العقبة - عززت الشراكة بين الحكومة الأردنية وشركة تطوير العقبة وموانئ "اي بي ام تيرمينالز" مكانة الأردن الاستراتيجية على خريطة التجارة البحرية العالمية لما يتميز به من موقع إستراتيجي مهم في خدمة التجارة في المنطقة.
ومنذ توقيع اتفاقية الشراكة عام 2006 التي تم تجديدها العام الماضي، عملت الشركة على تعزيز كفاءة العمليات التشغيلية للميناء وتطوير بنيته التحتية بأحدث الأنظمة التكنولوجية، ما أسهم في جعل الميناء من البوابات المفضلة تجاريا على مستوى المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المتواصلة لتطوير البنية التحتية للنقل البحري في الأردن وتعزيز دور ميناء حاويات العقبة كبوابة رئيسية للتجارة في الأردن والمنطقة.
وضمن مبادرة تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ركزت رؤية التحديث الاقتصادي على تطوير وتأهيل ميناء حاويات العقبة وتزويده بمعدات حديثة.
ويولي جلالة الملك عبدالله الثاني الميناء أولوية قصوى، إذ أكد جلالته خلال إحدى جولاته التفقدية للميناء ضرورة إدامة عملية التخليص على البضائع لضمان وصولها لجميع المحافظات بسرعة وضرورة اتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة العامة والتزام العمال بها في جميع مرافق الميناء.
وقال الرئيس التنفيذي لميناء حاويات العقبة، هارولد نايهوف، إن الميناء حقق العديد من الإنجازات ابرزها المكانة المتميزة على مستوى الموانئ الـ 70 التي تشغلها اي بي ام تيرمينالز وموانئ العالم الأخرى، آخرها الانضمام إلى تحالف "جيميني" العالمي الذي يجمع بين عملاقي الشحن البحري "ميرسك" و"هاباغ لويد".
وأشار إلى أن الميناء بكوادره المدربة والمؤهلة مستمر في عمليات التحديث والتطوير، خصوصا بعد تمديد اتفاقية الشراكة مع الحكومة الأردنية، مبينا أن الميناء أصبح وجهة موثوقة لدى الشركاء والعملاء بفضل تحديث عملياته اللوجستية وتدريب وتأهيل كوادره البشرية واستخدام افضل الآليات والمعدات الفنية.
وأكد خلال جولة صحفية نفذتها الشركة أخيرا، أن الإنجاز المتحقق في الميناء يعود إلى إيمان الحكومة الأردنية بأهمية الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص في تجويد الخدمات وتعزيزها والوصول بميناء حاويات العقبة إلى العالمية.
وأوضح نايهوف، أن الميناء الذي يبلغ طول رصيفة 1000 متر جاهز للتعامل مع 1.4 مليون حاوية سنويا واستيعاب 3 بواخر عملاقة التي تحمل 16 ألف حاوية لكل باخرة، لافتا إلى أن الميناء استقبل خلال شهر كانون الثاني الماضي 56 باخرة، فيما وصل حجم المناولة ما يزيد على 824 ألف حاوية نمطية العام الماضي.
وتابع، أننا نفخر كشركة بان نكون جزء مهم من الاقتصاد الأردني ومحرك رئيسي له من خلال شراكتنا الإستراتيجية مع الحكومة الأردنية وأن طموحنا بان نكون بوابة رئيسية للتجارة على البحر الأحمر.
وأكد التزام الميناء بالمتطلبات الدولية لأمن السفن والمرافق المينائية وهو ما صنف ميناء الحاويات كميناء آمن على مستوى المنطقة والعالم.
وخلال الجولة الصحفية، عرض مديرو الدوائر في الشركة لأبرز الإنجازات المتحققة وعمليات التشغيل والخطط المستقبلية لعمليات التطوير والتحديث، مؤكدين أن العمليات اللوجستية داخل الشركة تتم وفق أفضل المعايير والممارسات المستخدمة في الموانئ العالمية المرموقة.
وقالوا إن آليات العمل المتطورة داخل ميناء الحاويات اختصرت الكثير من الإجراءات التي مكنت من إنجاز عمليات المناولة بسرعة عالية ما يضمن أمن وسلامة الميناء وما يعزز الثقة بالميناء من قبل الشركاء والعملاء.
من جهته، قال مدير التسويق والتواصل والعلاقات العامة إيهاب الرواشدة، إن الشركة تولي المسؤولية المجتمعية اهتماما كبيرا من خلال شراكاتها مع مختلف الجهات والمؤسسات التي تعمل بهذا الإطار في مدينة العقبة.
وأشار إلى أن عدد المستفيدين من برامج المسؤولية المجتمعية بلغ 70 ألفا خلال العام الماضي في مختلف المجالات التي تستهدف تحسين حياة المستهدفين من برامج الشركة.
وأضاف، أن عدد موظفي الشركة بلغ 900 موظف 99.5 بالمائة أردنيين، وأنهم على قدر عال من المهنية والكفاءة وهو ما مكن الشركة من تصدير الكفاءات الأردنية للعمل في مختلف موانئ المنطقة والعالم والمساهمة في بناء العديد من الموانئ.
وتابع الرواشدة، يتميز ميناء حاويات العقبة بكوادر بشرية وبنية تحتية ومعدات وآليات متطورة، عززت مستوى الكفاءة التشغيلية والقدرة العالية على استيعاب التطور في حجم البضائع الواصلة لميناء العقبة على مدار الساعة ولمدة سبعة أيام في الأسبوع.
بدوره، بين مدير إدارة الأصول المهندس سليم جرار عن الدائرة الهندسية والمشاغل والكليات الكهربائية، التزام الشركة بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل 70بالمائة بحلول 2030 وصفر بحلول عام 2040، من خلال خطة عمل تركز بصورة مباشرة على تخفيض حجم استهلاك الطاقة التقليدية واستخدام الطاقة المتجددة، مؤكدا أنه وبحسب الخطة فإن الشركة ستقوم بالتحول نحو استخدام الطاقة المتجددة من خلال كهربة المعدات والآليات والتوسع في تركيب الطاقة الشمسية.
وأشار جرار إلى أن الشركة تستخدم العديد من الروافع الحديثة والمتنوعة والشاحنات التي تستخدم في عمليات المناولة وتخزين الحاويات وهي من أحدث المعدات المستخدمة في الشرق الأوسط، لافتا إلى استمرار الشركة بعمليات التحديث والتطوير.
من جانبه، قال مدير عام الصحة والسلامة والأمن والبيئة في الشركة المهندس فراس الطويل، إن اشتراطات السلامة تعد ركيزة أساسية لعمل الميناء نظرا لخصوصية وطبيعة العمل داخله من حيث التعامل مع حاويات ضخمة ومواد خطرة تتطلب عناية فائقة وكوادر مدربة وإجراءات دقيقة لتنفيذ الاعمال بأمن وسلامة.
وأكد الطويل عدم تسجيل أي حالة وفاة داخل الشركة منذ 10 سنوات وأن الإصابات المسجلة خلال هذه الفترة محدودة وبسيطة ولم تشكل خطورة على المصابين.
وأشار إلى أن إجراءات الأمن والسلامة مشددة داخل الشركة ولدينا القدرة على التعامل مع الحالات الطارئة بكفاءة عالية من خلال الكوادر المدربة والمؤهلة ومعدات السلامة من آليات ومستلزمات، لافتا إلى تنفيذ العديد من برامج التوعية للموظفين بإجراءات السلامة وإجراء التمارين الوهمية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والدفاع المدني للتعامل مع مختلف الحوادث.
وأوضح الطويل، أن الشركة تطبق العديد من الإجراءات الرقابة الأمنية داخل مرافق الشركة من خلال غرفة مراقبة تعمل على مدار الساعة تغطي جميع مرافق الميناء بالكاميرات، بالإضافة إلى الدوريات الأمنية المتحركة، لافتا إلى أن الشركة توفر كل إجراءات السلامة والأمن اللازمة لحماية البضائع لحين تسليمها إلى أصحابها وخروجها من الميناء.
من ناحيته، أوضح المدير التنفيذي للعمليات عدنان اليعقوبي، أن العمليات داخل الشركة تنفذ على ثلاث مراحل من لحظة وصول الباخرة على رصيف الميناء، بدءا من وضع الخطة وتنفيذها وعمليات تخزينها لحين تسليمها لاصحابها على ظهر الشاحنة وخروجها من الميناء.
وأضاف، أن عملية المناولة تتم بسرعة ومرونة حسب حجم حمولة الباخرة فيما تستغرق عمليات تسليم الحاوية على ظهر الشاحنة أقل من ساعة لحين خروجها من الميناء، كما أن عمليات المناولة تتم بسرعة كبيرا جدا ولا يوجد تأخير في العمليات التي تتم داخل الميناء.
من جهة أخرى، أكد مدير التسويق والتواصل والعلاقات العامة إيهاب الرواشدة، أن رؤية الشركة تركز على تطوير ميناء الحاويات وتعزيزه بكل الإمكانيات البشرية والفنية الحديثة ورفع تنافسيته ليكون بوابة الأردن والمنطقة الاقتصادية الرئيسية والمستدامة، كما تطلع الشركة لان يكون ميناء الحاويات مركزا رئيسيا لمنتجات المناطق الصناعية المؤهلة والصناعات المحلية والمواد الأولية.
يشار إلى أن إطلاق الخدمة البحرية الجديدة ضمن تحالف "جيميني" العالمي، يعد خطوة نحو تعزيز قدرة الميناء التشغيلية، ويفتح آفاقا جديدة للتجارة الأردنية، ما يسهم في تحقيق رؤية الشركة بأن يصبح ميناء الحاويات مركزا لوجستيا إقليميا رائدا.
ويمثل تحالف "جيميني" الذي يجمع بين عملاقي الشحن البحري "ميرسك" و"هاباغ لويد"، نقلة نوعية في قطاع النقل البحري العالمي، إذ يوفر شبكة شحن متطورة تغطي 7 مسارات تجارية رئيسية من خلال 57 خدمة بحرية متخصصة.
وتتميز الخدمة الجديدة بقدرتها على تحقيق معدلات موثوقية عالية تتجاوز نسبتها 90 بالمائة في جداول الإبحار، مدعومة بأسطول حديث يضم 340 سفينة بسعة إجمالية تبلغ 3.7 مليون حاوية نمطية.
وسيعزز هذا التطور من كفاءة سلاسل التوريد، كما سيخفض تكاليف النقل على المصدرين والمستوردين الأردنيين، إلى جانب تعزيز تنافسية المنتجات الأردنية في الأسواق العالمية، وتحسين كفاءة عمليات الاستيراد والتصدير، وجذب استثمارات أجنبية مباشرة للقطاع اللوجستي الأردني.اضافة اعلان
يذكر أن التقرير السنوي لسير العمل في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي 2023 – 2025، أشار الى تمديد اتفاقية ميناء حاويات العقبة التي تتضمن استثمارا إجماليا يبلغ 242 مليون دولار لتعزيز كفاءة العمليات التشـغيلية للميناء، إضافة إلى تحديث البنية التحتية وتطوير الأنظمة التكنولوجية.
ومن أبرز أهداف هذا التمديد، تحقيـق الحياد الكربوني بحلول 2040 وهو جـزء من خطة لتقليص الانبعاثــات الكربونية، ما يعزز دور الميناء كمركز لوجستي رائد فـي المنطقـة ويخدم سلسـلة التوريد والنقـل بشـكل أكثر اسـتدامة.-(بترا-مشهور الشخانبة)
0 تعليق