عملية تياسير.. خطوة نوعية في المواجهة المستمرة مع الاحتلال

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عملية تياسير الاحتلال

السبيل – خاص

في عملية فدائية نوعية؛ تمكن مسلح فلسطيني من التسلل إلى داخل موقع عسكري إسرائيلي قرب حاجز تياسير شرقي جنين، واستطاع السيطرة على أحد طوابق البرج الخاص بالموقع.

العملية التي وقعت في ساعة الذروة كانت مدروسة بعناية فائقة، حيث كان المنفذ الذي ارتدى سترة واقية من الرصاص، يمتلك معلومات استخباراتية دقيقة عن تحركات الجنود وأماكنهم في الموقع العسكري الذي يعد من بين المناطق الأكثر تشديداً أمنياً في الضفة الغربية.

بدأ المسلح عمله بشكل مفاجئ؛ إذ وصل إلى الموقع بلباس مدني، ثم كمُن للجنود الإسرائيليين الخارجين من غرفة الحراسة. وبمجرد سيطرته على الطابق العلوي من البرج، بدأ بإطلاق النار على الجنود الذين كانوا في حالة تأهب، مما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين، أحدهما رقيب أول احتياط، وإصابة 8 آخرين، بينهم اثنان حالتهما خطيرة.

ورغم استدعاء جيش الاحتلال قوات إضافية في محاولة للسيطرة على الوضع، إلا أن المسلح استمر في الاشتباك حتى استُشهد بعد تبادل إطلاق نار دام لبعض الوقت. كما استُخدمت مسيّرة إسرائيلية لمحاولة القضاء عليه.

وكشفت العملية عن ثغرات أمنية في الموقع، وأكدت ضعف استعدادات الجيش في مواجهة العمليات الفدائية رغم حشوده العسكرية.

وتعامل الاحتلال الإسرائيلي مع هذه العملية بشكل غير متوقع، إذ أشارت العديد من المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى وجود خطأ في تقدير الموقف، خصوصاً أن العملية نفذت في وقت كان فيه الجيش في حالة تأهب.

وفي الوقت الذي استنكر فيه الاحتلال الحادثة؛ أظهرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجنود المصابين كانوا من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم مؤخراً، وتعرضت الكتيبة التي ينتمون إليها لضربات في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك استهداف قائدها في بلدة طمون.

رسائل ودلالات

تحمل العملية رسالة واضحة من المقاومة الفلسطينية بأنها قادرة على الرد على الاحتلال في قلب مناطق سيطرته، وأن الضفة الغربية ليست مستثناة من هذا الصراع المفتوح.

ويأتي ذلك في وقت حساس، حيث يواصل الاحتلال استهداف المدنيين والمقاومين في شمال الضفة الغربية، وبالرغم من ذلك تواصل المقاومة تنفيذ عملياتها النوعية.

وتستفيد المقاومة من معرفة دقيقة بجغرافية المنطقة وتوزيع القوات الإسرائيلية، مما يعكس نضوجاً متزايداً في العمليات العسكرية في الضفة الغربية

كما أن هذه العمليات تؤكد أن المقاومة لم تعد محصورة في غزة وحدها، بل امتدت لتشمل كل الأراضي الفلسطينية، معززة من خلال العمليات الفدائية التي تجعل من الضفة جبهة مفتوحة، بل ومُحَفِّزاً لإمكانية اتساع نطاق هذه العمليات في المستقبل.

وتُظهر هذه العملية فشل الاحتلال في السيطرة على الوضع الأمني في الضفة الغربية، بالرغم من كل الخطط العسكرية التي ينفذه؛ فالحواجز الأمنية، والوحدات النخبوية، والطائرات بدون طيار، جميعها أدوات فشلت في إحباط هجوم واحد، وهو ما يظهر أن المقاومة يمكن أن تجد دائماً السبل لاختراق الأمن الإسرائيلي وتحقيق ضربات مؤلمة.

ومنذ بداية العدوان على الضفة الغربية في يناير 2025، والاحتلال لا يزال يواصل حملاته العسكرية دون تحقيق نتائج حاسمة، وهو ما يعكس عجزه عن احتواء تطور المقاومة، لتأتي عملية تياسير كي تكشف ضعف الهيبة العسكرية الإسرائيلية، وعدم قدرتها على فرض واقع جديد على الأرض، فيما تواصل المقاومة تقوية جبهتها الداخلية وتنفيذ ضربات في الوقت والمكان المناسبين.

وإذا استمر التصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية؛ فإن العمليات الفدائية ستستمر في الانتشار، وقد تتسع لتشمل مناطق أخرى أكثر حساسية بالنسبة للاحتلال. كما أن المقاومة قد تواصل استخدام أساليب غير تقليدية للضغط على الاحتلال، وهو ما قد يغير قواعد الاشتباك على الأرض.

وفي النهاية، العملية ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي دلالة على تطور كبير في أساليب المقاومة الفلسطينية التي استطاعت فرض نفسها حتى في أكثر المناطق العسكرية تحصيناً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق