خطوة جديدة تعكس التزام مملكة البحرين بتطوير المرأة البحرينية وتعزيز دورها في التنمية الوطنية صاغتها في صباح يوم يعبق بروح التقدم والتطلع إلى المستقبل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة خلال اجتماع المجلس الرابع في دورته الثامنة (2022-2025) لتؤكد على الرؤية الاستراتيجية التي يتبناها المجلس في سبيل تطوير المرأة البحرينية في كافة المجالات لضمان مشاركتها الفاعلة ولبحث قضايا مصيرية تتعلق بمسيرة المرأة البحرينية ومستقبلها في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم.
حيث استطاع المجلس الأعلى للمرأة أن يترجم رؤى وتطلعات القيادة إلى خطوات ملموسة مكنت المرأة البحرينية من المشاركة الفاعلة في مختلف المجالات ليس كعنصر مكمل بل كشريك رئيس في ازدهار المملكة حيث أكدت صاحبة السمو الملكي في كلماتها المفعمة بالفخر والامتنان للدعم السامي من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم على أن هذا الدعم ليس مجرد رعاية رمزية بل هو التزام حقيقي برؤية استراتيجية تضع المرأة في صلب التنمية الوطنية، كما هو الركيزة الأساسية التي مكنت المجلس من تحقيق إنجازات ملموسة في ملف المرأة البحرينية والذي برز بشكل كبير في ظل التغيرات العالمية المتسارعة التي تتطلب في الوقت الحالي استراتيجيات تتضمن الاستدامة والتقدم في مسيرة المرأة البحرينية بما يتوافق مع متطلبات العصر الحالي وتغيراته.
كما أن هذا الدور التنموي للمرأة لم يكتمل إلا بالتعاون الوثيق بين المجلس والحكومة حيث أكدت عليه صاحبة السمو الملكي وشددت على مدى أهميته لتكامل السياسات الوطنية الداعمة لمبادرات المجلس الأعلى للمرأة والمتوافقة مع الأولويات الوطنية فكانت هي البيئة الداعمة والمعززة لقدرة المرأة البحرينية لتحقيق ذاتها والمساهمة في المجتمع بفاعلية مما جعل من البحرين نموذجاً إقليمياً يحتذى به في دعم المرأة.
إن اجتماع المجلس الأعلى للمرأة في ظل التحولات السريعة لم يكن مجرد محطة لتقييم ما تحقق بل كان منصة لإعادة تعريف الأهداف والطموحات فكانت الخطة الجديدة التي تعكس التزام المجلس بالمضي قدماً في دعم المرأة، حيث التوسع في المبادرات واستحداث برامج جديدة تعزز من دورها في الحياة العامة، لتكون خارطة طريق لضمان استدامة التقدم الذي تحقق، وتوسيع نطاق الفرص المتاحة أمام النساء لتحقيق طموحاتهن الوطنية والمهنية ومنها التأكيد على الشراكات مع الجهات المختلفة لتمكين المرأة في عضوية مجالس إدارة الشركات المساهمة العامة، كخطوة متقدمة تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة البحرينية في مواقع صنع القرار والاقتصاد الوطني.
إنها الرؤية الجديدة للمجلس الأعلى الأكثر إشراقاً الرؤية الشاملة، التي تسعى إلى ترسيخ مكانة المرأة البحرينية كمحور رئيسي في عملية التنمية الوطنية في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات في العصر الحديث، والذي أصبح فيه دور المرأة أمراً حتمياً، ليس فقط من أجل تحقيق العدالة والمساواة، بل أيضاً لضمان استدامة التطور والتقدم، فالتحديات التي تواجهها المرأة العربية في العصر الحالي تتطلب رؤية ديناميكية مرنة قادرة على استيعاب المتغيرات السريعة، ومع استمرار التحديات العالمية والاقتصادية، ، تتجه خطة المجلس 2025-2026 نحو تطوير منظومة عمل أكثر شمولية واستدامة أهمها تطوير السياسات الداعمة للمرأة العاملة من خلال برامج مرنة تمكنها من تحقيق التوازن بين دورها المهني والأسري، وإطلاق برامج تدريبية متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لتعزيز جاهزية المرأة لمتطلبات المستقبل لتكون هي القفزات النوعية التي تعكس رؤية قيادية حكيمة واستراتيجية وطنية متكاملة ليظل التحدي الأساسي الاستمرار في تطوير الإنجازات بما يواكب المتغيرات العالمية ويضمن للمرأة البحرينية دوراً أكثر تأثيراً في مستقبل المملكة .
وقد كان أول الغيث قرار سموها بإنشاء "لجنة المرأة في مجال دور الحضانة ورياض الأطفال"، التي تهدف إلى دراسة أوضاع المرأة العاملة في هذا القطاع الحيوي، وتطوير السياسات الداعمة لها، بما يسهم في رفع جودة التعليم المبكر في المملكة حيث يأتي هذا القرار استكمالاً لجهود المجلس الأعلى للمرأة في ترجمة رؤى القيادة إلى خطوات ملموسة، ومن خلال هذه المبادرة تتجدد مسيرة الاهتمام بالمرأة البحرينية برؤية مستقبلية، مع الحرص على أن تظل في مقدمة الركب، تصنع مستقبلاً مشرقاً لوطنها، وتسهم في نهضته بكل عزيمة وإصرار.
إن مسيرة الاهتمام بالمرأة البحرينية في المملكة لا تتوقف عند حد، إنها رحلة لم تبدأ اليوم، ولن تنتهي غداً، بل هي مسيرة مستمرة تعكس إرادة حقيقية في صنع واقع أكثر إنصافاً وعدالة، واقع تتألق فيه المرأة البحرينية كشريك أساسي في بناء الوطن وصياغة مستقبله.
* إعلامية وباحثة أكاديمية
0 تعليق