عمان – السبيل
قدمت خمسة أسماء بارزة، استقالتها من عضوية حزب “إرادة”، خلال الساعات الـ48 الماضية، دون تقديم أسباب واضحة لهذه الخطوة.
وأعلن الوزراء السابقون حازم الناصر، ومالك حداد، وعلي الغزاوي استقالتهم، وقالوا في بيان مشترك “سنظل مؤمنين بأن العمل السياسي هو وسيلة لخدمة الوطن والشعب والملك وسنستمر ملتزمين بقيم الإصلاح والعدالة والمساواة سواء داخل إطار هذا الحزب أو خارجه”، دون كشف أسباب قرارهم.
وتبع الوزراء الثلاثة بالقرار، تقديم عضو مجلس الأعيان، الشيخ ضيف الله القلاب استقالته، وهو شيخ قبيلة بني حسن.
وقال الشيخ القلاب في كتاب استقالته المقدم إلى القائم بأعمال الأمين العام لحزب إرادة المحامي زيد أحمد العتوم، إن انسحابه من الحزب يأتي لـ”أسباب خاصة” دون مزيد من التوضيحات.
وذكرت وسائل إعلام أن القاضي المتقاعد عامر قاسم القضاة، قدم استقالته أيضا من الحزب، وكان يشغل عضوية المكتب السياسي فيه.
عتب ولوم
وفيما لم تكشف أي من الشخصيات الوازنة الخمس أسباب استقالتهم، بادر القائم بأعمال الأمين العام لحزب إرادة زيد أحمد العتوم بإصدار بيان عقّب فيه على القرار.
وقلل العتوم من تأثير القرار على تماسك الحزب وهيكليته، قائلا إن “حزب إرادة هو حزب كبير فيه أكثر من عشرة آلاف عضو مسجل، وهو من أكبر الأحزاب الأردنية”.
وأبدى العتوم تفهما لقرارات الاستقالة، قائلا إنه “من الطبيعي أن تظهر تباينات في المواقف والتوجهات ضمن هذا العدد الكبير من الأعضاء”.
إلا أنه أبدى استياءه من توجه الشخصيات المستقيلة إلى الإعلام، قائلا “في الوقت الذي عبرنا فيه عن احترامنا لذلك، إلا أننا نضع علامة استفهام على نشر تلك الاستقالات على المواقع الإخبارية وعلى نطاق واسع وعلى منصات التواصل في حين أن إرسالها ضمن القنوات التنظيمية للحزب كان أولى، وخاصة أن أحد السادة المستقيلين كان قد استقال قبل عدة أسابيع من النشر، وتلك أمور تثير تساؤلات أتركها لكم”.
وشدد العتوم على أن “الخيار الديمقراطي والتحديث السياسي وعماده العمل الحزبي ليس طريقا سهلا. فهو التزام ومسؤولية، وليس محطة مؤقتة أو وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية. الأحزاب ليست مشاريع فردية، بل هي بناء جماعي يقوم على الصمود في وجه التحديات، وليس الاستسلام عند الأزمات”.
الأزمة على الجميع
العتوم وفي بيانه، أقر بوجود أزمة داخل حزب “إرادة” عقب هذه الاستقالات، إلا أنه أكد أنها “ليست استثناء عن باقي الأحزاب الأردنية. الفرق بيننا وبين غيرنا هو أننا لا نرضى بالهزيمة، بل نواجه الواقع ونشتق منه الحلول”.
وقال إنه “استمرارا للجهود التي شهدتموها خلال الأسابيع الماضية فإنني أحمل لكم بشرى بتغييرات هامة وجذرية تصب في مصلحة مشروعنا السياسي ومكانته وتأثيره. والتي سيعلن عنها في الوقت المناسب وضمن القنوات والأصول التنظيمية. وهذا يتطلب منا جميعا مرونة في التفكير وعملا سياسيا حقيقيا”.
وفي رسالة إلى أعضاء حزبه، قال العتوم إن “إن حزب إرادة والأداء الحزبي الناجح ليس مكانا للمترددين، بل هو ميدان للمؤمنين بأن الأردن يستحق منا التضحيات، ولكل من يضع المصالح العامة فوق المصالح الشخصية”.
هل يندمج مع “تقدم”؟
أشاعت وسائل إعلام أن هناك توجها من قبل حزبي إرادة وتقدم إلى الاندماج عبر تقديم طلب بذلك إلى الهيئة المستقلة للانتخاب.
ويتطلب هذا الأمر عقد جمعية عمومية للحزبين، وطرح المقترح قبل إقراره. إلا أن مصدرا في حزب “إرادة” استبعد في حديثه لـ”السبيل” قرار الدمج، قائلا إن الحزب الذي يملك 19 مقعدا في البرلمان مؤمن بقدرته على تجاوز هذه الأزمة.
وحصل حزب “إرادة” في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على 19 مقعدا (3 من الدائرة العامة) و(16 من الدائرة المحلية)، وهو ثالث أكبر الأحزاب تمثيلا في البرلمان خلف حزب جبهة العمل الإسلامي (31 مقعدا)، وحزب الميثاق الوطني (21 مقعدا). فيما يأتي حزب “تقدم” رابعا بثمانية مقاعد.
0 تعليق