دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدو حيوان الـ"بيتونغ" كثيف الذيل مثل كنغرٍ مُصغَّر، وله جراب يحتفظ فيه بصغاره.
لكن، لا تنخدع من مظهره الظريف، إذ عندما يتعرض للتهديد من قبل مفترس، يرمي هذا الحيوان إحدى صغاره من جرابه، ويقفز في اتجاه مختلف للنجاة بحياته.
قد تبدو فكرة التضحية بالصغار بمثابة أمرٍ وحشي، ولكنها استراتيجية أساسية للبقاء على قيد الحياة لنوع اعتُبِر منقرضًا حتى وقتٍ قريب في شبه جزيرة يورك، جنوب أستراليا.
في الماضي، كان يمكن العثور على هذا المخلوق في مساحة تمتد لأكثر من 60% من البر الرئيسي لأستراليا.
مع ذلك، جلب الاستعمار الأوروبي القطط والثعالب البرية المفترسة، كما أنّه أدّى إلى تدمير الكثير من موائله.
بين عامي 1999 و2010، انخفضت أعداد هذا الحيوان بنسبة 90%، وأشارت بعض الأبحاث إلى أنّ الانخفاض الحاد قد يكون ناجمًا عن انتشار طفيليات الدم، إلى جانب عوامل أخرى.
اليوم، يقتصر وجود الـ"بيتونغ" كثيف الذيل على بضعة جزر ومناطق برية معزولة في جنوب غرب أستراليا.
مبادرة "مارنا بانجارا"
قال مدير مشروع "مارنا بانجارا"، وهي مبادرة مخصصة لاستعادة التنوع البيئي التاريخي لشبه جزيرة يورك، ديريك ساندو: "نحن في مهمة لإعادة بعض هذه الأنواع الأصلية التي اختفت من طبيعتنا منذ الاستعمار الأوروبي".
وتم إطلاق المشروع، الذي كان يُعرف سابقًا باسم "Great Southern Ark"، في عام 2019، وأُعيدت تسميته لتكريم شعب "نارونجا" الأصلي في المنطقة، والذين يساهمون في المبادرة بشكلٍ كبير.
في البداية، وضع الفريق سياجًا بطول 25 كيلومترًا لمكافحة الحيوانات المفترسة عبر الجزء الضيق من شبه جزيرة يورك.
وكان الهدف إنشاء ملاذ آمن بمساحة 150 ألف هكتار لأول نوع يتم إعادته، أي الـ"بيتونغ" كثيف الذيل، والمعروف باسم "يالجيري" لدى شعب "نارونجا".
بين عامي 2021 و2023، أَدخل الفريق 200 حيوان "بيتونغ" تقريبًا إلى المنطقة المحمية.
مهندسو النظام البيئي
تتغذى حيوانات الـ"بيتونغ" على البصيلات، والبذور، والحشرات، لكن مصدر غذائها الأساسي هو الفطريات التي تنمو تحت الأرض، حيث تعتمد على الحفر للوصول إليها.
وأكّد ساندو أنّ هذه الحيوانات أشبه بـ "مزارعي الطبيعة الصغار"، مضيفًا أنه لهذا السبب، كان الحيوان من أولى الأنواع التي أُعيد إدخالها إلى المنطقة.
ويعمل الحفر على تهوية التربة، وتحسين ترشيح المياه، ومساعدة الشتلات على النمو، ويفيد ذلك الحيوانات الأخرى التي تعتمد على النظام البيئي.
حتى الآن، أشار ساندو إلى أنّ برنامج إعادة التوطين "ربّما تجاوز التوقعات".
وكان حوالي 40% من حيوانات الـ"بيتونغ"، التي التُقِطت كجزء من مسح حديث، من نسل تلك التي تم إدخالها إلى المنطقة في الأصل.
ذكر ساندرو أنه عُثِر على صِغار في جيوب 22 من الإناث (من بين 26). وهذا يعني أنّ الحيوانات "تتكاثر وهي بصحة جيدة".
وأكّد أحد أعضاء مجتمع "نارونجا" الذي يعمل كجزء من المشروع، غاري جولدسميث أن "الجزء المهم حقًا من ذلك يتمثل بالتعلّم من العملية".
في حال سارت الأمور وفقًا للخطة، يأمل الفريق في إعادة المزيد من الأنواع المنقرضة محليًا إلى المنطقة على مدى السنوات القليلة المقبلة، بما في ذلك جرابيات أخرى.
0 تعليق