في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم اليوم، أصبح الغاز أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة التي تعتمد عليها الدول لتلبية احتياجاتها من الكهرباء والصناعة والتدفئة، ومع تزايد الاهتمام بالغاز كبديل للوقود الأحفوري التقليدي، برزت مصطلحات مثل "الغاز الطبيعي" و"الغاز المسال" بشكل متكرر في النقاشات الاقتصادية والطاقية.
الفروق بين الغاز الطبيعي والغاز المسال
ولكن ما الفرق بينهما؟ وأيهما أكثر ملاءمة للاستخدام في مختلف القطاعات؟ «الدستور»، تستعرض بالتفصيل الفروق بين الغاز الطبيعي والغاز المسال، مع توضيح استخدامات كل منهما ومزاياه.
1- التعريف والتركيب الكيميائي:
- الغاز الطبيعي: هو خليط من الغازات الهيدروكربونية التي تتكون أساسًا من الميثان CH₄، مع وجود كميات صغيرة من الإيثان والبروبان والبيوتان، يتم استخراجه من آبار النفط أو الغاز الطبيعي الخام، ويُستخدم في حالته الغازية بعد معالجته لإزالة الشوائب.
- الغاز المسال (LNG) ) هو غاز طبيعي تم تبريده إلى درجة حرارة منخفضة جدًا تصل إلى -162 درجة مئوية، مما يحوله إلى سائل، هذه العملية تقلل من حجم الغاز بنسبة تصل إلى 600 مرة، مما يسهل نقله وتخزينه.
2- طرق النقل والتخزين:
- الغاز الطبيعي: يُنقل عادةً عبر شبكة أنابيب ضخمة تربط بين مواقع الإنتاج ومراكز الاستهلاك، هذه الطريقة فعالة للاستخدام المحلي أو الإقليمي، ولكنها تتطلب بنية تحتية مكلفة وواسعة النطاق.
- الغاز المسال: يتم نقله عبر سفن متخصصة تُعرف باسم ناقلات الغاز المسال، هذه السفن مجهزة بصهاريج معزولة للحفاظ على الغاز في حالته السائلة، بعد الوصول إلى الوجهة، يتم إعادة تسخين الغاز المسال لتحويله إلى حالته الغازية مرة أخرى.
3- الكثافة الطاقية:
- الغاز الطبيعي: أقل كثافة طاقية مقارنة بالغاز المسال لأنه في حالته الغازية، هذا يعني أن كمية الطاقة التي يمكن نقلها عبر الأنابيب أقل مقارنة بالغاز المسال.
- الغاز المسال: أكثر كثافة طاقية بسبب حالته السائلة، مما يجعله أكثر فعالية في التخزين والنقل لمسافات طويلة، هذه الكثافة العالية تجعله مثاليًا للتصدير إلى الأسواق البعيدة.
4- التكلفة والبنية التحتية:
- الغاز الطبيعي: يتطلب بنية تحتية ضخمة من الأنابيب والمحطات، مما يجعله مناسبًا للاستخدام المحلي أو الإقليمي، تكلفة بناء شبكات الأنابيب مرتفعة، ولكن تكاليف التشغيل لاحقًا تكون أقل نسبيًا.
- الغاز المسال: يتطلب محطات إسالة متطورة وناقلات خاصة، مما يجعله أكثر تكلفة من حيث الاستثمار الأولي، ومع ذلك، فإنه يوفر مرونة أكبر في النقل إلى الأسواق العالمية.
- الاستخدامات:
- الغاز الطبيعي: يستخدم بشكل رئيسي في توليد الكهرباء والتدفئة المنزلية والصناعات المحلية، كما يُستخدم كوقود للسيارات.
- الغاز المسال: يستخدم في التصدير إلى دول لا تمتلك بنية تحتية للأنابيب مثل أوروبا، بالإضافة إلى ذلك، يمكن إعادة تحويله إلى غاز طبيعي للاستخدام المحلي في توليد الكهرباء أو التدفئة.
6- التأثير البيئي:
- الغاز الطبيعي: يعتبر أكثر نظافة من الفحم والنفط، حيث ينتج عنه انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون عند الاحتراق، ومع ذلك، فإن تسرب الميثان أثناء استخراجه ونقله يمكن أن يكون له تأثير سلبي على البيئة.
- الغاز المسال: يتمتع بنفس المزايا البيئية للغاز الطبيعي، ولكن عملية الإسالة تتطلب طاقة كبيرة، مما قد يزيد من البصمة الكربونية إذا لم يتم استخدام طاقة متجددة في هذه العملية.
0 تعليق