داء الليشمانيا.. الأسباب والأعراض والوقاية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تُقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الثلاثاء، معلومات مهمة عن داء الليشمانيا، وهو مرض طُفيلي تسببه طفيليات من جنس الليشمانيا، والتي تنتقل إلى البشر عن طريق لدغة ذبابة الرمل الحاملة للطُفيلي. اضافة اعلان

وتضع نشرة المعهد بين يدي القارئ، تفصيلا علميا لماهية هذا الداء، وكيفية انتقاله، وأعراضه التي تختلف حسب نوع المرض، وطرق تشخيصه وعلاجه، إضافة إلى أماكن انتشاره، وإجراءات الوقاية منه.

يعد الليشمانيا من الأمراض المدارية المهملة، حيث يصيب الملايين من الأشخاص سنوياً، خاصة في المناطق الفقيرة والنامية. يتميز داء الليشمانيا بتأثيره الكبير على الصحة، حيث يمكن أن يسبب تشوهات جلدية أو إصابات خطيرة في الأعضاء الداخلية إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح. في هذا المقال، سنستعرض أسباب داء الليشمانيا، أعراضه، طرق انتقاله، وكيفية الوقاية منه.

ما هو داء الليشمانيا؟
داء الليشمانيا هو عدوى طُفيلية تسببها طفيليات الليشمانيا، وهي كائنات وحيدة الخلية. تنتقل هذه الطفيليات إلى البشر عن طريق لدغة أنثى ذبابة الرمل، وهي حشرة صغيرة تعيش في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. يوجد عدة أنواع من داء الليشمانيا، أهمها:
1. داء الليشمانيا الجلدي (Cutaneous leishmaniasis): وهو النوع الأكثر شيوعاً، ويسبب تقرحات جلدية تترك ندوباً دائمة.
2. داء الليشمانيا الحشوي (Visceral leishmaniasis): وهو النوع الأشد خطورة، حيث يؤثر على الأعضاء الداخلية مثل الكبد والطحال ونخاع العظم، وقد يكون قاتلاً إذا لم يعالج.
3. داء الليشمانيا المخاطي الجلدي :(Mucocutaneous leishmaniasis) وهو نوع نادر يؤثر على الأغشية المخاطية في الأنف والفم، مما يسبب تشوهات شديدة.

كيف ينتقل داء الليشمانيا؟
ينتقل داء الليشمانيا بشكل رئيسي عن طريق لدغة ذبابة الرمل المصابة بالطفيلي. تعيش ذبابة الرمل في المناطق الريفية والحضرية، خاصة في الأماكن التي توجد فيها القوارض أو الكلاب، حيث تعتبر هذه الحيوانات مستودعات طبيعية للطفيلي. عندما تلدغ الذبابة حيواناً مصاباً، فإنها تلتقط الطُفيلي وتنقله إلى البشر عند لدغهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ينتقل المرض عن طريق نقل الدم أو زراعة الأعضاء من شخص مصاب، على الرغم من أن هذه الطرق نادرة الحدوث.

أعراض داء الليشمانيا:
تختلف أعراض داء الليشمانيا حسب نوع المرض:
1. داء الليشمانيا الجلدي:
داء الليشمانيا الجلدي (CL) هو عدوى تصيب الجلد في المكان الذي لدغتك فيه ذبابة الرمل. يتسبب في ظهور نتوءات (عقيدات) تتحول مع مرور الوقت إلى تقرحات كبيرة. قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يشفى من تلقاء نفسه. تبدأ الأعراض بعد بضعة أسابيع أو أشهر من لدغة ذبابة الرمل. تشمل الأعراض:
- ظهور تقرحات جلدية تبدأ كعقيدات صغيرة ثم تتطور إلى قرح مفتوحة.
- قد تلتئم التقرحات تلقائياً ولكنها تترك ندوباً دائمة.
- يمكن أن تستمر التقرحات لعدة أشهرأو سنوات.

2. داء الليشمانيا الحشوي:
داء الليشمانيا الحشوي (VL)، المعروف أيضاً باسم "الكالاازار"، هو شكل خطير من المرض تسببه أنواع محددة من طفيليات الليشمانيا. يؤثر هذا النوع على الأعضاء الداخلية مثل الطحال والكبد. قد تستغرق الأعراض بضعة أشهر أو عام أو أكثر لتظهر بعد لدغة ذبابة الرمل المصابة. يمكن أن يتسبب داء الليشمانيا الحشوي بمرض شديد بسرعة، ويكون قاتلاً إذا لم يتم علاجه. تشمل الأعراض:
- حمى مستمرة لفترات طويلة.
- فقدان الوزن وضعف عام.
- تضخم الكبد والطحال.
- فقر الدم ونقص الصفائح الدموية.
- إذا لم يعالج، يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

3. داء الليشمانيا المخاطي الجلدي:
داء الليشمانيا المخاطي، أو المخاطي الجلدي (ML)، عادة ما يكون من مضاعفات داء الليشمانيا الجلدي. تتطور التقرحات في الأنف أو الفم أو الحلق (الأغشية المخاطية). نادراً ما يتحسن هذا النوع من تلقاء نفسه، وعادة ما يكون قاتلاً إذا لم يتم علاجه. يمكن أن يسبب تشوهات في الوجه. تشمل الأعراض:
- تدمير الأغشية المخاطية في الأنف والفم.
- تشوهات دائمة في الوجه.
- صعوبة في التنفس والبلع.

تشخيص داء الليشمانيا:
يعتمد تشخيص داء الليشمانيا على الفحص السريري والاختبارات المخبرية. تشمل طرق التشخيص:
1. الفحص المجهري:  يتم أخذ عينة من النسيج المصاب (جلد أو نخاع عظم) وفحصها تحت المجهر للكشف عن وجود الطفيلي.
2. الاختبارات المصلية:  للكشف عن الأجسام المضادة للطفيلي في الدم.
3. التفاعل السلسلي للبوليميراز (PCR)

علاج داء الليشمانيا:
يعتمد علاج داء الليشمانيا على نوع المرض وشدته. تشمل خيارات العلاج:
1. الأدوية المضادة للطفيليات: مثل مركبات الأنتيمون (مثل غلوكانتيم وميغلوماين) والأمفوتيريسينB-. تستخدم هذه الأدوية لعلاج الحالات الشديدة من داء الليشمانيا الحشوي والجلدي.
2. العلاجات الموضعية: مثل الكريمات المحتوية على باروموميسين لعلاج التقرحات الجلدية.
3. الجراحة:  في بعض حالات داء الليشمانيا المخاطي الجلدي، قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح التشوهات.

أين ينتشر داء الليشمانيا:
توجد أنواع مختلفة من الليشمانيا في أجزاء مختلفة من العالم مثل:
- أجزاء معينة من آسيا.
- أجزاء من إفريقيا، بما في ذلك المناطق الاستوائية وشمال إفريقيا.
- جنوب أوروبا.
- الشرق الأوسط.
- أمريكا الوسطى.
- أمريكا الجنوبية.
- بعض مناطق المكسيك

الوقاية من داء الليشمانيا:
تعتبر الوقاية من داء الليشمانيا أمراً بالغ الأهمية، خاصة في المناطق الموبوءة. تشمل إجراءات الوقاية:

1. مكافحة ذبابة الرمل:
- رش المبيدات الحشرية في المناطق الموبوءة.
- التخلص من النفايات والقمامة التي تعتبر بيئة مناسبة لتكاثر الذباب.

2. الحماية الشخصية:
- ارتداء الملابس الطويلة واستخدام طارد الحشرات عند الخروج في المناطق الموبوءة.
- تجنب الخروج في أوقات نشاط ذبابة الرمل (عند الغسق والفجر).

3. التحكم في المستودعات الحيوانية:
- مكافحة القوارض والكلاب الضالة التي تعتبر مستودعات للطفيلي.
- تطعيم الكلاب ضد داء الليشمانيا في المناطق الموبوءة.

4.     التوعية الصحية:
- تثقيف السكان حول طرق انتقال المرض وكيفية الوقاية منه.
- تشجيع الأشخاص على طلب العلاج الفوري عند ظهور الأعراض.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق