر جهود الأردن في دعم الأشقاء في غزة، ليس فقط من خلال هذا الجسر الجوي الإنساني، بل عبر مسيرة ممتدة من العطاء، تجسدت في المستشفى الميداني الأردني الذي كان وما يزال صرحًا طبيًا يخفف آلام الجرحى والمرضى منذ سنوات.  وهذه المواقف ليست جديدة على الأردن، الذي كان دائمًا في طليعة الداعمين للأشقاء الفلسطينيين، مقدمًا المساعدة بكل السبل الممكنة.
وبينما تواصل الطائرات رحلاتها محملة بالأمل والحياة، يظل الأردن ثابتًا على عهده، بأن يكون السند في الأوقات الصعبة، واليد التي تمتد دومًا بالخير لمن يحتاجها.اضافة اعلان

 

" width="400" height="300" frameborder="0" allowfullscreen="">

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق