عمان- في الوقت الذي أثارت فيه تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو جدلا واسعا، حول إقامة دولة فلسطينية على أراض سعودية، نظرا لما تمتلكه من مساحات شاسعة، رأى مراقبون أن تلك التصريحات جاءت في إطار الخطاب اليميني المتطرف الذي تتبناه حكومته، خاصة بعد تمسك السعودية بموقفها الرافض للتهجير، والتأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية.اضافة اعلان
وتأتي هذه التطورات في ظل مقترحات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتضمن ترحيل سكان غزة إلى دول عربية أخرى، وتطوير القطاع اقتصاديا تحت إدارة أميركية، والتي قوبلت برفض واسع من قبل الدول العربية، بما في ذلك السعودية، التي أكدت رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وقال هؤلاء المراقبون في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، إن تصريحات نتنياهو، تؤكد التباين الكبير في المواقف بين السعودية والاحتلال بشأن حل القضية الفلسطينية، وتسلط الضوء على التحديات المستمرة في مساعي تحقيق السلام في المنطقة، في ظل الموقف السعودي المُؤازر لدول عربية في موقفها من تهجير الفلسطينيين خارج غزة.
حلول صهيونية متطرفة
في هذا الإطار، يقول رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد الشنيكات، إن تصريحات نتنياهو تشكل اتساقا مع الإيديولوجية التي يتبناها اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه نتنياهو، ومع اليمين المتطرف الصهيوني الذي يرى بأن الحلول يجب أن تكون على حساب الدول العربية المجاورة.
وأضاف: "رغم حمله العلاقات العامة الكبيرة والحديث عن مكاسب السلام والازدهار، إلا أن السياسة الصهيونية لا ترى في القضية الفلسطينية إلا التصفية، وجعل فلسطين كاملة لإسرائيل".
وتابع الشنيكات: "طبعا، الأصل والمتوقع من نتنياهو أن يذهب إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والذهاب إلى حل يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وهذه أصلا تنسجم مع الموقف العربي، والذي برز إبان مؤتمر قمة بيروت عام 2002، والذي دفعت باتجاهه المملكة العربية السعودية مع بقية الدول العربية الأخرى، ويستند أيضا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة".
وزاد: "ويشير التصريح الذي أدلى به نتنياهو إلى الهوة الواسعة الفعلية بين الموقف السعودي والموقف الصهيوني، ويبدو أن إسرائيل لا تفكر بدفع استحقاقات السلام، وتريد فقط الحصول على مكاسب بلا أي تنازلات تضمن حل النزاع على أسس العدالة والشرعية الدولية".
حيل دبلوماسية
من جهته، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد أن رد نتنياهو على سؤال مذيع القناة 14 العبرية، مساء الخميس الماضي، بشأنّ تمسك السعودية بإقامة دولة فلسطينية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، "إن السعودية لديها مساحات شاسعة، يمكنهم إقامة الدولة الفلسطينية هناك"، يأتي في إطار الخطاب اليميني المتطرف الذي تتبناه حكومة نتنياهو، حيث يأتي رد الأخير بعد تمسك السعودية بموقفها الرافض للتهجير والتأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف أبو زيد، إن الطرح السعودي الرسمي يتناغم أيضا مع الطرح الشعبي الذي تجسد في ردود متتالية للسفير السعودي الأسبق في واشنطن ولندن ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، على خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة، الأمر الذي قد يفسر تصريحات نتنياهو بأنها تأتي ردا على الموقف السعودي تجاه الخطاب الصهيوني المتطرف.
وأشار إلى أن الجانب الصهيوني يدرك مدى حساسية بعض الطروحات التي يتناولها أعضاء حكومة نتنياهو، ويتم الترويج لها إعلاميا في مؤشر على راديكالية التصريحات الصهيونية التي تواجه لأول مرة بموقف عربي موحد، رفضا لخيار التهجير وضم أجزاء من الضفة الغربية.
وأكد أبو زيد، أن ما فشل نتنياهو بتحقيقه بالقوة العسكرية في غزة يريد تحقيقه بالحيلة الدبلوماسية، بغطاء من إدارة دونالد ترامب، وبالتالي يحاول نتنياهو اتباع سياسة صفقة مقابل صفقة، أي بمعنى الموافقة على الانتقال للمرحلة الثانية والثالثة مقابل مكاسب إقليمية من قبيل التطبيع مع عدد من الدول العربية، إلا أن نتنياهو تفاجأ على ما يبدو بالمصدات العربية التي رفضت طروحات ترامب.
ولفت إلى أن حالة التفكيك وإعادة التركيب التي يجري العمل عليها من قبل نتنياهو بغطاء أميركي تشير إلى مدى عمق الأزمة الداخلية التي يعاني منها نتنياهو، حيث يواجه أزمة كبيرة تتعلق باحتمالية انسحاب بعض أعضاء الحكومة على رأسهم سموتريتش، إذا ذهب نتنياهو إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار دون مكاسب ترضي على أقل تقدير سموتريتش، الذي يهدد بالانسحاب ما يعني انهيار الائتلاف الحكومي، وتعميق حالة الفشل المركب في غزة وفي الضفة الغربية، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى تصريحاته المتطرفة حول إقامة دولة فلسطينية في السعودية.
فرض الأمر الواقع
بدوره، قال المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، إن موقف السعودية وتأكيدها على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية واضح، وجاء تكذيبا لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يحاول إشعال المنطقة بأحاديث وادعاءات كاذبة من الممكن أن تشعل فتيل الفتنة في المنطقة وسقوطها في بؤرة صراع، مشددا على أن تصريحات بنيامين نتنياهو بشأن ترحيل سكان غزة إلى أراضٍ عربية تعكس بوضوح الأيديولوجية التي يتبناها اليمين المتطرف الإسرائيلي، الذي يرى أن الحلول يجب أن تكون على حساب الدول العربية المجاورة.
وأضاف الحجاحجة: "هذه الرؤية ليست جديدة، بل تعود إلى عقيدة سياسية راسخة لدى التيارات القومية المتشددة في إسرائيل، والتي تسعى إلى فرض واقع جيوسياسي جديد يتجاهل الحقوق الفلسطينية ويفرض حلولًا أحادية الجانب".
وتابع: "لطالما كانت هناك أصوات يمينية إسرائيلية تدعو إلى تهجير الفلسطينيين إلى دول عربية، بحجة أن هناك متسعا جغرافيا في العالم العربي لاستيعابهم، متجاهلين أن الفلسطينيين لهم وطن وهو فلسطين، كما تعكس تصريحات نتنياهو توجها تاريخيا داخل اليمين الصهيوني الذي يرى أن أي حل للصراع يجب أن يكون بتوسيع النفوذ الإسرائيلي، حتى لو كان ذلك على حساب الدول المجاورة، من خلال الضغط السياسي أو العسكري أو حتى بإثارة الأزمات."
وزاد: "هذه التصريحات تؤكد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تبحث عن حلول سلمية حقيقية، بل عن فرض أمر واقع جديد يعمّق الأزمة، كما تشكل هذه الرؤية تهديدا للأمن والاستقرار الإقليمي، لأنها تعتمد على تجاهل الحقوق الفلسطينية وإجبار الدول العربية على تحمّل تداعيات الاحتلال الصهيوني، وتزيد مثل هذه الطروحات من صعوبة الوصول إلى تسوية سياسية عادلة، لأنها تلغي مبدأ حل الدولتين وتعتمد على حلول غير واقعية وغير مقبولة عربيا ودوليا".
واستكمل: "تصريحات نتنياهو ليست مجرد كلام سياسي، بل تعكس إستراتيجية متجذرة داخل اليمين الصهيوني المتطرف، الذي يسعى إلى فرض الحلول بالقوة، وعلى حساب الدول العربية، وهذا النهج يزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة ويعزز من التوتر، ما يتطلب موقفا عربيا موحدا لمواجهة هذه الطروحات، وإبقاء القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات الدولية".
وتأتي هذه التطورات في ظل مقترحات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتضمن ترحيل سكان غزة إلى دول عربية أخرى، وتطوير القطاع اقتصاديا تحت إدارة أميركية، والتي قوبلت برفض واسع من قبل الدول العربية، بما في ذلك السعودية، التي أكدت رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وقال هؤلاء المراقبون في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، إن تصريحات نتنياهو، تؤكد التباين الكبير في المواقف بين السعودية والاحتلال بشأن حل القضية الفلسطينية، وتسلط الضوء على التحديات المستمرة في مساعي تحقيق السلام في المنطقة، في ظل الموقف السعودي المُؤازر لدول عربية في موقفها من تهجير الفلسطينيين خارج غزة.
حلول صهيونية متطرفة
في هذا الإطار، يقول رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد الشنيكات، إن تصريحات نتنياهو تشكل اتساقا مع الإيديولوجية التي يتبناها اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه نتنياهو، ومع اليمين المتطرف الصهيوني الذي يرى بأن الحلول يجب أن تكون على حساب الدول العربية المجاورة.
وأضاف: "رغم حمله العلاقات العامة الكبيرة والحديث عن مكاسب السلام والازدهار، إلا أن السياسة الصهيونية لا ترى في القضية الفلسطينية إلا التصفية، وجعل فلسطين كاملة لإسرائيل".
وتابع الشنيكات: "طبعا، الأصل والمتوقع من نتنياهو أن يذهب إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والذهاب إلى حل يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وهذه أصلا تنسجم مع الموقف العربي، والذي برز إبان مؤتمر قمة بيروت عام 2002، والذي دفعت باتجاهه المملكة العربية السعودية مع بقية الدول العربية الأخرى، ويستند أيضا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة".
وزاد: "ويشير التصريح الذي أدلى به نتنياهو إلى الهوة الواسعة الفعلية بين الموقف السعودي والموقف الصهيوني، ويبدو أن إسرائيل لا تفكر بدفع استحقاقات السلام، وتريد فقط الحصول على مكاسب بلا أي تنازلات تضمن حل النزاع على أسس العدالة والشرعية الدولية".
حيل دبلوماسية
من جهته، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد أن رد نتنياهو على سؤال مذيع القناة 14 العبرية، مساء الخميس الماضي، بشأنّ تمسك السعودية بإقامة دولة فلسطينية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، "إن السعودية لديها مساحات شاسعة، يمكنهم إقامة الدولة الفلسطينية هناك"، يأتي في إطار الخطاب اليميني المتطرف الذي تتبناه حكومة نتنياهو، حيث يأتي رد الأخير بعد تمسك السعودية بموقفها الرافض للتهجير والتأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف أبو زيد، إن الطرح السعودي الرسمي يتناغم أيضا مع الطرح الشعبي الذي تجسد في ردود متتالية للسفير السعودي الأسبق في واشنطن ولندن ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، على خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة، الأمر الذي قد يفسر تصريحات نتنياهو بأنها تأتي ردا على الموقف السعودي تجاه الخطاب الصهيوني المتطرف.
وأشار إلى أن الجانب الصهيوني يدرك مدى حساسية بعض الطروحات التي يتناولها أعضاء حكومة نتنياهو، ويتم الترويج لها إعلاميا في مؤشر على راديكالية التصريحات الصهيونية التي تواجه لأول مرة بموقف عربي موحد، رفضا لخيار التهجير وضم أجزاء من الضفة الغربية.
وأكد أبو زيد، أن ما فشل نتنياهو بتحقيقه بالقوة العسكرية في غزة يريد تحقيقه بالحيلة الدبلوماسية، بغطاء من إدارة دونالد ترامب، وبالتالي يحاول نتنياهو اتباع سياسة صفقة مقابل صفقة، أي بمعنى الموافقة على الانتقال للمرحلة الثانية والثالثة مقابل مكاسب إقليمية من قبيل التطبيع مع عدد من الدول العربية، إلا أن نتنياهو تفاجأ على ما يبدو بالمصدات العربية التي رفضت طروحات ترامب.
ولفت إلى أن حالة التفكيك وإعادة التركيب التي يجري العمل عليها من قبل نتنياهو بغطاء أميركي تشير إلى مدى عمق الأزمة الداخلية التي يعاني منها نتنياهو، حيث يواجه أزمة كبيرة تتعلق باحتمالية انسحاب بعض أعضاء الحكومة على رأسهم سموتريتش، إذا ذهب نتنياهو إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار دون مكاسب ترضي على أقل تقدير سموتريتش، الذي يهدد بالانسحاب ما يعني انهيار الائتلاف الحكومي، وتعميق حالة الفشل المركب في غزة وفي الضفة الغربية، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى تصريحاته المتطرفة حول إقامة دولة فلسطينية في السعودية.
فرض الأمر الواقع
بدوره، قال المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، إن موقف السعودية وتأكيدها على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية واضح، وجاء تكذيبا لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يحاول إشعال المنطقة بأحاديث وادعاءات كاذبة من الممكن أن تشعل فتيل الفتنة في المنطقة وسقوطها في بؤرة صراع، مشددا على أن تصريحات بنيامين نتنياهو بشأن ترحيل سكان غزة إلى أراضٍ عربية تعكس بوضوح الأيديولوجية التي يتبناها اليمين المتطرف الإسرائيلي، الذي يرى أن الحلول يجب أن تكون على حساب الدول العربية المجاورة.
وأضاف الحجاحجة: "هذه الرؤية ليست جديدة، بل تعود إلى عقيدة سياسية راسخة لدى التيارات القومية المتشددة في إسرائيل، والتي تسعى إلى فرض واقع جيوسياسي جديد يتجاهل الحقوق الفلسطينية ويفرض حلولًا أحادية الجانب".
وتابع: "لطالما كانت هناك أصوات يمينية إسرائيلية تدعو إلى تهجير الفلسطينيين إلى دول عربية، بحجة أن هناك متسعا جغرافيا في العالم العربي لاستيعابهم، متجاهلين أن الفلسطينيين لهم وطن وهو فلسطين، كما تعكس تصريحات نتنياهو توجها تاريخيا داخل اليمين الصهيوني الذي يرى أن أي حل للصراع يجب أن يكون بتوسيع النفوذ الإسرائيلي، حتى لو كان ذلك على حساب الدول المجاورة، من خلال الضغط السياسي أو العسكري أو حتى بإثارة الأزمات."
وزاد: "هذه التصريحات تؤكد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تبحث عن حلول سلمية حقيقية، بل عن فرض أمر واقع جديد يعمّق الأزمة، كما تشكل هذه الرؤية تهديدا للأمن والاستقرار الإقليمي، لأنها تعتمد على تجاهل الحقوق الفلسطينية وإجبار الدول العربية على تحمّل تداعيات الاحتلال الصهيوني، وتزيد مثل هذه الطروحات من صعوبة الوصول إلى تسوية سياسية عادلة، لأنها تلغي مبدأ حل الدولتين وتعتمد على حلول غير واقعية وغير مقبولة عربيا ودوليا".
واستكمل: "تصريحات نتنياهو ليست مجرد كلام سياسي، بل تعكس إستراتيجية متجذرة داخل اليمين الصهيوني المتطرف، الذي يسعى إلى فرض الحلول بالقوة، وعلى حساب الدول العربية، وهذا النهج يزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة ويعزز من التوتر، ما يتطلب موقفا عربيا موحدا لمواجهة هذه الطروحات، وإبقاء القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات الدولية".
0 تعليق