دبي - «الخليج»
شهد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، جانباً من فعاليات الاجتماع العربي للقيادات الشابة في نسخته الرابعة، والذي يُعقد ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات. ويعقد الاجتماع تحت رعاية سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مركز الشباب العربي، وبحضور الشيخ راشد بن حميد النعيمي، نائب رئيس المركز، ووزراء الشباب العرب وقادة مؤسسات تمكين العمل الشبابي في المنطقة ومجموعة من النخب الشبابية.
الاجتماع أقيم تحت شعار «صنع في العالم العربي شباب عربي الهوية.. عالمي الأثر».
حضر الاجتماع إلى جوار سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، كل من: عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، والدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي.واستعرض الاجتماع أبرز المبادرات والمشاريع الهادفة لتمكين الشباب، وتعزيز فرصهم في القطاعات المستقبلية، مع التركيز على دور الصناعة والابتكار وريادة الأعمال كعوامل رئيسية في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز تنافسية الشباب العربي على المستويين الإقليمي والدولي، إضافة إلى المشاريع العربية المشتركة في مجال بناء القدرات واستكشاف المواهب والاستثمار في الطاقات.كما ناقش الاجتماع المقترحات الخاصة بتحويل تحديات المنطقة العربية إلى فرص، من خلال إعلاء صوت الشباب، وإشراكهم في اتخاذ القرار وإعداد السياسات، وتبادل الخبرات والممارسات التي تتناسب مع المجتمعات العربية، والتي من شأنها أن تسهم في تعزيز الانتماء والارتباط بالهوية واللغة العربية، والتمسُّك بالقيم الإنسانية والمواطنة الصالحة.وشهد الاجتماع مجموعة من المداخلات التفاعلية والجلسات الحوارية، لمجموعة من الخبراء لتبادل التجارب حول تعزيز فرص استقطاب الشباب في القطاع الخاص وريادة الأعمال، إضافة لدعم المنتجات الوطنية بالتركيز على ثقافة الصناعة ودور الشباب، كركيزة أساسية لتطورها في المنطقة العربية، والانتقال إلى مستوى عالمي من المنافسة. كما تم الكشف عن نتائج دراسة مؤشر تنافسية الشباب العربي، وملخص اللقاءات التمهيدية التي سبقت الاجتماع العربي بمشاركة ممثلين من كافة الدول العربية، ومختلف أطياف مجتمعات العمل الشبابي في المنطقة.
وأكد المشاركون في الاجتماع أهمية تكثيف الجهود لتعزيز تنافسية الشباب العربي وتمكينهم، والاستفادة من الفرص المتاحة في الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة، كما شددوا على ضرورة العمل التكاملي بين الجهات الرسمية والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص لدعم مسارات التعليم والتدريب، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال.
ورحب الدكتور سلطان بن سيف النيادي وزير دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي، خلال كلمته الافتتاحية، بالحضور والمشاركين في الاجتماع العربي للقيادات الشابة، مؤكداً أن الشباب العربي هو جوهر التنمية، ورأس مال الصناعات والابتكار، وحامي القيم والهوية.
وأشار إلى أن الاجتماع العربي للقيادات الشابة بات منصة سنوية تربط الشباب بصناع القرار، وتتيح لهم فرصة المساهمة في استشراف المستقبل والاستعداد له ضمن إطار أكبر تجمع حكومي عالمي.
وتطرق الدكتور سلطان النيادي، إلى رؤية دولة الإمارات في دعم الشباب، حيث تستند هذه الرؤية إلى توجيهات القيادة الرشيدة، والتي تؤمن بأن الإنسان هو الاستثمار الأهم.
وقال إن التكنولوجيا، وعلى الرغم من التحديات التي تفرضها، تخلق فرصاً ووظائف جديدة تحتاج إلى مهارات إنسانية فريدة، مؤكداً أن الشباب العربي يمتلك المهارات التي تؤهله للمنافسة العالمية، خاصة إذا توفرت له بيئة حاضنة للإبداع وممكنة بالمعرفة والمهارات.
واختتم بأهمية تعزيز الثقة بالمنتجات والصناعات المحلية، واستكشاف الفرص الكامنة في الاقتصادات الوطنية، واستقطاب الشباب نحو القطاع الخاص وريادة الأعمال، مشيداً بالدور الذي يؤديه الاجتماع العربي للقيادات الشابة في تسليط الضوء على التجارب والنماذج الملهمة في العالم العربي.
تعزيز الهوية العربية
من جانبها، أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية في كلمتها، أهمية تعزيز الهوية العربية في تكوين شخصية الشباب وتمكينهم من مواجهة تحديات المستقبل، مشيرة إلى أن جامعة الدول العربية تولي اهتماماً كبيراً بقضايا الشباب وتحرص على دعمهم عبر الشراكات الاستراتيجية. وركزت على شعار «صنع في العالم العربي شباب عربي الهوية.. عالمي الأثر»، والذي يترجم رؤية جامعة الدول العربية، ويعكس واقع الشباب العربي الذين يجمعون بين الموروث الثقافي والاطلاع على التطورات الحديثة، مؤكدة أن «الهوية ليست موروثاً فقط؛ بل ركيزة لتعزيز الابتكار والريادة».
وشددت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة على ضرورة تحقيق التوازن بين الأصالة والانفتاح، بحيث يستفيد الشباب من التطورات التكنولوجية من دون المساس بجذورهم الثقافية.
وأشارت إلى أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت أدوات فعالة للتعبير عن الرؤى وإطلاق المبادرات، ما أتاح للشباب العربي فرصة تحقيق تأثير عالمي في مختلف المجالات، لا سيما الفنون وريادة الأعمال، معتبرة أن العولمة والتطور التكنولوجي يشكلان تحدياً لهوية الشباب العربي، ما يستدعي توفير بيئات تعليمية مرنة إلى جانب فرص اقتصادية عادلة تعزز مشاركتهم في صنع القرار.
الشباب في القطاع الخاص
وشهد الاجتماع العربي للقيادات الشابة في نسخته الرابعة، فعاليات وجلسات عدة، حيث تناول المتحدثون جلسة «الشباب في القطاع الخاص»، الفرص والتحديات التي تواجه الشباب في هذا القطاع الحيوي.
وقال غنام المزروعي أمين عام مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، إن برنامج «نافس» الذي أُطلق في عام 2021 أسهم في رفع عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص من 29 ألفاً إلى 142 ألفاً خلال ثلاث سنوات، مشيراً إلى أن الشباب يشكلون 75% من القوى العاملة.
وأضاف حميد الشمري نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة والرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية، أن الشركة تسهم في تدريب الكفاءات الإماراتية عبر شراكات استراتيجية مع شركات عالمية مثل «إيرباص» و«بوينغ»، ما يعزز مهارات الشباب في مجالات الطيران والصناعة.
دعم ريادة الأعمال
وفي السياق ذاته، أكدت مها عبد الحميد مفيز، الرئيس التنفيذي لصندوق العمل «تمكين» في البحرين، جهود البحرين في دعم ريادة الأعمال من خلال برامج تدريبية تأهيلية تهدف إلى تسهيل اندماج الشباب في سوق العمل.
وأشار عبد القادر السقاف، مندوب دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة للشباب لعام 2022 - 2023، إلى أن هذه الجلسة أظهرت بوضوح الدور القيادي للشباب في دعم التحولات الاقتصادية وتعزيز مشاركتهم في مختلف القطاعات.
ونظمت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالتعاون مع مركز الشباب العربي، جلسة حوارية تحت عنوان «صنع في العالم العربي»، حيث تناول الخبراء أهمية توطين الصناعة وبناء منتج محلي قادر على المنافسة عالمياً.
وقالت سلامة العوضي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الصناعية في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: «الشباب اليوم ليسوا مجرد مستهلكين؛ بل هم القوة الدافعة والمبتكرة لبناء مستقبل الاقتصاد العربي».
وأكدت أن الوزارة، التي تأسست عام 2001، تسعى منذ انطلاقتها إلى خلق منتج وطني منافس يعتمد على العنصر البشري، معتبرة أن هذا العنصر هو المحرك الأساسي للنجاح.
قيمة سامية
وأوضح علي البلوشي، متطوع وصانع محتوى، أن التطوع يمثل قيمة إنسانية سامية في المجتمع الإماراتي. وقال: «قيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كانت نبراساً لي منذ صغري، وخلال جائحة كوفيد-19، تطوعت في المستشفيات الميدانية بدبي، ومن هنا نما شغفي لنشر رسائل الخير والتضامن عبر منصاتي».
وأشار الدكتور يوسف الحسني، محاضر فن الإتيكيت والبروتوكول الدولي، إلى أن الإتيكيت ليس مجرد مظاهر رفاهية أو مفاهيم غربية؛ بل هو انعكاس للأخلاق والهوية الثقافية.
وأكد آدم القاسمي، بطل تحدي القراءة العربي على مستوى تونس لعام 2022، أن التعليم هو المفتاح الأساسي لتطوير الشباب.
وقال: «الشباب العربي يشبه شجرة الزيتون؛ متجذرة في الأرض والتاريخ، وتثمر على الرغم من الظروف القاسية، يجب استثمار الطاقات الشبابية بشكل أمثل لضمان مستقبل مستدام للمنطقة».
تجارب رائدة
وبرزت تجارب شبابية رائدة، حيث أكد أحمد السويسي رائد الأعمال خلال جلسته «من العالم إلى الوطن العربي» أن تجربته الشخصية بدأت بعد جائحة كورونا بدخول عالم السوشيال ميديا، حيث نجح في جذب نصف مليون متابع خلال ثلاث سنوات.
وقال: «الإمارات، باعتبارها أرض الفرص والأمان، قدمت لي ولعائلتي الفرص اللازمة على الرغم من التحديات، لقد بدأ والدي عمله في الصرافة منذ السبعينات حتى أسس شركة تضم اليوم أكثر من 800 موظف، وهذا دليل على الإيمان بالاستثمار في الأجيال».
وأشار محمد آل راشد، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للاستراتيجية لشركة «باكمان» إلى أن التجارة الإلكترونية أصبحت قوة اقتصادية تُعيد تشكيل التجارة العالمية، موضحاً أن المنصة تُتيح لأي شخص بدء مشروعه بسهولة.
وأضاف: «لقد أسهمت منصتي في تمكين أكثر من 5000 رائد أعمال إماراتي، وأؤمن بأن استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بكفاءة هو مفتاح النجاح، فالفرص لا تأتي؛ بل تصنع».
وأعربت آسيا الشحي، مفاوضة شؤون التكنولوجيا والعلوم والابتكار في مؤتمر الأطراف «COP28» عن إيمانها بأن الإرادة والعزيمة تصنعان المستحيل.
وقالت: «بدأت مسيرتي بصفتي طالبة متطوعة في القمة العالمية للحكومات، وكنت جزءاً من فريق المفاوضات الإماراتي في COP28، حيث أسهمنا في تحقيق اتفاق تاريخي للعمل المناخي العالمي.. العمل الجماعي والتفاني هما سر النجاح».
من جانبه، قال خليفة المزروعي المغامر الإماراتي: «منذ صغري، حلمت بأن أكون مستكشفاً للحياة البرية، وبفضل دعم عائلتي ووطننا الإمارات، وقد حققت ذلك من الغوص في أعماق المحيطات إلى تسلق أعلى القمم، كان الهدف رفع علم الإمارات، وفخورٌ بحصولي على وسام النمر الثلجي بصفتي أول عربي».
فيما سردت نورا المطروشي، رائدة الفضاء تجربتها منذ طفولتها قائلة: «كنت أحلم بالوصول إلى الفضاء منذ أن كنت في الخامسة من عمري بفضل برنامج الإمارات لرواد الفضاء، تحقق حلمي، وتعلمت مهارات عملية مثل الطيران وجمع العينات. التدريب في الفضاء يعزز مهارات القيادة والعمل الجماعي، ونحن على استعداد لاستكشاف آفاق جديدة».
وتحدثت اليازية المهيري، رائدة الأعمال عن مشروعها «من العرب» الذي انطلق في عام 2020 خلال فترة كورونا، مشددة على أن «الفكرة جاءت من عبق بيت جدتي، حيث كانت روائح البخور والعنبر مصدر إلهام، قررت استثمار الموارد المحلية والعمل مع حرفيين إماراتيين لإنتاج شموع تحمل الهوية العربية، اليوم، أصبحت (من العرب) علامة تجارية تصدر منتجاتها من قلب الإمارات، وهذا النجاح هو ثمرة دعم دولتنا وإيمانها بالشباب».
0 تعليق