قراءة في زيارة الملك الهامة إلى واشنطن.. هل يتراجع ترامب عن مخططه؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل – خاص

قوبل مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان قطاع غزة، وسيطرة الولايات المتحدة عليه، بعاصفة سخط ورفض حاد على المستويين العربي والدولي.

ولم يقتصر الرفض على الدول المعنية بالمقام الأول بمخطط ترامب (الأردن ومصر)، إذ عبرت جل الدول العربية، إضافة إلى بريطانيا ودول غربية كبرى عن رفضها أي مقترح لإخراج أهالي قطاع غزة قسرا من أراضيهم.

الموجة الغاضبة، استدعت ترطيبا للأجواء الملتهبة من قبل مسؤولين في البيت الأبيض، إضافة إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، حيث بدأ الترويج على المستوى الرسمي الأمريكي بأنه لن يكون هناك أي إرسال لقوات أمريكية إلى غزة، إضافة إلى أن أي إخراج للأهالي سيكون مؤقتا ريثما يتم إعادة إعمار القطاع المنكوب بفعل العدوان الإسرائيلي الوحشي منذ 7 أكتوبر 2023.

ضغوط مثمرة


الدكتور وليد العويمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مؤتة، قال إن الضغوط دفعت بالفعل إدارة ترامب إلى التراجع عن تصريحات ترامب.

ولفت العويمر في حديث إلى “السبيل” أن عاصفة الانتقادات وردات الفعل لم تقتصر على الدول العربية، إذ شاركت بها دول تعد من أكبر حلفاء الولايات المتحدة على غرار دول أوروبا الغربية، إضافة إلى الصين ودول شرق آسيا، ومن خلفهم الأمم المتحدة.

ورأى العويمر أن “هذا مؤشر على أن الضغوط الدولية تلعب دور أساسي في التأثير على صانع القرار السياسي، حتى لو كان صانع هذا القرار هو الرئيس ترامب زعيم أقوى دولة في العالم، وبالتالي لا بد أن نأخذ من هذا الحدث عبرة أنه يمكن حقيقة للضغوط الدولية أيضاً أن تمارس على الرئيس ترامب ويعود ويقبل بحل الدولتين فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية، وليس الحل الذي اقترحه وهو ترحيل أهالي قطاع غزة إلى الأردن أو مصر أو حتى دول أخرى”.

وقال إن “الضغوط الدولية مطلوبة في هذه المرحلة على الرئيس ترامب، خاصة من قبل الدول التي تربطها مع الولايات المتحدة الأمريكية علاقات استراتيجية، وبالتالي الدول العربية معنية الآن بأن تكثف جهودها على هذه الدول خاصة دول الاتحاد الأوروبي من أجل الضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن كثير من التصريحات التي تضر بأمن واستقرار المنطقة العربية، انطلاقاً من القضية الفلسطينية والتي يحاول ترامب حقيقة أن يصفي هذه القضية على حساب الدول العربية”.

دور هام للملك


قال العويمر لـ”السبيل” إن الملك عبد الله الذي سيكون أول زعيم عربي يلتقي ترامب في حقبته الرئاسية الجديدة، يعد من أكثر الزعماء العرب تحركا في هذه المرحلة، والمراحل السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وأضاف “أعتقد أن جلالة الملك لديه من القدرة في إيصال وجهة النظر الأردنية والعربية والفلسطينية إلى الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية، خاصة أن الأردن وعلى رأسه جلالة الملك هو الأقرب تاريخياً وسياسياً للقضية الفلسطينية”.

وحول زيارة الملك إلى بريطانيا التي تسبق لقاءه المرتقب بترامب، قال العويمر إنها مهمة للغاية، حيث أن “العلاقة الاستراتيجية ما بين الأردن وبريطانيا، وما بين بريطانيا وأمريكا (أكبر حليف استراتيجي للولايات المتحدة)”.

وأضاف “أعتقد أن جلالة الملك سوف يكون مدخله أيضاً إلى الإدارة الأمريكية، رئيس الوزراء البريطاني والحكومة البريطانية من أجل دفع الرئيس ترامب بالتراجع عن مخططه”.

وتابع أن لقاء الملك بالرئيس الأمريكي سيهدف إلى إقناع الأخير بأن المنطقة العربية والشعوب العربية، ودول العالم بإجماعها تقريباً ترفض مثل هذه التصريحات”.

وتابع “سيضع جلالة الملك الرئيس الأمريكي أمام العديد من الحقائق التي يجهلها فيما يتعلق بمستقبل المنطقة في حال تم تصفية القضية الفلسطينية حسب وجهة نظر وتصريحات ترامب”.

رسائل من العرب


قال الدكتور وليد العويمر إن الملك سيحمل رسائل واضحة جداً من القادة والزعماء العرب إلى ترامب، مفادها أن “المنطقة العربية بكافة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي ترفض رفضاً قاطعاً أي حلول لا تتوافق مع حقوق الشعب الفلسطيني، وبالتالي سيكون هناك تبعات مؤثرة جداً على المصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة”.

وأضاف “أعتقد أن الإدارة الأمريكية لن تتحمل أي تبعات لاحقة، خاصة أن الرئيس ترامب يدرك مدى أهمية منطقة الشرق الأوسط استراتيجياً واقتصادياً بالنسبة لأمريكا، خاصة أن ترامب يهتم بالملف الاقتصادي بشكل كبير جداً”.

وتابع “أعتقد أن جلالة الملك يحمل معه أفكار ورؤى فيما يتعلق بآلية وكيفية الحل للقضية الفلسطينية، وهذه الرؤية والرؤى أنا أعتقد أنها بالتنسيق مع الدول العربية، وسوف يحاول جلالة الملك أن يقنع الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية بضرورة العودة إلى القرارات الدولية، وأنه لن يكون هناك سلام واستقرار في المنطقة ولا لدولة الكيان الصهيوني إلا في ظل تطبيق القرارات الدولية وأولها حل الدولتين، بداية على قرار الأمم المتحدة القائم على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي 67”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق