"القيم والأخلاق في الفلسفات الغربية".. إصدار جديد لعدنان خطاطبة‎

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان – في إطار مشروع مكتبة الأسرة "القراءة للجميع"، صدر كتاب بعنوان "القيم والأخلاق.. في الفلسفات الغربية"، من تأليف الدكتور عدنان خطاطبة، الفائز بجائزة نايف العالمية للدراسات الإسلامية المعاصرة، الذي يعمل أستاذا في جامعة اليرموك في الأردن.اضافة اعلان
في مقدمته للكتاب، يقول خطاطبة: "إن الفلسفة هو صنعة إنسانية، مدارها العقل البشري، وأفقها التفكير الإنساني، وطبيعتها ذهنية بحتة. وقد اشتملت الفلسفة على محاور عدة، وقضايا كبرى في الاهتمام الإنساني، كان من بينها قضية القيم والأخلاق. فسعت إلى عقلنة هذه القضية، كغيرها من القضايا، وتقديم رؤية لها نابعة من تفكير ذهني مجرد للفيلسوف الذي يرسم معالم فلسفته ويطبق منهجها المعرفي في ذلك، وهو ما يؤدي إلى أن يكون نتاجها في إطار القضايا الواقعية والطبيعية والبشرية والمادية".
ويضيف المؤلف أن المتتبع للفلسفات الغربية، رغم نزعتها الذهنية والمادية القاسية، يجد أمامه طروحات فلسفية لكبار الفلاسفة ولأهم الفلسفات حول قضية القيم والأخلاق عموما. وقد جاءت هذه الطروحات متضاربة بين تلك الفلسفات، حيث تجد المواقف الداعمة، والمحايدة، والمناهضة، والجديدة، من دون اتفاق بين تلك الفلسفات على مسار واحد. وهذا يؤكد أن الفلسفات الغربية، على مدار قرون من طروحاتها الثقافية والفكرية والتفلسفية والوجودية، لم تقف موقفًا موحدًا من قضية القيم والأخلاق.
ويشير خطاطبة إلى أن الوقوف وراء كل طرح من تلك الطروحات الفلسفية الغربية في مواقفها من قضية القيم والأخلاق هو مجموعة من المتحكمات والموجهات. تتمثل هذه المتحكمات تارة في واقع أيديولوجي وسياسي، وتارة أخرى بأطر فكرية حاكمة، وأخرى في ردات فعل ضد فلسفات سابقة، وفي تجارب شخصية لفلاسفة، وفي تحركات انتقادية ضد الموقف الكنسي الذي تعيشه تلك المجتمعات أو عاشته سابقًا. كما أن هناك محكات تفكيرية وفلسفية تصورية وذهنية مجردة.
ويقول المؤلف: "إن الباحثين والدراسين والقراء عمومًا قد اهتموا بقضية القيم والأخلاق، نظرًا لما تشكله من كونها أهم المفاتيح التي تمكننا من فهم الآخر وترتيب التعامل معه. ورغم ذلك، فإن قلة من الدراسات قد تناولت قضايا القيم والأخلاق في الفلسفة الإنسانية بشكل وافٍ بالغرض، كما شهد بذلك خلال تجربته الدراسية والتدريسية".
ولهذا، قرر المؤلف كما يشير، إجراء بحث معمق وموسع يقدم من خلاله مقاربة للطروحات الأخلاقية والقيمية في عدد كبير من الفلسفات الغربية الكبرى والمؤثرة والرئيسية. وقد تطلب منه ذلك بذل جهد كبير وقراءات ممتدة لفترة طويلة في سبيل تقديم هذه المقاربة، ليتمكن بعد الإلمام بها من الاطلاع على الطروحات التي قدمها الفكر الإنساني في التنظير لقضايا القيم والأخلاق، ومدى حالات الاتفاق أو الاختلاف، والكمال أو التقصير، والوضوح أو الغموض، والتسلسل الانتقالي أو التضاد الارتدادي، والصعود الطبقي أو الالتواء والنكوص التفكيري. 
ويضيف خطاطبة أن هذه الدراسة لا يصنفها الباحث ضمن الدراسات المقارنة العامة أو الخاصة، ولا النقدية العميقة، فذلك له وقته وموضعه وبحثه الخاص به. بل هي دراسة وصفية تعرض ما لدى كل فلسفة من قضية القيم والأخلاق، وجانبا محدودا من نقد هذا الموقف. حيث تكون قضية الأخلاق والقيم في كل فلسفة من هذه الفلسفات موضوعة على طبق من البحث العلمي، ومتاحة بين يدي القارئ والباحث، ليتمكن من الاطلاع أو النقد أو إجراء المقارنات.
ويشير المؤلف إلى أن مثل هذا العمل لم يكن سهلا بناؤه، بل استهلك منه طاقات بحثية وفكرية ووقتية وتنظيمية هائلة، لقراءة قضية واحدة من قضايا الفلسفة، وهي قضية الفكر القيمي والأخلاقي. وهذه التفلسفات عابرة للقرون، متشابكة وممتدة عبر مسيرة حضارية تزيد على ألفي سنة، تمتد من قبل الميلاد حتى واقعنا المعاصر.
ويقول خطاطبة: "إن هذه الدراسة جاءت شمولية ومُستغْرِقة لجل الفلسفات الغربية التي ناقشت أحد القضايا الشائكة في تلك الفلسفات، وهي قضية "القيم والأخلاق"، مبينا أن الكتاب جاء في عشرة فصول.
ويذكر أن البرنامج الوطني للقراءة مكتبة الأسرة الأردنية هو سلسة تصدرها وزارة الثقافة الأردنية منذ العام (2007)، ضمن البرنامج الوطني للقراءة، وتهدف (مكتبة الأسرة الأردنية) إلى نشر المعرفة وإثراء مصادر الثقافة وتنمية التفكير الناقد، ورفع مستوى الوعي لدى الأسرة الأردنية من خلال توفير الكتاب بجودة عالية وبأسعار رمزية، تضم السلسلة ستة حقول أساسية، دراسات أردنية تراث عربي وإسلامي، آداب وفنون، فلسفة ومعارف عامة، علوم وتكنولوجيا، والأطفال.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق