نصف المؤسسات في دول الخليج تساهم في دعم النضج الرقمي

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي: «الخليج»
أطلقت شركة بوسطن كونسلتينج جروب أحدث تقرير لها بعنوان إطلاق الإمكانات: استراتيجيات ريادة النضج الرقمي والذكاء الاصطناعي في دول الخليج. ويسلط التقرير الضوء على النجاحات الملهمة للمؤسسات في قطر والسعودية والإمارات في رحلة التحول الرقمي، موظفةً أحدث استراتيجيات التقنية والذكاء الاصطناعي لتحقيق قفزات تنموية طموحة. وتؤكد الدراسة أن التميز في القدرات الرقمية والذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة للنمو، محققاً نقلات نوعية في الإيرادات والقيمة السوقية للمؤسسات.
وقد كشفت نتائج الدراسة التحليلية الشاملة لأكثر من 200 مؤسسة، موزعة على ثمانية قطاعات استراتيجية، عن تميز المؤسسات ذات القدرات الرقمية المتطورة وتمكنها من تحقيق نتائج أفضل من منافسيها. كما استثمرت هذه المؤسسات الرائدة بقوة في مستقبل الذكاء الاصطناعي، من خلال مضاعفة تمويلها 2.4 مرة فضلاً عن تعزيز فريق التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي بنسبة 2.3 ضعف خلال 2024. وأثمرت هذه الاستثمارات الاستراتيجية عن تسارع ملحوظ في إطلاق المنتجات الرقمية بنسبة 1.25 ضعف، بالتزامن مع التوسع الناجح في نشر حلول الذكاء الاصطناعي والذكاء التوليدي بمعدل 2.3 ضعف في مختلف قطاعات المؤسسة.
محركات التحول نحو الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية الخليجية
في مشهد يعكس التطور التقني المتسارع، نجحت 47% من المؤسسات في دول مجلس التعاون في تسخير الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج ملموسة. وتمكنت هذه المؤسسات من ترسيخ تقنيات الذكاء الاصطناعي في صُلب عملياتها التجارية، مما أدى إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية بشكل ملموس. يواصل القطاع العام الخليجي تميزه وريادته العالمية في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مستلهماً النجاح من المبادرات الحكومية الطموحة وبرامج التحديث الرقمي المتميزة التي انطلقت منذ 2021.
وفي إنجاز يعكس نجاح مسيرة التحول الرقمي، تصدرت قطاعات المؤسسات المالية والتكنولوجيا والرعاية الصحية الخليجية تصنيف النضج الرقمي لعام 2024. وحققت هذه المؤسسات قفزة نوعية بمضاعفة حصتها السوقية 2.1 مرة، وتسريع إطلاق الحلول الرقمية بنسبة 25%. ولا تعد هذه الأرقام مجرد نتائج، بل شهادة على القوة الكامنة في التحول القائم على الذكاء الاصطناعي وقدرته على تشكيل مستقبل القطاعات الرئيسية في المنطقة.
بالرغم من الإنجازات الكبيرة، يوضح التقرير أن الطريق نحو النضج الرقمي والذكاء الاصطناعي في دول مجلس التعاون الخليجي لا يزال مليئًا بالفرص والتحديات. فقد وصلت 25% من المؤسسات فقط إلى أعلى مراحل النضج مقارنة بـ 31% عالميًا. ومن بين التحديات الملحة: نقص البيانات عالية الجودة، وتحديات التكامل مع الأنظمة التقنية الحالية، ومحدودية توفر المواهب المتخصصة، فضلاً عن صعوبة إعادة تصميم العمليات بما يتماشى مع المتطلبات الجديدة.
تعكس هذه التحديات الالتزام الراسخ من جانب المنطقة والفرص الواعدة لتعزيز مسيرة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي للوصول إلى المستويات العالمية. ويفتح هذا التطور آفاقاً جديدة لـ 49% من المؤسسات المشاركة في الاستبيان، والتي تصنف ضمن الفئة المتوسطة أو «الناشئة» من النضج الرقمي، حيث أثبتت نجاحها في مبادرات التحول الرقمي رُغم التحديات التي تواجهها في توسيع نطاق التطبيق.
وأشار رامي مرتضى، الشريك والمدير في قطاع التحول الرقمي بشركة بوسطن كونسلتينج جروب: إلى أن: «التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي ليست مجرد فرصة، بل أداة لإعادة صياغة الأساسيات التي تقوم عليها الأعمال. ومن الرائع أن نرى شركات دول مجلس التعاون الخليجي، بقيادة القطاع العام والمؤسسات المالية، تقود هذا التحول وتتوسع بسرعة في استخدام الذكاء الاصطناعي. وتتركز جهودنا على متابعة وتحليل منهجيات التبني وترسيخ الأسس الرقمية. ويكمن مفتاح النجاح في قدرة المؤسسات على الموازنة بين الابتكار والتطبيق العملي، مع تطوير قدرات متكاملة تضمن تحقيق منافع مستدامة.»
مسار التحول نحو النضج الرقمي في دول مجلس التعاون الخليجي
لتجاوز الفجوة العالمية في النضج الرقمي وتعزيز النتائج، على مؤسسات دول مجلس التعاون الخليجي انتهاج استراتيجية طموحة تضع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في صدارة أولوياتها، وذلك من خلال خمس توصيات محورية:
1. إعادة صياغة الاستراتيجيات المؤسسية لتتماشى مع رؤية رقمية رائدة، متخطية التحديات الهيكلية في مجالات المرونة التشغيلية وتنمية الكفاءات.
2. وضع رؤية استراتيجية طموحة لتبني الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على مسارات قيِّمة محددة وإطار عمل يضمن التطبيق المسؤول.
3. تطوير الموارد البشرية والإمكانات المؤسسية والبنية التقنية الأساسية لتحقيق الطموحات مع الاستثمار المتزامن في التوسع والنمو.
4. تطوير سلسلة مستمرة من المبادرات الابتكارية التجريبية لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم التقنيات الناشئة بكفاءة وفعالية.
5. منح الأولوية للمشاريع الريادية ذات العائد الاستثماري المتميز لدعم مسيرة التطور وترسيخ ثقافة التغيير المؤسسي الشامل.
تعزيز التميّز الرقمي في دول مجلس التعاون الخليجي
رُغم النجاحات المتتالية التي حققتها دول مجلس التعاون الخليجي، يشدد التقرير على أهمية توجيه المؤسسات لمواردها نحو المبادرات النوعية التي تحقق عوائد استثمارية مجدية وترسخ ثقافة الابتكار. وعبر توظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي المتطورة وتبني استراتيجيات رقمية متكاملة، تستطيع المؤسسات اكتشاف آفاق جديدة من الفرص وبناء أسس متينة لنجاح مستدام.
أكد الدكتور لارس ليتيج، المدير المفوّض والشريك في شركة بوسطن كونسلتينج جروب على أن «دول مجلس التعاون الخليجي تقف على مفترق طرق في رحلتها الرقمية، حيث يتجاوز التحدي مجرد تطوير البنية التحتية إلى بناء قدرات مؤسسية راسخة. وتؤكد أبحاثنا أن المؤسسات المتقدمة في رحلتها الرقمية تجني ثمار استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بمعدل يفوق ثلاثة أضعاف، رغم استمرار وجود فجوات ملحوظة في القدرات بين القطاعات المختلفة. ولتحويل الطموحات إلى إنجازات، على مؤسسات المنطقة تعميق جذور تحولها الرقمي عبر التركيز على ركيزتين أساسيتين وهما: تطوير البنية المعلوماتية وتنمية المواهب. إن هدفنا يتجاوز مجرد مواكبة المعايير العالمية إلى العمل على تأسيس نموذج ابتكار رقمي فريد يستثمر مقومات المنطقة ويؤكد ريادتها في عصر الذكاء الاصطناعي.»

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق