الصياغة الجيدة هي (مربط الفرس) لاعتبار أن من يصيغ العقد شخص متمكن من هذه المهارة التي باتت مصدر قلق ومخاوف في المعاملات المدنية والتجارية.
إن في عقود التشييد والبناء لا تصاغ العقود من طرف واحد بل يشكل لها فريق عمل من قانونيين ومهندسين، لاعتبار أن المحامي لا يستطيع صياغة عقد بمفرده بل الذي عليه ترجمة وضبط واقع مستقبلي بالحقوق والالتزامات اتفق عليها الطرفان واجتمعت إرادتهما عليه.
وفي المقابل لا يستطيع المهندس أن يصيغ العقد بلغة قانونية صحيحة، وإن أتقن فهم المواصفات الفنية والكميات والشروط والمواصفات فيبقى لكل أناس مشربهم ومعرفتهم ومهاراتهم.
نتفق معا أن العقود البسيطة لا تتحمل تكاليف كبيرة ولكن صياغتها من شخص متخصص بمساعدة مهندس أو مكتب استشاري يشرح له التصاميم والمواصفات شيء لا مناص ولا مفر عنه لأجل توفير بعض المال.
هذا النوع من العقود الصغيرة تكون غالبها سعرا ثابتا – أي سعرا مقطوعا – ويذهب بعض الناس في تساهله إلى (قص ولصق) أو لطش شيء من بواقي عقود قد تكون مبنية على أنظمة ليست متطابقة من أنظمة البلد أو غيره من الإشكالات، لأن الإرادة والغاية المنشودة لا يعبر عنها بصورة متماثلة في عقود المقاولات كافة وإن تشابهت الأسماء.
وبهذه الطريقة لا يخلو العمل من خلافات مستقبلية وإن كانت عقودا صغيرة أو بسيطة لاعتبار أن النزاع وارد في مثل هذه الطريقة التي لم تراعى فيها الأصول المهنية لصياغة العقد.
أقول منبها: إن مثل الطرق التي تؤدي إلى النزاع ليس من فطنة صاحب العمل ولا المقاول وغير مقبولة أن تستخدم الطريقة نفسها؛ لأن الفارق كبير بين عقود المقاولات اليسيرة التي قد تكون من صفحة واحدة وبالكثير من صفحتين أو ثلاث صفحات، أما عقود المقاولات ذات التنفيذ المعقد والمراحل الطويلة المختلفة في الصفات والشروط والمواصفات والتكلفة ليس من الفطنة أن تساويها في الأسلوب نفسه بالعقود اليسيرة والبسيطة.
كثيرا من جاء يصفق كفيه بعد ما - وقع الفأس بالرأس - يطلب حلا لمشكلة وقعت له مع مقاول في مشروع كبير مثل تشييد مولات وأسواق تختلف أجزاؤها بمواصفات وشروط على أنها مشروع واحد.
أخي الكريم: لا تتساهل وتهدر مالك وتقع فريسة سهلة بيد المقاول أو ينفرد لك مهندس لا تعلم ما هي مهارته في كيفية تحويل طلبات التكلفة والمواصفات والتصاميم الهندسية إلى لغة قانونية متناسقة ذات وثائق يعضد بعضها بعضا ويفسر بعضها الآخر.
لن تخسر شيئا وبالبلدي - أعطيت الخبز خبازه - حتى وإن اقتسم من الخبزة قطعة - لك نفس فيها - ولكن بالأخير تضمن بأن عشاءك جاهز للأكل أفضل من أن يتغدى عليك المقاول والمهندسون قبل أن تتعشى.!
العمل أو اللعب مع أبناء حارة واحدة لعبة خاسرة، ولا تظن أني أتهم بعض المهندسين والمقاولين الشرفاء، وأضعهم في سلة واحدة مع من لا ضمير له، بالعكس أتحرج من الإثم إن كنت ظننت ظن السوء بهذه الصورة، ولكن النصح أن تشكل فريقا لصياغة عقد بصيغة قانونية ومواصفات فنية وتكاليف مالية تضمن لك حقك وتخفف من المخاطر ونشوب نزاع قد يطول في أروقة المحاكم تكلفك المال الكثير من تكاليف قضائية وأتعاب محامين وغيره.
احذر! لا تستغنِ عن رجل قانون يكون معك في كل مراحل تشييد مشروعك التجاري الكبير، حتى تضع وتدا في أرض آمنة تربط به فرسك وأنت مرتاح البال.
expert_55@
0 تعليق