شهدت القاعة الدولية (بلازا 2) ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان "الترجمة وحوار الحضارات: اليوبيل الفضي لمجلة فسيفست"، وذلك ضمن محور "تجارب ثقافية"، حيث تناولت الندوة دور المجلة في التعريف بالأدب العربي والمصري على مدار تاريخها.
مشاركون بارزون في الندوة
شارك في الندوة كل من:
الدكتور أحمد عفيفي، أستاذ ورئيس قسم بكلية دار العلوم.
أولينا خوميتسكا، المترجمة ومديرة المركز المصري للغة والثقافة العربية.
أدار الندوة الكاتب والناقد والمترجم الدكتور سمير مندي.
دور مجلة "فسيفست" في نشر الأدب العربي والمصري
خلال الندوة، أكدت البنات تورينكو أن مجلة "فسيفست" لعبت دورًا بارزًا في نشر الأدب العربي والمصري، مشيرة إلى أن المجلة تمتد بتاريخها لأكثر من مئة عام منذ تأسيسها.
من جانبه، قال سفير أوكرانيا يفهيني ميكيتنكو: "متابعة الأدب المصري والشعر العربي كانت دائمًا جزءًا من ذاكرتي، وأنا أحب مصر بكل ما فيها".
وأضاف: "نحتفل خلال أيام بمرور 100 عام على تأسيس مجلة فسيفست، وهي مناسبة سعيدة على الصعيدين العام والشخصي، فقد عمل والدي في المجلة لمدة 33 عامًا، وأنا اليوم أصبحت مدير تحريرها العام."
إصدارات المجلة وجهودها في الترجمة
وتابع ميكيتنكو موضحًا أن المجلة نشرت أعمالًا أدبية بعدة لغات، من بينها العربية، كما ستصدر قريبًا أعدادًا خاصة تهتم بإبداعات ثقافات أخرى. وختم كلمته قائلاً: "أتمنى كل الخير للشعب المصري."
أما أولينا خوميتسكا، فأعربت عن سعادتها بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، معتبرة إياه من أبرز المعارض الثقافية في العالم العربي. وأكدت أن مجلة "فسيفست" تعد واحدة من المجلات الأدبية الرائدة التي عززت الحوار الثقافي بين أوكرانيا والعالم العربي على مدار قرن كامل.
تاريخ مجلة "فسيفست" ومسيرتها الأدبية
تأسست مجلة "فسيفست" في يناير 1925 على يد فاسيل إيلان بلاكينتي، وساعد في تأسيسها ميكولا خفيلوفي. توقفت عن النشر عام 1934، لكنها استأنفت نشاطها عام 1958، ومنذ ذلك الحين أصبحت من أبرز المجلات الرائدة في الترجمة الأدبية، حيث نشرت أعمالًا بـ85 لغة، وقرابة 600 رواية، وآلاف القصائد والمسرحيات والقصص القصيرة من أكثر من 105 دول.
كما أسست المجلة جائزتين أدبيتين:
جائزة ميكولا لوكاش الأدبية
جائزة أوليه ميكيتينكو الأدبية، والتي خُصصت لدعم المترجمين الشباب.
دور المجلة في نشر الأدب العربي
ساهمت مجلة "فسيفست" في تعريف القارئ الأوكراني بالأدب العربي والمصري، إذ نشرت أعمالاً لعدد من الكتاب البارزين، مثل:
نجيب محفوظ
توفيق الحكيم
عبد الرحمن الخميسي
يوسف السباعي
يوسف القعيد
ميخائيل نعيمة
غسان كنفاني
إبراهيم الكوني
كما نشرت المجلة قصائد لشعراء كبار، مثل حافظ إبراهيم، ومحمد صدقي، ونزار قباني، وخليل جبران.
الترجمة كجسر للتواصل بين الحضارات
تحدث الدكتور أحمد عفيفي عن أهمية الترجمة في تعزيز الحوار الثقافي، مشيرًا إلى أن مجلة "فسيفست" لعبت دورًا جوهريًا في تعريف القارئ الأوكراني بالأدب العربي. وأوضح أن هناك ثلاثة طرق لصنع حوار عالمي:
الطريق المباشر: وهو عبر الترجمة المباشرة بين اللغات.
الطريق غير المباشر: من خلال وسيط لغوي.
التأليف باللغة الوطنية: حيث يتم تقديم رؤى ثقافية مختلفة عبر الكتابة بلغة محلية عن حضارات أخرى.
وأكد عفيفي أن الترجمة تعد من أهم أدوات تعزيز التفاهم بين الشعوب، وأنها تشكل جسرًا ثقافيًا يوحد بين الحضارات المختلفة.
إسهامات المترجمين ودورهم في نقل الأدب
استعرض عفيفي بعض الترجمات البارزة، مثل أعمال سريهي رييبالكين، الذي ترجم العديد من الروايات والقصائد الأدبية، بالإضافة إلى جهود المترجمين أولينا خوميتسكا ولوليتا مزنر. كما أشار إلى أن عماد الدين رائف يعد من أبرز المترجمين من الأوكرانية إلى العربية في الوقت الحالي.
حركة الترجمة بين الأوكرانية والعربية
بدوره، أكد الدكتور سمير المندي أن حركة الترجمة بين الأوكرانية والعربية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى وجود شراكة ثقافية مبكرة بين مصر وأوكرانيا. واستعرض كيف بدأت هذه العلاقة عبر أعمال ترمسكي، التي رصدت تحولات المجتمع اللبناني، فضلًا عن تجربة ميخائيل نعيمة، الذي سجل رحلته الدراسية في أوكرانيا بكتابه "رحلتي السبعون".
وأشار المندي إلى أن النهضة الأدبية الأوكرانية في العشرينيات تزامنت مع النهضة الأدبية المصرية، حيث شهدت الفترة ذاتها ظهور المسرح المصري مع أعمال توفيق الحكيم.
مجلة "فسيفست" كجسر ثقافي
أكد المندي أن مجلة "فسيفست" قدمت رؤية متكاملة عن الأدب المصري وساهمت في تقديم صورة عن الأدب الأوكراني للقارئ العربي على مدار مئة عام. وأضاف أن الثقافة الأوكرانية تتميز بخصوصيتها وتفردها، مما يجعلها لغة أدبية متميزة ليست تابعة لأي ثقافة أخرى.
توصيات لتعزيز الترجمة
في ختام الندوة، أوصى المشاركون بعدة نقاط لتعزيز الترجمة بين اللغتين العربية والأوكرانية، من بينها:
الاهتمام بإعداد المترجمين بشكل احترافي.
تشجيع الترجمة كوسيلة للتواصل الحضاري لا للقطيعة.
تقديم دعم مادي ومعنوي للمترجمين.
شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، مؤكدين أهمية الترجمة في تعزيز التقارب الثقافي والتفاهم بين الشعوب.
0 تعليق