متابعة: خنساء الزبير
من المتوقع أن تتسبب الحملة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مدى سنوات على بعض أكبر الشركات الأمريكية في جعل الرئيس المنتخب دونالد ترامب أمام حتمية اتخاذ قرار بشأن ما الذي يزعجه أكثر: «أوروبا أم شركات التكنولوجيا الكبرى؟»
وخلال الأشهر المقبلة ربما تواجه «أبل» و«غوغل» و«ميتا» و«منصة إكس» المملوكة لإيلون ماسك المقرب من ترامب، غرامات بمليارات الدولارات أو حتى أوامر الزامية بالانسحاب من استثمارات في عشرات التحقيقات الجارية في الاتحاد الأوروبي.
وبالنسبة لترامب، الذي اتهم الأسبوع الماضي قطاع التكنولوجيا باستخدام قوته السوقية لقمع حقوق العديد من الأمريكيين، فقد يكون هذا موضع ترحيب إلا أنه اتهم أوروبا مراراً وتكراراً بمعاملة الولايات المتحدة بشكل سيئ وقال إنه لن يقبل بذلك.
علاقة معقدة
كما أن علاقاته مع عمالقة التكنولوجيا في أمريكا معقدة أيضاً، فقد دخل في عداوة علنية مع رئيس شركة ميتا، مارك زوكربيرغ، ومع غوغل لكنه كان على علاقة أوثق مع الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك، بينما أصبح ماسك الآن أحد المقربين منه.
وتصر المفوضية الأوروبية منذ فترة طويلة على أن قوانينها الجديدة القوية، كقانون الخدمات الرقمية الذي يحكم محتوى وسائل التواصل الاجتماعي وقانون الأسواق الرقمية الذي يستهدف إساءة استغلال الهيمنة، لا تستهدف وادي السيليكون.
وأشارت تيريزا ريبيرا، رئيسة المنافسة الجديدة بالاتحاد الأوروبي، إلى أن بعض القضايا المتعلقة بشركات التكنولوجيا الأمريكية بدأت أثناء ولاية ترامب الأولى، وأن الجهات التنظيمية على جانبي المحيط الأطلسي نسقت بعض إجراءاتها في ذلك الوقت.
أمور شائكة
هناك عدة نقاط ساخنة على المسار التصادمي بين طرفي الأطلسي، وربما تتلخص المعضلة الفورية التي تواجه الاتحاد الأوروبي في كيفية التعامل مع منصة إكس. فقد كان ماسك أحد الداعمين الرئيسيين لحملة ترامب حيث أنفق أكثر من 274 مليون دولار لدعم ترامب وحلفائه، في حين استغل منصة إكس لتضخيم قاعدة مؤيديه.
ومنذ الانتخابات كان يتناول العشاء مع ترامب بشكل متكرر، بل وحتى أنه حضر بعض مكالماته الهاتفية المبكرة مع زعماء العالم.
وفي الاتحاد الأوروبي تواجه شركة إكس غرامات تصل إلى 6% من عائدات الشركة العالمية بموجب قانون الخدمات الرقمية لفشلها في معالجة المحتوى غير القانوني.
وتدرس هيئات الرقابة في الاتحاد الأوروبي ما إذا كانت ستحسب الغرامة على أساس ثروة ماسك الشخصية، ولكن مع دور ماسك في البيت الأبيض فإن القرار يهدد بتعريض الاتحاد لأشكال جديدة من ردة الفعل.
ويرى الخبراء بأن من غير المرجح أن تتغير التحقيقات الجارية في شركة إكس نتيجة لفوز ترامب في الانتخابات، وقد تظهر قريباً نتيجة لا تعجب ماسك.
غرامات باهظة
ومن النقاط الأخرى ما تواجهه شركة «أبل» التي فرض عليها الاتحاد الأوروبي غرامات وقرارات ضريبية وأوامر باهظة الكلفة، غرامة كبيرة محتملة أخرى في قضية تستهدف متجر التطبيقات التابع لها والذي يدر أرباحاً هائلة. وتستعد هيئات الرقابة لعقوبة جديدة مع اقتراب الموعد النهائي المحدد في مارس لاتخاذ القرار.
وتحدث ترامب بصراحة عن محادثاته مع رئيس شركة أبل، تيم كوك، الذي كان يزور البيت الأبيض بشكل متكرر خلال فترة ولايته الأولى. وتمكن كوك من إقناع ترامب بمنح أبل إعفاء من بعض خططه الضريبية والتعرفات الجمركية.
وتجري أيضاً تحقيقات شاملة تتعلق بمكافحة الاحتكار في إمبراطورية تكنولوجيا الإعلانات التابعة لشركة غوغل، والتي قد تنتهي بأمر رسمي بتفكيك غوغل.
0 تعليق