إعداد: أحمد البشير
سيظل 2024 عاماً لا يُنسى لمستثمري التكنولوجيا، حيث اكتسبت تجارة الذكاء الاصطناعي زخماً أكبر، وقادت شركات عملاقة مثل «إنفيديا» و«ميتا بلاتفورمز» مؤشر «إس آند بي 500»، للعام الثاني على التوالي.
لكن بعيداً عن الأسماء الكبرى في التكنولوجيا، كانت هناك الكثير من التداولات المثيرة الأخرى، وأدى الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي من قبل عمالقة التكنولوجيا، إلى توسيع نطاق الانتعاش ليشمل شركات البرمجيات، ومُنتجي الطاقة، وحتى مالكي كميات هائلة من البيانات المستخدمة في تطوير خدمات الذكاء الاصطناعي.
وقال سكوت يوشاك، المدير الإداري لاستراتيجية الأسهم في «ترويست أدفايزوري»: «الشركات التي لم تكن المستفيدة الأولى، بدأت في رؤية النمو»، وأضاف: «في الوقت الحالي، الذكاء الاصطناعي هو ما يجب التركيز عليه في التكنولوجيا، لكننا نتوقع أن يكون هناك سوق تكنولوجي أوسع عام 2025».
وفيما يلي ملخص لبعض أهم أخبار الأسهم لهذا العام، وآفاقها لعام 2025.
«ريديت»
كان الطرح العام الأولي لشركة «ريديت»، في مارس/ آذار، حدثاً بارزاً جذب اهتمام المستثمرين، لكن قلة توقعوا مدى المكاسب التي ستتحقق.
وارتفعت أسهم مالكة شبكة التواصل الاجتماعي بنسبة 382%، منذ إدراجها، مدفوعة جزئياً بصفقات ترخيص البيانات مع شركات كبرى مثل «أوبين أيه آي» وشركة «غوغل»، والتي تستخدم بيانات «ريديت» لتدريب نماذج اللغة الضخمة، إلى جانب ذلك، أسهمت الاستثمارات التي تقوم بها «ريديت»، لتعزيز استثمار قاعدة مستخدميها في تقرير ربع سنوي قوي، وتوقعات واعدة في أكتوبر/ تشرين الأول، دفعت الأسهم إلى الارتفاع.
وتفوقت أسهم الشركة بشكل ملحوظ على أسهم «ميتا» ونظرائها من وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأشهر الستة الماضية.
ووفقاً لبرايان نوواك، المحلل في «مورغان ستانلي»، فإنه من المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع، عام 2025، حيث تمت ترقية السهم إلى «زيادة الوزن»، مع توقعات بأن تظل مبادرات المشاركة والإعلان مصدرين للنمو.
«بالانتير تكنولوجيز»
هناك عدد قليل من شركات البرمجيات، التي تمكنت من تحقيق إيرادات كبيرة من خدمات الذكاء الاصطناعي، لكن شركة «بالانتير تكنولوجيز»، تعد استثناءً، فقد أدى الطلب على منتجات تحليل البيانات بالذكاء الاصطناعي، التي تقدمها الشركة، إلى إعادة تنشيط النمو، حيث من المتوقع أن ترتفع المبيعات بنسبة 26%، عام 2024، مقارنة بنسبة 17% في العام السابق.
وارتفعت أسهم الشركة 332%، عام 2024، مما رفع القيمة السوقية للشركة إلى ما يقرب من 170 مليار دولار، بعد أن كانت 37 مليار دولار فقط، بداية العام، سيتم إدراج السهم في مؤشر «ناسداك 100» الأسبوع المقبل.
وفي حين أن بعض المحللين في «وول ستريت» يتوخون الحذر بشأن السهم، بعد ارتفاعه هذا العام، يراهن محللو «ويدبوش» على أن عام 2025 سيجلب مزيداً من المكاسب، بفضل التوقعات بنمو مدفوع بالذكاء الاصطناعي.
«فيسترا»
تُعد احتياجات الحوسبة بالذكاء الاصطناعي من الطاقة هائلة لدرجة أن بعض أسهم المرافق لفتت أنظار مراقبي التكنولوجيا هذا العام، وسجلت شركة «فيسترا»، وهي منتج للطاقة، أداءً استثنائياً باعتبارها السهم الأكثر أداءً في مؤشر «إس آند بي 500»، عام 2024، حيث ارتفع بنسبة 256%، متفوقاً بذلك على ارتفاع سهم «إنفيديا» بنسبة 164%.
وشهدت إيرادات «فيسترا» زيادة مدفوعة بمراكز البيانات، التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة، ومع تعهد عمالقة التكنولوجيا بزيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي العام المقبل، يبدو أن التوقعات لمقدمي الكهرباء والبنية التحتية الأخرى إيجابية.
«إنتل»
تواصل شركة «إنتل» محاولاتها لاستعادة مكانتها في السوق، لكن عام 2024 لم يكن كما هو مأمول، وحاولت الشركة إعادة هيكلة عملياتها لتعزيز موقعها في سوق أشباه الموصلات، لكنها واجهت عقبات كبيرة.
وأدى الفشل في تنفيذ استراتيجياتها الجديدة، إلى إقالة الرئيس التنفيذي للشركة، حيث يحاول مجلس الإدارة استعادة ثقة المستثمرين، ووسط التحديات، لا تزال النظرة المستقبلية للشركة غامضة، مع التركيز على ما إذا كانت جهود التحول، ستؤتي ثمارها، عام 2025.
وفي المجمل، كان عام 2024 مملوءاً بالتقلبات لشركات التكنولوجيا، حيث تصدرت بعض الشركات المشهد، بينما كافحت أخرى للبقاء على المسار الصحيح، مع اقتراب عام 2025، يراقب المستثمرون عن كثب لمعرفة الشركات التي ستواصل الصعود، وأيها قد يواجه المزيد من التحديات.
0 تعليق