Local
-OneArabia
تعد قريتا "غيه" و"الصميد" الواقعتان شرق محافظة المجاردة في منطقة عسير من المعالم التاريخية والطبيعية البارزة، وتبعدان 180 كيلومتراً عن مدينة أبها، وتشتهران بمناظرهما الطبيعية الخلابة وتضاريسهما الفريدة، وخاصة الصخور السوداء التي تشكل جزءاً مهماً من هويتهما الثقافية.
تقع قرية غياه على قمة جبل طهوي جنوب شرق محافظة المجاردة، وهي موطن لعائلة الصليحي من قبيلة الصميد. وتتميز القرية بمزيج متناغم من العناصر الطبيعية، بما في ذلك السحب والصخور البنية والمساحات الخضراء والمساكن البيضاء، حيث تتدفق المياه من فوق الصخور وبين جذور الأشجار، لتشكل مشهدًا خلابًا يعكس ألوان الأرض على خلفية السماء الزرقاء.
تقع منطقة غايا على ارتفاع يتجاوز 1700 متر فوق مستوى سطح البحر، وتتميز بمناخ معتدل وإطلالات بانورامية على محافظة المجاردة، مما يجعلها وجهة جاذبة لمحبي الطبيعة، حيث تضم المنطقة أنواعًا مختلفة من الحيوانات البرية مثل الحمام البري والوبر والأرانب والطيور النادرة، كما تجد الصقور ملجأً لها، مما يزيد من جاذبيتها لمراقبي الطيور.
وتحيط بالقرية تضاريس جبلية متنوعة تزينها الأشجار المعمرة مثل السدر والرقعة والإبراء والبن والحناء والتين الشوكي واللبان والمر، وتشتهر بالنباتات العشبية والزهور التي تساعد على تربية النحل، حيث ينتج هذا النحل عسلاً عالي الجودة من نباتات المنطقة.
وعلى الرغم من التضاريس الصعبة، فقد سكن الناس هذه الجبال لقرون من الزمان. فقد بنوا منازلهم عن طريق تكسير الصخور ورصف الطرق المؤدية إليها. وكانوا يوزعون مياه الأمطار على المنازل والمزارع باستخدام شقوق الصخور للتخزين. كما تم تخصيص مواقع للدفن والأنشطة الدينية مثل صلاة العيد.
كانت الحياة اليومية في غياه تعكس الانسجام مع الطبيعة حيث كان السكان يزرعون المدرجات الزراعية ويربون الماشية مثل الأغنام والأبقار كما كانوا ينتجون الفاكهة الموسمية التي تتناسب مع المناخ المحلي.
رحوة الصامد: ملاذ طبيعي
تقع "رهوة الصامد" على بعد 20 كيلومتراً شرق محافظة المجاردة، ويمكن الوصول إليها عبر طريق ترابي وعر يبدأ من الشارع الرئيسي لمركز خت، وتتمتع المنطقة بمناخ صيفي لطيف، بينما يكون الشتاء بارداً ممطراً.
تعد رهوة من أجمل المتنزهات الطبيعية في المحافظة، حيث تظللها جبال القرن عند شروق الشمس وجبل التحوي عند غروب الشمس، وتتميز بتنوع تضاريسها حيث تضم تراسات زراعية وموارد مائية وفيرة ومساكن حجرية وسط أشجار كثيفة مثل سدر العطاب والرقعة، إلى جانب النباتات الطبيعية والأعشاب المتشابكة بين التكوينات الصخرية.
الإمكانات السياحية
وتتميز مرتفعات القرى الجبلية بالصخور السوداء الضخمة التي تشكل مشهداً مهيباً يجذب السياح من جميع أنحاء العالم نظراً لجهود المملكة العربية السعودية في الترويج لعسير كوجهة سياحية على مدار العام.
ويأمل السكان في تحسين البنية التحتية مثل الطرق المعبدة وإدارة أفضل للفيضانات وفرص الاستثمار في تطوير السياحة والنزل الريفية واستعادة النشاط الاقتصادي الاجتماعي وضمان استمتاع الزوار بالراحة والمتعة أثناء إقامتهم.
إن الإبداع المعماري الذي يتجلى في بناء المنازل على الصخور الملساء باستخدام تقنيات قديمة متوافقة مع الجغرافيا الوعرة وفر للسكان الحماية والاستقرار بمرور الوقت مما يعكس قدرة الإنسان على التكيف مع البيئة واستغلالها بطريقة حكيمة والحفاظ عليها وإخبار الأجيال القادمة بقصة الحضارة القديمة التي تقف شامخة على الصخور السوداء وتراثها الذي يستحق التقدير والمشاركة خارج الحدود.
With inputs from SPA
English summary
Ghayyah and Al Samid are notable archaeological villages in Al Majardah, featuring stunning landscapes and a rich cultural history. These sites reflect human ingenuity in adapting to their environment while preserving their natural beauty.
Story first published: Tuesday, February 4, 2025, 18:00 [GST]
0 تعليق